•غالبا ما تأخذ العلاقات الدولية بين الفاعلين أحد الوجهين البارزين، إما تفاعلات سلمية تعاونية أو علاقات نزاعية تصادمية. وعلى مر التاريخ كان الشكل الثاني هو المسيطر على واجهة الأحداث، إلا أن نهاية الحرب الباردة مطلع تسعينيات القرن العشرين حملت معها نزوعا ظاهرا نحو تعميق التعاون الدولي والتركيز على سلمية مختلف التفاعلات الدولية.
•ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، كباقي مناطق العالم، تتفاعل ضمنها مجموعة من العلاقات التي تربط خصوصا بين أهم أقطابها الشمالية (الاتحاد الأوروبي) والجنوبية ( دول المغرب العربي) وباقي الفواعل الدولية المؤثرة في مجريات السياسة الدولية (الولايات المتحدة الأمريكية والصين ودول الشرق الأوسط) .
استأثر أمن البحر المتوسط باهتمام الدول الكبرى منذ القدم، لذلك اصطبغت العلاقات الأوروبية المغاربية على مر المراحل التاريخية المختلفة بنوع من الخصوصية والارتباط، حيث ارتبطت دول المغرب العربي مع دول المجموعة الأوروبية بعلاقات جغرافية، ثقافية، اقتصادية وأمنية.
•ومن هنا كان لابد من تحليل ودراسة مختلف جوانب العلاقات الاورومغاربية من خلال التركيز على دراسة الإطار التاريخي الذي تكونت فيه أنماط العلاقات بين ضفتي المتوسط، والاهتمام بفهم أثر التحولات الدولية الجديدة على تفاعل الضفتين، كما يمكن البحث في مختلف أبعاد التفاعل بين دول المغرب العربي والاتحاد الأوروبي وأيضا عدم إغفال البحث في المسارات المستقبلية التي تتكون فيها مختلف أنماط التفاعل والتي قد تكون حاسمة في تقييم مدى نجاعة الآليات التي تعتمدها كل منطقة في سبيل تجسيد تصوراتها وتحقيق مصالحها.
Modifié le: Sunday 31 December 2023, 00:22