ماهية الأرطفونيا و نشأتها
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | مدخل إلى الأرطفونيا- أ. جنون - المجموعة ب |
Livre: | ماهية الأرطفونيا و نشأتها |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Friday 22 November 2024, 17:01 |
1. ماهية الأرطفونيا و نشأتها
سنقوم في هذا العنصر عرض أهم النعريفات المقدمة لعلم الأرطفونيا و كذا البدايات الأولى في مختلف البلدان.
1.1. ماهية الأرطفونيا
مفهوم الأرطفونيا :تعددت تعريفات الأرطفونيا نذكر أهمها في :
1-1 تعريف Stéphanie Caët.2019 :الدراسة العلمية للغة و اضطراباتها.و نجد الباحثة قدر ركزت في تعريفها على تحديد منهج و مجال الأرطفونيا و المتمثل في الاضطرابات اللغوية بجميع أشكالها.
2-1 حسب Gilles REVAUX و Danielle NEDJAR فالأرطفونيا تهتم بالتكفل باضطرابات التواصل اللفظي و غير اللفظي قد تكون بسيطة أو معقدة كما قد تظهر لدى الأفراد من جميع الفئات العمرية.(Danielle NEDJAR.Gilles REVAUX.2004.2).
3-1 تعريف يزيد حداد( yazid haddad (2011: تهدف الأرطقونيا إلى تصحيح الاضطرابات التي تمس الصوت و النطق و الكلام و اللغة(. yazid haddad .2011)بنوعيها المنطوقة و المكتوبة،و ووجهيها الفهم و التعبير.
4-1تعريف محمد حولة (2012) :علم الأرطوفونيا هو ذلك العلم الذي يتناول الدراسة العلمية للاتصال اللغوي وغير اللغوي في مختلف أشكاله العادية والمرضية تهدف إلى التكفل بمشاكل الاتصال بصفة عامة واضطرابات الكلام واللغة بصفة خاصة وهذا كل من عند الطفل والراشد على السواء كما تهتم كذلك بكيفية اكتساب اللغة والعوامل المتدخلة في ذلك وتلعب دورا في التنبؤ والوقاية من الاضطرابات اللغوية (محمد حولة.2012.13) في هذا التعريف حدد محمد حولة ميدان الأرطفونيا و قد وسع ميدانها ليصبح ميدان التواصل بجميع أشكاله اللفظية و غير اللفظية و كذا الفئة التي يتكفل بها المختص الأرطفوني :ما حدد أدوارها في الواقع.
5-1 تعريف قاموس الأرطفونيا (2011):هي تخصص شبه طبي يهتم بالوقاية والكشف و تقييم و تشخيص ومعالجة اضطرابات الصوت والكلام و اللغة الشفهية و المكتوية بوجهيها التعبير و الفهم ،و التواصل اللفظي و الكتابي ،و اضطرابات البلع ،لدى الأفراد من جميع الفئات العمرية .(F.Brin-Henry.C.Courrier.E.Lederlé .V.Masy.2011.198)
1.2. نشأتها:
لقد ظهرت البدايات الأولى للتكفل باضطرابات اللغوية في الميدان الصحي ،بحيث نجد و حسب التراث العلمي أن مصطلح الأرطفونيا ظهر على يد الدكتور كلومباDr Marc Colombat (1797-1851) ،حيث و في سنة 1829 قام بفتح معهد للأرطفونيا بباريس ،كان الهدف منه التكفل بحالات التأتأة أو ما يسمى كذلك بعيوب الكلام ،و في نفس الوقت و ببلجيكا ،كان الباحث Malebouche يجرب تقنية للتكفل بالتأتأة للعالمة Leigh من نيويورك و قد توالت بعد ذلك الاضطرابات اللغوية التي ظهرت في مختلف المستشفيات.ما استوجب على الأطباء و العلماء البحث حول طرق علاجها و التكفل بها
لكن البدايات الأولى لعلم الأرطفونيا كان عند نهاية القرن 19 و بالضبط بعد الحرب العالمية الثانية حيث تطورت متبعتا في ذبك منحى العديد من التخصصات العلمية و ذلك بمساهمة العديد من الشخصيات و العلماء،كما ارتبط ظهور الأرطفونيا بظهور الأبحاث الطبية حول اللغة و أساسها العصبي و بصورة خاصة مع أبحاث الطبيب الفرنسي بول بروكا الذي توصل إلى تحديد منطقة الأداء الحركي و ذلك في التلفيف الثالث من الفص الجبي في نصف الكرة المخي الأيسر و كذا ورنيكي الذي بين أن منطقة الاحساس أو الفهم اللغوي في التلفيف الثاني من الفص الصدغي لنصف الكرة المخي الأيسر.
قد تزايد الاهتمام بالارطفونيا على يد مجموعة من العلماء.ففي فرنسا ظهرت الأرطفونيا على يد بورال ميزوني و هي مختصة في النحو و اللغة الفرنسية و هذا خلال عملها مع الطبيب المختص بجراحة أنف أذن حنجرة Veau من خلال تكفلها بحالات الشقوق الشفهية الحنكية بعد اجراء العملية الجراحية ،حيث كانت تقوم بملاحظة السلوك اللغوي و الصوتي لهذه الحالات محاولة تصحيحه و اكسابهم اللغة بطريقة سليمة ،بعدها وسعت مجال اهتماماتها و ملاحظاتها ليشمل الأطفال الذين يعانون اضطرابات النطق التأتأة ،اللغة و كذا التواصل لتشمل بذلك الأرطفونيا اضطرابات التواصل ،أولى التكوينات بفرنسا كانت سنة 1955 و هذا بكلية الطب ليتم اعتمادها رسميا سنة 1964 و يتحصل الطلاب فيها على شهادة الكفاءة الأرطفونية CCO و ذلك بعد 04 سنوات من التكوين كتخصص شبه طبي. ليتم انشاء الفدرالية الوطنية للمختصين الأرطفونيين و التي يصدر عنها مجلة "التكفل الأرطفوني" سنة 1962 ،و في سنة 1981 و بدعم من G.Dubois و M.Lindenfeld تم تأسيس جمعية المعالجين اللغة و التواصل ATHELEC ،و بعدها تم تأسيس الاتحاد الوطني لتطوير البحث في الأرطفونيا UNADRED و التي يصدر عنها مجلة Glossa سنة 1986.هذا بالنسبة لفرنسا .
أما سويسرا ،فقد كانت أولى التكوينات في الأرطفونيا –اللوغوبيديا سنة 1960 وذلك بجامعتي Neuchatel و Genève .ففي سنة 1963 و بفضل الطبيب المختص في أمراض أنف اذن حنجرة Dr Terrier و زملائه تم اعتماد تكوين في جامعة نيوشاتل بكلية الأداب ،و في ذلك الوقت يمنح التكوين شهادة الدراسات العليا في الأرطفونيا ،بعدها و في سنة 2009 أصبحت الجامعة تمنح ديبلوم في الأرطفونيا –اللوغوبيديا و ذلك بعد 04 سنوات من التكوين.حاليا تمتد فترة التكوين 05 سنوات ليتحصل بعدها الطالب على شهادة ماجستير في اللوغوبيديا بعد حصولهم على بكالوريوس في الأداب و العلوم الإنسانية.أما في جنيف فقد بدأ التكوين في اللوغوبيديا سنة 1964 في معهد علوم التربية الذي أصبح في سنة 1975 كلية علم النفس و علوم التربية ،،تمنح جامعة جنيف حتى سنة 2006 ديبلوم مابعد-ليساس في اللوغوبيديا بعد 05 سنوات من التكوين ،حاليا يمكن الحصول على ماجستير في اللوغوبيديا و ذلك بعد الحصول على بكالوريوس في علم النفس.
بالنسبة لبلجيكا ،فيرجع الفضل إلى Maria Mussafia(1899-1985) لظهور الأرطفونيا ،حيث و بعد اصابتها باضطرابات في الصوت :كان عليها الاتصال بالطبيب المختص في الصوت Emil Froschel بفينا ،لتصبح بعدها تلميذة لديه تهتم بالتكفل بالحالات التي تعاني من اضطرابات الصوت و الكلام و اللغة ،لتنظم سنة 1951 أول تكوين حول اللوغوبيديا.و في سنة 1953 أسست Jardinet-Peas في Liège على مستوى عيادة طب أنف أذن حنجرة للطبيب Destree جناح لاعادة التربية للاضطرابات اللغوية . و منذ 1965 يمكن للطالب الحصول على شهادة في اللوغوبيديا في اطار التعليم العالي الخاص (اللا -جامعي) أو ليسانس في اللوغوبيديا من جامعة Louvain –la-Neuve و Liège . ومنذ 2006 تمنح الجامعات شهادة الماستر بعد 5 سنوات من التكوين و شهادة باكالريوس من المدارس العليا بعد 03 سنوات من التكوين.
أما لوكسونبورغ فقد تم الاعتماد على مهنة المختص الأرطفوني في القانون 18 نوفمبر 1976 و أول حق الممارسة كان سنة 1972 مع انعدام التكوين فيها ،بحيث يتكون الطلبة بفرنسا أو بلجيكا.
الارطفونيا في الجزائر: بدأت دراسة الأرطفونيا في الجزائر مع نهاية السبعينيات حيث أنهت الدكتورة نصيرة زلال دراسة المستشفيات والجامعات الفرنسية ودخلت الجزائر لتدرس بجامعتها منذ السنة الجامعية 79-80. منذ تلك الفترة بدأت الأرطفونيا تأخذ مكانتها فتخرجت عدة دفعات ليسانس وفي سنة 1987 فتحت دراسات ما بعد التدرج (ماجستير), كما شرع في أول مشروع بحث في الأرطفونيا في معهد علم النفس بجامعة الجزائر,الذي ساعد في ظهور: الجمعية الجزائرية للأرطفونيا (SAOR) والاتفاق بين جامعة الجزائر وجامعة تولوز تحت رقم (91 MDU177).
أما تكوين الأرطفونيين في الجزائر فهي تابعة لأقسام علم النفس وعلوم التربية والأرطفونيا وتدرس في الجزائر العاصمة ووهران وسطيف منذ السنة الثانية جامعي وتسلم شهادة الليسانس في الأرطفونيا بعد أربع سنوات دراسة في الجامعة ،سنة واحدة جذع مشترك وثلاث سنوات تخصص وفق النظام القديم ،حاليا فهي تدرس كمقياس سداسي "مدخل إلى الأرطفونيا" لكافة طلبة سنة أولى علوم اجتماعية ويكون التخصص في السنة الثانية.و هي تدرس بأغلب الجامعات بالجزائر
2. اختصاصات الأرطفونيا
توجد أربع اختصاصات في الأرطفونيا وهي:
2.1. علم النفس العصبي
و هو العلم الذي يعالج الوظائف المعرفية العليا ،و علاقتها بالأبنية العصبية ،و من بين الوظائف الذهنية العليا نجد اللغة ،و مع أعمال الطبيب الفرنسي بول بروكا سمحت لنا بتحديد مناطق عصبية مسؤولة عن اللغة(F.Brin et al .2011.190) ،هذا ما مهد لبقية العلماء البحث عن أهم المناطق المتدخلة في الانتاج و الفهم اللغوي و كذا الأليات المتدخلة في ذلك باعتبار أن اللغة سيرورة معقدة تتدخل فيها مجموعة من الوظائف المعرفية هي الأخرى تستلزم نشاط وتوضيف عصبي جد منسق و منسجم .و بهذا فأي اصابة قد تمس الجهاز العصبي قد تؤثر بشكل أو بأخر في اللغة أو التواصل بصفة عامة.ومن بين هذه الاضطرابات اللغوية ذات المنشأ العصبي نجد الحبسة ،الديزرتريا ،العرض الجبهي ...الاضطرابات التطورية كالزهايمر و البركينسون ،و اضطرابات التعلم النمائية كالديسفازيا ..و الاضطرابات النمائية الشاملة كالتوحد.
2.2. اضطرابات النطق واللغة
ويعني هنا بدراسة اضطرابات النطق واللغة بنوعيها المنطوقة والمكتوبة و بوجهيها الفهم و التعبير ،و قد تختلف أسبابها من أسباب وظيفية تمس وظيفة الأجهزة المتدخلة في اللانتاج و الفهم اللغوي أو عضوية تصيب هذه الاجهزة و من أهم هذه الاضطرابات نجد الرينولاليا ،اللثغات ،تأخر الكلام ،ـاخر اللغة البسيط ...
2.3. الصمم
يهتم هذا التخصص بجميع أنواع الاعاقات السمعية و ما يترتب عنها من مشاكل و اضطرابات لغوية ،كما تبحث في طرق التكفل بحالات الصمم العميق ،وكذا حالات الاعاقة السمعية المجهزين بالمعينات و كذا حالات حاملي الزرع القوقعي ،من أجل تعليمهم اللغة المنطوقة و محاولة ادماجهم في عالم الصوت .
2.4. فحص الأصوات
ويلم هذا التخصص بدراسة الصوت واضطراباته (F.Brin et al .2011..2013) و من أهم الاضطرابات الصوتية التي يتكفل بها المختص الأرطفوني نجد DYsphonie أو البحة الصوتية و فقدان الصوت التام ،و يعتمد المختص بعدة أدوات و تقنيات للتكفل بهذه الحالات .