المحاضرة1   الدولة الفينيقية 880 ق.م

الأصل بالنسبة لسكان شمال أفريقيا
مما لا شك فيه أن سكان الشمال الإفريقي ينتمون إلى الجنس الابيض و الذي  وضع الأسس  الأولى للحضارة الانسانية و هذا ما
أثبتته الدراسات عبر الاكتشافات الحفرية التي أثبتت أن هيكلا عظيما يرجع تاريخه إلى 450    الف سنة قبل الميلاد عثر عليه في
       مدينة معسكر.
أطلق على سكان شمال أفريقيا اسمين أساسيين بربر و امازيغ :
1_ بربر
و يعني حسب المفهومين اليوناني و الروماني انسان أجنبي لا يتكلم ولا يفقه اللغة اليونانية و أطلق نفس الاسم على اليونانيين عندما تغلب
عليهم الرومان
.2_ الامازيغ
مع انه من الصعلب تحديد نسب و أصل البربر لأن معظم الدراسات تتفق على أنهم ينتمون إلى الجنس السامي من أبناء مازيغ بن
كنعان بن حام بن نوح و هذا ما يؤكده ابن خلدون في مقدمته فقد أثبت سكان شمال أفريقيا أنهم أصحاب شخصية قوية وأمة ترفض
الاندماج مع حضارات غيرهم خاصة الحضارات التي استولت على شمال أفريقيا مثل الفينيقيين الرومان؛ الوندال .القوط 
.........البيزنطيين.
-الدولة الفينيقية : (880 _146 ) قبل الميلاد:
يعتبر الفينيقيون امة سامية هاجر ابناؤها من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام و استقروا في مدينة صيدا و صور في سوريا و في سنة
ق.م تمكنوا بسبب الصراعات الداخلية في مدينة صور من إقامة دولة قرطاجنة في شمال أفريقيا و التي تحولت فيما بعد إلى دولة880 
بحرية قوية تسيطر على باقي دول شمال إفريقيا و الاندلس، تحمي الفينيقيين المتواجدين في صور و شمال افريقيا وصقلية و الاندل من الرومان و اليونانيين و كان هدفهم إقامة مراكز تجارية و التعاون مع سكان المنطقة فكان حكمهم متسامحا متساهلا مع الاهاليو
قد انهارت دولة قرطاجنة سنة 146ق م  بعد صراع طويل بين الجنس السامي و الآري. اي بين الجنس الإفريقي الآسيوي 
الاوربي الآسيوي.و يمكن تلخيص أسباب سقوط قرطاجنة إلى ما يلي 
 الانقسامات السياسية و المصالح المتضاربة.
 الاهتمام بالتجارة و كسب المال و إهمال القضايا الحيوية للأمة
 اعتماد الدولة على  المرتزقة .
 المعاملة السيئة من طرف الطبقة الارستقراطية للمواطنين في الفترات الزمنية الأخيرة قبل انهيار الدولة .
العلاقات السياسية بين حكام قرطاجنة وحكام الجزائر  :

  1.  توطدت العلاقات السياسية بين الطرفين بسبب الرغبة الصادقة للقرطاجيين في استمالة زعماء و امراء القبائل و العشائر في الجزائر وشمال افريقيا 

حيث لم يحاول حكام قرطاجنة ان يستعمروا و يسيطروا على القبائل البربرية بل استعملوا الدهاء السياسي عن طريق المال و
المصاهرة و التجارة البينية.
دفعت قوة روما و قرطاجنة بسكان شمال افريقيا إلى توحيد القبائل الموجودة بالمنطقة و يخلقوا القوة القادرة على مواجهة الخطر
الروماني و التوسع القرطاجي و تبرز مجهودات التوحيد فيما قام بيه ماسينيسا (201 _ 149 ) قبل الميلاد لاقامة دولة بربرية قوية
في شمال افريقيا؛ و قد استعان بالرومان للتغلب على القرطاجيين و اقامة دولة النوميديين بقسنطينة (202 _ 148 ) قبل الميلاد
مكنته هذه الفترة من بناء دولة قوية تتمتع بعملتها الخاصة باسمه و علاقات تجارة قوية مع اثينا و رودس و مارسيليا ثم قام يتقسييم
اداري للدولة النوميدية اعتمد على المقاطعات الإدارية التي يرأسها رئيس يسمى أقليد و كان لديه جيش يتكون من 50 الف جندي
تخشاه روما و قرطاجنة ؛ يعتبر التحالف الذي قام به ماسينيسا مع روما ضد قرطاجنة من بين الأخطاء الاستراتيجية التي وقع فيها إذ
عمدت روما على اضعاف الطرفين من خلال تشجيعهما على الحرب فابتلعت روما قرطاجنة سنة 146 قبل الميلاد بعد أن تخلصت
من ماسينيسا سنة 148 قبل الميلاد.
-الاحتلال الروماني  للجزائر و الثورات البربرية.

اشتهر الرومان بقدراتهم الحربية و التنظيمية و السياسية لكن قدراتهم في التجارة و المهن كانت محدودة نظرا لشح الاراضي
الرومانية فقد كانت لدى الرومان أهداف توسعية على الأراضي المجاورة ( آسيا و افريقيا حاليا)للتمتع بخيراتها و اراضيها حيث
تميزت السياسة الرومانية في الأراضي المحتلة بصفة عامة و شمال افريقيا على وجه الخصوص بما يلي :
أولا: سياسة فرق تسد بين القبائل البربري 

ثانيا: استغلال القبائل الموالية لمحاربة خصوم روما

ثالثا : الاعتماد على الجنود الذين كانو يتقاضون رواتب عالية لإقامة المدن و بسط النفوذ و حماية الأراضي المحتلة
رابعا : إقامة أنظمة حكم محلية لتطبيق القانون و تمويل الخزينة الرومانية
لم يجد الرومان في بلاد البربر دولا قوية بمعنى الكلمة و إنما وجدو قبائل و عشائر متفرقة . مما سهل عملية الاحتلال و التى كانت
في معظم الحالات دون مقاومة و استعمل الرومان استراتيجية سياسية و عسكرية لتنظيم المناطق المحتلة فقد قاموا بتقسيم المدن إلى
قسمين :
أولا: مدن تحت سلطة روما المباشرة و هي :
1-مدن رومانية : يتمتع سكانها بجميع الحقوق الرومانية ومنها حق الانتخاب و الإعفاء الضريبي .
2-مدن بلدية : لهم امتيازات المدن الرومانية عدا حق الانتخاب .
3-مدن لاتينية:تستفيد من حرية التجارة و التملك و لكن ليس لهم الحق في الانتخاب كما تفرض عليهم الضرائب .
*في العادة ينتخب سكان كل مدينة رومانية حاكم لمدينتهم كل سنة و هو مسؤول عن مالية المدينة و امنها و عن جميع الأعمال
الإدارية و القضائية و العمرانية و يساعده مجلس محلي من كبار الشخصيات التي تدفع مساهمة مالية بانتظام لخزينة المدينة .
ثانيا: المدن التي توضع تحت سلطة روما : و هي ثلاث
1- مدن حليفة الرومان:
2- مدن حرة: ( الحكم المحلي ) حاكم محلي تضعه روما ( تدفع الضرائب ) .
3- مدن معفاة من دفع الضرائب: ( تمول روما بالمواد الغذائية و تعفى من الضرائب بالمقابل).
اختلفت أوضاع هذه المدن باختلاف الأهمية الجغرافية و السياسية
1-مدن سمح لها بالحفاظ على الحكم المحلي : كانت طريقة الحكم فيها هي نفسها التي وجدت في ظل قرطاجنة ( حاكم و قضاة و
مجلس من الأعيان) .
2-مدن حافظت على الحكم البربري ( القبلي) :
استطاعت هذه المدن ان تحافظ على حكمها عن طريق تعيين الحاكم من طرف الامبراطور الروماني على شرط ان يحمي الحاكم كل
ما يجاور المدينة.
الحياة الاجتماعية في العهد الروماني :
1. الاستيلاء على الأراضي الخصبة من ملوك البربر و الشعب .
2. انتزاع الأراضي العائلات و الافراد الذين يثورون على نظام الحكم و توزيعها على الرومان.
3. كراء الأراضي من البربر اذا كانت علاقتهم طيبة مع الرومان مع حفاظ الفلاح على عمله في أرضه.
4. جمع الضرائب من السكان : ضريبة على الافراد ، ضريبة على العقارات ، ضريبة على المبادلات التجارية ، ضريبة
لتغطية تكاليف رجال الامن .
5. تجنيد السكان و إجبارهم على الانخراط في الجيش الروماني وارسالهم إلى الخارج لمحاربة الجيوش الجرمانية و المجرية
و الصربية حيث يعتبر يوغرطا القائد الإفريقي الوحيد الذي خاض المعارك ضد الرومان في الفترة الممتدة بين (116 -
106 ) ق.م
يدأ يتدهور الحكم الروماني عندما اصبح للمحاربين باع كبير في المال فبدأت تقوى شوكت المحاربين ليست فقط مع البريد بل ضد
السياسيين والطبقة البورجوازية والارستقراطيين حيث اصبحو يرون بأنهم أحق بالحكم وتسيير شؤون الدولة على السياسيين
والارستقراطيين فبدلا من الاستناد الى القوانين والدستور اصبح النظام يستند الى المال و والرفاه وجمع الثروات فنتيجة لهذه
الاوضاع والأزمات والاضطرابات الداخلية الذي اصبحت تمر بها الإمبراطورية الرومانية تشجع رجال البربر على الثورة ضد الحكم الروماني ولكن جاءت الضربة القاضية من طرف الوندال الذين اقامو دولة قوية في الأندلس

وهكذا انتهى الاحتلال الروماني لشمال افريقيا الذي انطلق عام 213 ق م و الذي احتل الجزائر بصفة ملموسة ونهائية سنة 46 ق م والذي دام لأكثر من 576 سنة 

Modifié le: mercredi 18 décembre 2024, 22:49