أخلاقيات المهنة-برقر ...

القيم : إن البحث حول القيم نال اهتمام الباحثين والعلماء على اختلاف منابعهم العلمية، والإيديولوجية، وهذا ما جعل علماء الاجتماع يختلفون في صياغة مدلولاتهم حول القيم، وسنركّز في هذا العنصر على أهم التعاريف المقدّمة:

مفهوم القيم لدى إميل دوركايم* E.Durkheim «إن القيم هي إحدى آليات الضبط الاجتماعي المستقلة عن ذوات الأفراد الخارجة عن تجسداتهم الفردية»[1]، فالأفراد يخضعون لها من دون أن يفكروا في صحتها أو خطئها، وهي تمثل سلطة عليهم، ولا يمكنهم الخروج عليها فالإنسان الذي ينتمي إلى مجتمع ما لا يدرك «ذاته ولا الآخرين إلا بتوسط التصورات المشتركة التي ترجح في كيانه جانب الوجدان الاجتماعي، وتنظم حاجاته الفردية حيث أن المجتمع يضع الإنسان على تصوراته، وليست القيم إلا تعبيرا عن رغبات الأفراد في إرضاء المجتمع الذي ينتمون إليه، ذلك أن الضمير الفردي يعكس بيئة الجماعة، التي تُعين الخير والشر تبعا لطبيعة المجتمع»[2] وهذا ما يجعل القيم تتغير وتتباين من مجتمع لآخر، ولا يمكن إسقاط قيم مجتمع على مجتمع آخر.

مفهوم القيم حسب تالكوت بارسونز** Parsons Talkott هي «عنصر في نسق رمزي مشترك يعتبر معيارا، أو مستوى للاختيار بين بدائل التوجيه التي توجد في الموقف، كما يعرّفها أيضا بأنها المعايير التي نحكم بها على كون الشيء مرغوبا فيه، أو غير مرغوب فيه»[3] فالقيم تمثل تلك المحددات والمعايير التي يشكلها المجتمع للأفراد حتى يفرقوا بين ما هو المقبول وغير المقبول، كما أن «منظومة القيم والأخلاق الثقافية عنده هي أحكام معيارية مرجعية تحدد أفعال الأفراد، وبهذا المعنى يعتبر المجتمع نسقا أخلاقيا، أي أنه مرتكز على منظومة قيمية ومعايير ذات جزاء أخلاقي، كما جاء في كتابه نحو نظرية عامة في الفعل الاجتماعي (1951)، وكتابه النسق الاجتماعي (1951)»[4] ، هذا ما يجعل القيم تمثل جملة المواقف والجزاء المنتظر من القيام بسلوكيات معينة داخل النسق الاجتماعي، إما الثواب أو العقاب، التكريم أو الاستهجان. معتقدات الفرد نحو الأشياء والأشخاص والمعاني ،من مثل احترام الصغير للكبير وتوقير الكبير للصغير .