نظريات التكامل والاندماج الدولي

خاتمة

ما يمكن ملاحظته من هذا العرض لاهم التجارب في الدول النامية والتي قد يطلق عليها البعض التكتلات الاقتصادية غير الناجحة كونها مازالت ضعيفة وتحتاج الى مزيد من العمل والتنسيق ، علماً ان البعض منها تلاشى واختفى وهو ما يزال في طور النشأة، قياساً لتطور وتكامل العديد من التكتلات في العالم المتقدم . وربما يعود عدم نجاح معظم التكتلات في بلدان العالم الثالث وخصوصاً في افريقيا ، على الرغم من كونها مخرجاً شبه متفق عليه من التخلف الى التنمية ، ورغم وجاهة دوافعها لاسباب كثيرة لعل من اهمها غياب الاليات السليمة والفعالة والسياسات الرشيدة، والادارة الدافعة اضافة الى الظروف الاقتصادية والهيكلية الاقتصادية الضعيفة التي تتميز بها معظم تلك الدول، الا ان الفشل بأي حال من الاحوال لايمكن ان يقضي على محاولات تكاملية جديدة او تصحيح بعض المحاولات القديمة ، بأعتبار ان العيب ليس في فكرة التكامل نفسها ، وانما في الظروف والاليات التي اتبعت في الوصول اليها .والجدول التالي يوضح مستوى التكامل الاقتصادي داخل المنظمات الاقتصادية الاقليمية.

التجمع

عدد الدول الأعضاء

مستوى التقدم الذى تم إحرازه على صعيد إنشاء الجماعة الاقتصادية الأفريقية

جماعة شرق أفريقيا

5 دول

استطاعت تحقيق تقدم ملحوظ، تمثل في إعلان الاتحاد الجمركيفي عام 2009، وانطلاق السوق المشتركة في عام 2010، والتوقيع في عام 2013 على بروتوكول الاتحاد النقديMonetary Union Protocol، بهدف إنشاء عملة موحدة في غضون 10 أعوام. ووافقت كل من رواندا وأوغندا وكينيا في عام 2014 على تبني تأشيرة سياحية موحدة، كما وافقت الدول الثلاث بالإضافة إلى بوروندي على استخدام بطاقات الهوية الوطنية في المستقبل كوثائق سفر فيما بينها. ودخلت الجماعة EACفي مفاوضات مع الكوميسا والسادك لإنشاء منطقة تجارة حرة بين التجمعات الثلاثة، ومن المتوقع إقامتها بحلول 2016.

الكوميسا

19 دولة

طلقت في عام 2009 الاتحاد الجمركى.

الإيكواس

15 دولة

حققت تقدما ملحوظا على صعيد تطوير منطقة تجارة حرة، وتخطط لإقامة اتحاد جمركي خلال عام 2015، ومن المتوقع انطلاق الاتحاد النقدي والبنك المركزى للإيكواس بحلول عام 2020.

السادك

15 دولة

أحرزت تقدما على صعيد منطقة التجارة الحرة، وكان من المخطط انطلاق الاتحاد الجمركيفي عام 2013 ولكن تم تأجيله.

الإيكاس

10 دول

أعلنت في عام 2004 إنطلاق منطقة التجارة الحرة، ولكن الوضع الهش لبعض دولها جعل الأمور أكثر تعقيدا.

الايجاد ، واتحاد المغرب العربي، وتجمع س ص

Source: Data collected from: African Development Bank, Development Center of the Organisation for Economic Co-operation and Development, United Nations Development Program, African Economic Outlook 2014: Global Value Chains and Africa's Industrialisation (Tunis;Paris;New York: AfDB, OECD and UNDP, 2014), pp. 78-80.

ان نجاح التجارب التكاملية في الدول المتقدمة ، والتي سبق وان تطرقنا اليها ، يشكل محفزاً اساسياً للدول النامية لتحذو حذوها في اقامة فضاءات تكاملية على مستوى من القدرة والتنافس يخولها البقاء في عصر لا حياة فيه للضعفاء ، فأذا كانت الدول المتقدمة تسعى للدخول في تكتلات اقتصادية كبرى ، فأن من الاولى بالدول النامية ان تحرص على الدخول في اكبر قدر من التكتلات الاقتصادية ، ان لم يكن من باب الانتفاع من مزايا التكتلات ، فعلى الاقل من باب الحفاظ على النفس في مواجهة غيرها من الدول المتقدمة والتي تتخذ من تكتلاتها مجالا للمنافسة مع غيرها مستندة الى ما توفره لها اتفاقيات من نوع الجات مثلاً ، من حماية قانونية في حال اتخاذ أي اجراءات حمائية ضدها . لا سيما وان معظم

اقتصادات الدول النامية ما زالت في مرحلة النمو الاولى وتحتاج الى حماية وتدريب على المنافسة العالمية وهذا لا يمكن ان يتم الا في اطار ضيق هو الاطار الاقليمي مقارنة بالاطار العالمي المفتوح.

theory and practice of regional integration.pdf

السابقالسابقالتالي التالي 
استقبالاستقبالطبع طبع تم إنجازه بسيناري Scenari (نافذة جديدة)