2. علاقة الانثربولوجيا بالعلوم الانسانية

ترتبط الانثربولوجيا بها من حيث التشارك في المواضيع والاهتمامات والتأثير المتبادل ، ومن العلوم الانسانية المساعدة بنتائج ابحاثها لعمل الانثربولوجي نجد علم الاثار اما الذي يتداخل معها من حيث الموضوع علم التاريخ الذي:

أ/علاقتها بعلم التاريخ

 هناك تداخل كبير بين الانثروبولوجيا و التاريخ و منشأ ذلك اهتمام الانثروبولوجيين بوصف   الأحداث و العوامل التاريخية التي تؤدي إلى تكوين و نشأة الظواهر الحضارية و ذلك باستخدام مناهج البحوث التاريخية ، و في خضم هذه العلاقة يرى "ميتلند" انه يجب على الانثروبولوجيا أن تختار بين أن تكون تاريخا أو أن لا تصبح شيئا على الإطلاق، و رغم بروز بعض الاختلافات بين العلمين أبرزها اهتمام المؤرخين (التاريخ) بالأحداث الغير المتكررة في حين تهتم الانثروبولوجيا بدراسة الأحداث المتكررة إلا أن التداخل واضح بينهما في كثير من النقاط ، و بهذا المعنى لا يمكن فصل الانثروبولوجيا عن التاريخ فكلاهما يهتم بتوضيح ماضي الإنسان ويبحث في الحضارات القديمة ،  ويرمي إلى تحديد التغير الحضاري وتتابعه على مر العصور.

ب/علاقتها بعلم الفلسفة

إذا كانت الفلسفة أم العلوم كما كانت تسمى، بالنظر لشمولية دراستها مجموعة من العلوم الرياضية و الإنسانية و الفيزيائية ،فإن صلة الانثروبولوجيا بها وثيقة جدا و لا سيما  فيما يتعلق بنظرة الإنسان إلى الكون و الحياة ،في زمن ما أو مكان محدد ، فدراسة أصل الإنسان و نشأته و حياته و سعيه إلى البقاء و الخلود ، وما ينجم عن ذلك من تطور و تغير مستمرين ، كلها تقع في ميدان الدراسات الانثروبولوجية ، و لا سيما تلك العلاقة الأزلية بين الإنسان ، وواقعه و ما يطمح إليه من أمال و أهداف تؤمن سيرورة حياته غير ان الانثربولوجيا تركز على التحليلات الميدانيةمن خلال المعايشة اما الفلسفة تحليلات ميتافيزيقية.