يكتسب الطفل من وسطه العائلي العمليات الأولية للاتصال على مستوى غير لفظي، ثم ينتقل تدريجيا للتعبير عن انفعالاته بحركاتي جسمية عفوية لتصبح عملية الاتصال تتركز على الجهاز الخاص بها، أي جهاز النطق والتصويت، فمنذ الولادة يقوم بإنتاجات صوتية، في شكل أصوات غير لفظية، ثم بعد ذلك يبدأ بإدراك وتنظيم واستخلاص الأصوات انطلاق الكلمات التي يسمعها في المحيط الذي يعيش فيه، بمعنى أنه يبدأ بإنتاج أصوات تنتمي للغة الأم، وهذا ما يسمى بالمناغاة (Le babillage)، والذي يظهر في حوالي 6-7 أشهر. ويسير عموما ببطء كبير في المحاكاة اللغوية، فقد تمضي أشهر دون أن ينطق إلا ببعض الكلمات، رغم قدرته على فهم معظم ما يسمعه، ثم تزيد كمية الكلمات مع نهاية السنة الثانية وبداية السنة الثالثة.
وبالتالي، يتسع الرصيد الصوتي للطفل في المرحلة قبل اللغوية لأنماط صوتية مختلفة تتعدى حدودها الأصوات التي تحتويها اللغة الأم، ويحدث في أحيان كثيرة أن يعجز الراشد عن تقليد بعض المقاطع الصوتية لهذا الطفل. وينمو الميل لدى هذا الأخير لمحاكاة الأصوات اللغوية وحتى غير اللغوية التي تنبعث من وسطه العائلي والمادي، وبالتالي فإن الأصوات التي لم يكن يخضع استعمالها في البداية إلى تسلسل خاص أو قاعدة نطقية معينة تصبح أكثر عرضة لتحكم الطفل وصياغتها في قوالب مقاربة لتلك التي تصل مسامعه من طرف المتكلمين من حوله. ويغلب سلوك المحاكاة هذا على هذه المرحلة حتى أطلق عليها "مرحلة التقليد".
- فإذا كان تعليم اللغة واكتسابها من الأهداف التي تسعى العملية التعليمية إلى تحقيقيها، خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة (الطفولة المبكرة)، فكيف نفسر العلاقة بين هذه المرحلة والمراحل التعليمية المختلفة؟
يرجى تسليم العمل في صيغة ward في الفترة الممتدة بين 15 فيفيري و01 مارس.