3. علاقة الانثربولوجيا بالعلوم الطبيعية

ثالثا:علاقة الانثربولوجيا بالعلوم الطبيعية:

للانثربولوجيا علاقة وطيدة بالعلوم الطبيعية نظرا لما تقدمه هذه العلوم من مساهمات في تطوير الانثربولوجيا من خلال ما توصلت اليه من انجازات ونتائج بفضل تطور وسائلها كعلم الجيولوجيا والجغرافيا ومنها ما يتداخل معها وكان مرتبط بها في نشأتها كعلم البيولوجيا الذي:

أ/ علاقتها بالبيولوجيا ( علم الاحياء):

ارتبطت الانثربولوجيا في بدايتها بعلم الاحياء ويعد : داروين وغيرهم من علماء البيولوجيا الذين ساهموا في تطور الانثربولوجيا البيولوجية التي تهتم بدراسة الانسان ككائن طبيعي وخصائصه ومواصفاته والجينات وغيرها كما تعد هذه المواضيع من المواضيع الهامة لعلم البيولوجيا ، فالعلاقة بينهما علاقة تداخلية من حيث النشأة والتطور والاشتراك في المواضيع .

ب/ علاقة الانثروبولوجيا بعلم الجيولوجيا و الجغرافيا:

تساعد الدراسات الجيولوجية التاريخية  الباحثين الانثروبولوجيين في تحديد الفترات الزمنية التي عاش فيها كل نموذج من أنواع الجنس البشري، نظرا لوجود البقايا العظمية للأسلاف على شكل بقايا مستحثات حفرية بين ثنايا القشرة الأرضية الرسوبية.كما ساعد علم الجيولوجيا الانثروبولوجيين على معرفة العالم الحيواني الآخر الذي عاصر الإنسان الحفري .

و قد استفادت الانثروبولوجيا أيضا من المعطيات العلمية الجغرافية ، و في مقدمتها النواحي الطبيعية ، من تضاريس و مياه ،إلى جانب الظروف المناخية التي تتفاوت من منطقة إلى أخرى و ذلك بحسب قربها أو بعدها من خط الاستواء ،أو من شواطئ البحار و المحيطات ،أو ارتفاعها و انخفاضها عن سطح البحر. فهذه العوامل كلها تؤثر في حياة الإنسان بجوانبها المختلفة ،العضوية و الاجتماعية و القافية ،و لذلك فإن الأحوال المعيشية و البنى الاجتماعية عند المجتمعات البشرية ،ليست متشابهة بسبب تباين الظروف الجغرافية التي توجد فيها تلك المجتمعات .فسكان المناطق الجبلية المرتفعة يكونون في مأمن من الأخطار الخارجية ، بينما يتعرض سكان السهول دوما إلى غزوات و اجتياحات من الشعوب أو القوى الخارجية .و في المقابل يكون سكان المناطق الساحلية أكثر انفتاحا في علاقاتهم مع العالم الخارجي ، قياسا بأهل المناطق الداخلية حيث تكون العلاقات الأسرية شبه منغلقة على ذاتها ، إلى جانب الالتزام بالعصبية القبيلة ،و هذا ينعكس في سلوك السكان في هذه المناطق .و هناك من يعتقد بوجود علاقة بين الطقس و الخمول الذي يتميز به سكان المناطق الحارة، أو النشاط الاندفاعي ومنهفها الى الان حسب ما وجده العلماء .

سيتم تلخيص ما تم تقديمه من خلال المخطط الاتي: