يهدف هذا النشاط الإجمالي إلى قياس الهدف الخاص بالوحدة الخامسة
السند :
قصة سندباد البحَّار وسندباد الحمَّال[1]
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاءً يا أختاه، اروي لنا المزيد من قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن بقية قصة سندباد.» فأجابت شهرزاد: «على الرحب والسعة!»
بلغني — أيها الملك السعيد — أن الحمَّال عاد إلى المنزل في اليوم التالي. ومرة أخرى، فُتحت البوابات، ووجد أناسًا يأكلون ويرقصون داخل المنزل الجميل. استقبله سندباد البحار بالترحاب، وطلب منه الجلوس، وأعطاه الطعام والشراب، ثم تابع رواية مغامراته والأهوال العديدة التي واجهها.
بعد رحلتي الأخيرة، قطعت عهدًا على نفسي ألا أترك أرض الوطن ثانية أبدًا. لكن رغبتي في الترحال كانت ملحة للغاية، فخرجت في رحلة بحرية أخيرة، بعد أن ملأت سفينتي بالبضائع المختلفة. وضربت عاصفة سفينتنا في بداية الرحلة تقريبًا، وقذفت بنا إلى أقاصي الأرض في مكان يُعرف باسم أرض الملوك.
سمعنا عن هذه الأرض من قبل، وعلمنا أن بها أفاعي بحرية ضخمة. وبلغنا أيضًا أنه عند مرور أي سفينة بها، تبرز أفعى عملاقة من المحيط، وتبتلع السفينة بأكملها.
وفي الوقت الذي كنا نروي فيه قصصًا عن هذه الكائنات المرعبة، رأى أحد رجال طاقمنا أفعى ضخمة كالجبل تخرج من الماء، وتتجه نحونا. ورأينا بعد ذلك أفعى ثانية وثالثة تخرج من الماء. ولخوفنا على حياتنا، جثونا على ركبنا وصلينا لله طالبين منه النجاة. فقامت عاصفة عاتية قذفت بسفينتنا على صخرة ضخمة. تحطمت السفينة، وأُلقي بنا جميعًا في البحر.
تمكنت من السباحة إلى جزيرة قريبة. وبعد نيل قسط من الراحة، رأيت جدولًا يجري بسفح جبل ضخم. فصنعت طوفًا صغيرًا من بعض الأفرع التي عثرت عليها، وارتحلت عبر هذا الجدول. وبعد وقت قصير، سمعت صوت اندفاع مياه. وقبل أن أدري، اندفعت هابطًا أحد شلالات المياه الكبيرة.
كنت على يقين أنني سأموت، فكنت أطير عبر الهواء ورذاذ الماء. لكنني لم أمت، فالصيادون الصالحون الذين كانوا يعيشون في هذه الأرض ألقوا شباكهم في الماء، وأنقذوني. وكان من بين هؤلاء الصيادين رجل عجوز اصطحبني معه إلى منزله.
بقيت هناك شهورًا عديدة. عاملني فيها الناس جيدًا، وأعطوني الطعام والشراب. لكن الناس كانوا يتحولون مرة كل شهر على نحو شديد الغرابة. كانت وجوههم تتغير، وتنمو لهم أجنحة. فيتحولون إلى طيور، ويحلقون بعيدًا.
وفي أحد الشهور، بعد أن ظهرت الأجنحة لدى الناس، وكانوا يستعدن للطيران بعيدًا، رجوت أحدهم أن يحملني معه. وحلقت عاليًا للغاية في السماء.
توهج بعد ذلك برق شديد، وألقى بي المخلوق على قمة أحد الجبال. وحضر شابان، وأخبراني أنهما رسولا خير، وقاداني إلى أسفل الجبل. كما أخبراني أنني كنت في خطر عظيم، حيث إن الرجال المتحولين إلى طيور هم رسل شر. وقادني الشابان إلى الشاطئ، حيث كانت هناك مجموعة من البحارة يعدون لرحلة بحرية. سافرت معهم، ووصلت أخيرًا إلى الوطن. رحب بي أصدقائي، وسعدت للغاية بعودتي إلى موطني. وأقسمت بالله ألا أسافر في رحلات بحرية ثانيةً أبدًا.
قال سندباد البحار: «لقد علمت الآن كل ما عانيته قبل أن أتمتع بالثروات التي تراها هنا.»
فأجاب سندباد الحمَّال قائلًا: «أستميحك عذرًا لشعوري بالحسد تجاهك.»
وبعد ذلك، لم يشكُ الحمَّال حاله في الدنيا ثانيةً أبدًا. فكان يفكر في صعوبة ما تكبده التاجر ليجني ثرواته، وكل الشقاء الذي تجنبه هو. وعاش السندبادان معًا تربطهما علاقة صداقة حتى لقيا ربهما.
•••
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح. وقالت دينارزاد لأختها: «يا لها من قصة مدهشة يا أختاه!» فردت شهرزاد: «هذا لا يقارَن بما سأرويه لكما غدًا إذا تركني الملك على قيد الحياة.»
التعليمة :
على ضوء ما درست وبعد قراءة المتن السردي ،أجب عما يلي :
1-عرف الفن النثري الذي ينتمي إليه النص .
2-أذكر أشكال هذا الفن في النثر العربي القديم .
3- وضح البنية اللغوية التي تسمح بتوالد القصص الموجود في المتن .مع تعيين القصة الأصلية والقصة الفرعية.
ملاحظة: ترسل الإجابات في ملف (وورد) ، مع كتابة الاسم واللقب والفوج ، قبل انتهاء المدة المحددة للإنجاز .
مدة تسليم النشاط الإجمالي من 01 فيفري 2024إلى 15 فيفري 2024