نظريات التكامل والاندماج الدولي

خاتمة

إن النظرية التكاملية تعاني من بعض الثغرات لا سيما في عدم وجود تعريف مشترك لمفهوم التكامل أو اتفاق عام على مؤشرات التكامل.

ويرى "ناي" أن سبب عدم الاتفاق هذا راجع إلى أن بعض الباحثين يضع نموذجه التكاملي من خلال دراسته أسباب التكامل أو ديناميكية التكامل، بينما يضع آخرون نماذجهم استنادا لدراسة التكامل بعد انجازه، ومن هنا فان اختلاف مؤشرات التكامل تؤثر على تباين التعريفات، فمثلا بعض الباحثين يؤكدون على تدفق التعامل بين الأطراف مثل تدفق التجارة أو السياحة...الخ، أو أي شكل من أشكال الاتصال الفني.

ولكن يبقى التساؤل هل التعاملات هذه بين الأطراف تسبق أم تعزز أم تنتج أم تسبب التكامل،والإجابة على هذا التساؤل لها أهمية كبيرة عند وضع الإطار النظري لتفسير أسباب التكامل.

فمثلا عند دراسة الاتصال الاجتماعي هل ندرسه قبل التكامل أم انه نتيجة لحالة التكامل سادت الإقليم في فترة سابقة، ونكون بذلك لانفعل سوى تطبيق نظرية الاتصال على مجتمع قائم ولكننا لم نعرف كيف وصل المجتمع إلى التكامل في الاتصال، بمعنى آخر هل الاتصالات الموجودة داخل المجتمع هي سبب في التكامل، فإذا قلنا أنها سبب في ذلك يعني أنها موجودة قبل، ولكن إن كانت موجودة قبل التكامل يعني ذلك أن هناك تكاملا سابقا، وهنا تصبح المشكلة من السبب ومن النتيجة: التكامل أم الاتصالات.[1]

  1. انظر الى

    دورتي جيمس، بالستغراف روبرت، النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية. ترجمة عبد الحي وليد. المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر.1985.ص270.

السابقالسابقالتالي التالي 
استقبالاستقبالطبع طبع تم إنجازه بسيناري Scenari (نافذة جديدة)