دراسة الحالة

CASE STUDY

1-      تمهيد:

     يعتبر أسلوب دراسة الحالة من بين أهم التقنيات والأساليب المعتمدة في مجال التوجيه والإرشاد المدرسي حيث تعمل على تتبع التلميذ في جميع المراحل التعليمية والوضعيات المختلفة قصد تكوين صورة شاملة على مناحي السلوك في مختلف المجالات والفترات النمائية مع تسجيل التغيرات والتطورات والأحداث البارزة في مجرى حياة المتعلم.
2- مفهوم دراسة الحالة:

      الحالة هي الفرد أو العميل le cas  أما دراسة الحالة هي دراسة الفرد العميل الهدف منها  تجميع و تلخيص أكبر عدد ممكن من المعلومات عن العميل، وتعد من أكبر الوسائل شمولا وتحليلا.
و حسب سعد جلال  يبدو أن الإرشاد النفسي قد استعار وسيلة دراسة الحالة من الخدمة. الاجتماعية، وانتقلت إلى ميدان الإرشاد النفسي حيث تستعمل لمعرفة تاريخ الحالة من ماضي وحاضر ونظرة مستقبلية.( سعد جلال،1975).

وعليه يجب التفريق بين دراسة الحالة كتقنية ودراسة الحالة كمنهج.

2-1 دراسة الحالة كمنهج:

 دراسة الحالة  كمنهج حسب الداهري يقوم على أساس اختيار وحدة إدارية أو  وحدة اجتماعية، كأن تكون مدرسة أو صف طلابي أو عائلة أو كلية أو قسما أو مجموعة من الموظفين في قسم من الإدارات ... ثم يتم جمع المعلومات عن كل جوانب أنشطتها.

ودراسة الحالة هنا تستخدم كوسيلة لجمع البيانات المعلومات في دراسة وصفية ويمكن تعميم نتائجها على الحالات المشابهة. (الداهري، 2011،ص 90)

 كما يقصد بها كل المعلومات التي تجمع عن الحالة، والحالة قد تكون فردا أو أسرة أو جماعة "لوفيل ولوسون، 1976". وهي تحليل دقيق للموقف العام للحالة ككل، وهي منهج لتنسيق وتحليل المعلومات التي جمعت بوسائل جمع المعلومات الأخرى عن الحالة وعن البيئة (رسمية خليل، 1986).

2-2  دراسة الحالة كأداة أو تقنية:

هي بحث شامل لأهم عناصر حياة المسترشد وهي وسيلة لتقديم صورة مجمعة للشخصية ككل، وبذلك تشمل دراسة مفصلة للفرد في حاضره وماضيه، وهي بذلك تصور فعلا فردية الحالة.وعادة ما يقوم بها المرشد في الحالات العادية،
وتهدف دراسة الحالة إلى الوصول إلى فهم أفضل للعميل، وتحديد وتشخيص، مشكلاته وطبيعتها وأسبابها، واتخاذ التوصيات الإرشادية والتخطيط للخدمات الإرشادية اللازمة، والهدف الرئيسي لدراسة حالة هو تجميع المعلومات ومراجعتها ودراستها وتحليلها وتركيبها وتجميعها وتنظيمها وتلخيصها ووزنها. "حامد زهران، 1997

وتعمل دراسة الحالة على نوعين من المشكلات البحثية وهي:

1-      وصف وتحليل نموذج من مظهر سلوكي او خبرة ذاتية نادرة وهنا يكون الاهتمام مركزا على الفروق بين البحوث وبين الناس عامة، حيث تتم دراسة المظاهر الفريدة للسلوك دراسة متعمقة.

2-      عطاء وصف للأفراد الذين يمكن اعتبارهم عينة ممثلة للناس عامة وهنا تسمح دراسة الحالة بتحديد مظاهر السلوك والخبرة التي يشترك فيه العديد من الناس. (متولي، 2016،ص26).

3-استخدامات دراسة الحالة: تستخدم دراسة الحالة في الأغراض الآتية:

-       أنها تعمل على تقديم تقارير مفصلة خاصة بالنسبة للظواهر المستجدة،خاصة أنها عادة ما تركز على شخص واحد.

-       أنها تعمل على دحض الفرضيات وليس إثبات صحتها، فالتاريخ المرضي للحالة قد يفند افتراضات معينة.

-           انها تستخدم لوضع فرضيات معينة، من خلال ملاحظة مجموعة من الحالات المتشابهة في الاعراض. (شيريل  ترجمة الحويلة وآخرون، 2016،ص 205).

4-تاريخ الحالة جزء من دراسة الحالة:

تعتبر دراسة تاريخ الحالة Case History أو ما يطلق عليه أحيانا "تاريخ الحياة" Life History جزءا من الأخرى، ويتناول الحالة، وهو موجز لتاريخ الحالة كما يكتبه العميل، وكما يجمع عن طريق الوسائل الأخرى، ويتناول دراسة مسحية طولية شاملة للنمو منذ وجوده والعوامل المؤثرة فيه، وأسلوب التنشئة الاجتماعية، والخبرات الماضية، والتاريخ التربوي والتعليمي والصحي، والخبرات المهنية، والمواقف التي تتضمن صراعات، وتاريخ التوافق النفسي، وتاريخ الأسرة، بطريقة شاملة وموضوعية بقدر الإمكان.
ويؤكد ألمان وليم Ullman & LimK؛ "1962" ضرورة استخدام معلومات تاريخ الحالة كجزء من دراسة الحالة، وعلى العموم فإن تاريخ حياة العميل يستوجب أيضا النظر إليه على أنه جزء من الثقافة التي يعيش فيها. ومما يجب عمل حسابه التأكد من معلومات تاريخ الحالة لأن بعضها قد يتأثر بعامل الزمن .حامد زهران
5- تطلعات المستقبل جزء من دراسة الحالة:
الحصول على معلومات عن تطلعات العميل إلى المستقبل جزء مهم من دراسة الحالة.
ويمكن الحصول على مثل هذه المعلومات من كتابة العميل ووصفه للشخص المثالي الذي يود أن يكون في المستقبل بآماله ومطامحه "بعد عشر سنوات مثلا".
وتفيد دراسة تطلعات المستقبل في المطابقة بين حاضر العميل ونظرته المستقبلية إلى نفسه، أي إلى ذاته المثالية ومدى التطابق بين الاثنين، ومدى الرضا بالوضع الراهن والتوافق النفسي والصحة النفسية ... إلخ.
6-ماذا تشمل دراسة الحالة؟:
تعتبر دارسة الحالة بمثابة منظر من بعيد Brid's eye view، وفكرة عامة شاملة عن الحالة، وتشمل كل المعلومات والعوامل والخبرات التي جعلت الحالة على ما هي عليه.

أي أنها تشتمل:

على المعلومات المهمة اللازمة لعملية الإرشاد على عينات من السلوك في الحياة اليومية "سترانج وموريس Strang & MorrisK؛ 1964".
ويفضل البعض استخدام إطار معياري مقنن محدد لدراسة حالة، يعتبر بمثابة إطار منظم. وليس هناك شكل واحد لهذا الإطار، ولكن توجد أشكال مختلفة بعضها مفصل وشامل وبعضها مختصر يركز على المعلومات الرئيسية فقط "جورج هيل وإليانور لكي Hill & Luckey؛ 1969". حامد زهران

7-محكات المنهجية العلمية لدراسة الحالة:

يدعو دولارد إلى الأخذ بدراسة الحالة بوصفها منهجا علميا وذلك في ضوء سبعة محكات وهي:

أ‌-        النظر إلى الفرد بوصفه عينة من حضارة معينة.

ب‌-    فهم دوافع الشخص في ضوء مطالب المجتمع.

ت‌-    تقدير الدور الهام للعائلة في نقل الحضارة

ث‌-    إظهار الطرق التي تتطور بها الخصائص البيولوجية للفرد إلى سلوك اجتماعي والتفاعل مع الضغوط الاجتماعية.

ج‌-     النظر إلى سلوك الراشد في ضوء استمرار الخبرة من الطفولة إلى الرشد.

ح‌-     النظر إلى الموقف الاجتماعي المباشر بوصفه عاملا في السلوك الحاضر وتحديد أثره على وجه الخصوص.

خ‌-     إدراك تاريخ الحياة من الجانب الاكلينيكي، بوصفه تنظيما مضادا لسلسلة من الحقائق غير المرتبطة.

(النجار، 2008،ص13 )

8-إطار دراسة الحالة: حسب حامد زهران

أ‌-        المعلومات والبيانات العامة: عن العميل ووالديه وإخوته وزوجه وأولاده، ومن يعولهم.

ب‌-    الشخصية: بناؤها وسماتها وأبعادها واضطراباتها.

ت‌-     الحالة الجسمية والصحية: طبيا وعصبيا، ومعلومات عن الطول والوزن والمظهر الجسمي والعاهات والأمراض.

ث‌-     الحالة العقلية المعرفية: وتشمل الذكاء والقدرات والاستعدادات والتحصيل والتقدم الدارسي، وملاحظات المعلمين والمشكلات التعليمية والاتجاهات نحو المدرسة والخطط الدراسية والمهنية.

ج‌-     النواحي الاجتماعية: وتتضمن المعلومات المتعلقة بالمجال الصناعي وعملية التنشئة الاجتماعية، والخلفية والأسرية وخاصة تركيب الأسرة والعلاقات والاتجاهات، والبيئة المنزلية، والقيم، والميول والهوايات، والجماعة المرجعية والمركز الاجتماعي والشعبية والزعامة والصداقات والتفاعل الاجتماعي والخلفية الاجتماعية الاقتصادية، والسلوك الديني والأخلاقي.

ح‌-      النواحي الانفعالية: وتشمل الحالة الانفعالية، ومستوى النضج الانفعالي والثقة في النفس والاتجاه نحو الذات والصراعات والصدمات الانفعالية والأزمات ... إلخ.

خ‌-      تطور النمو: من حيث معدله، ومدى تحقيق مطالب النمو، واضطراباته ومشكلاته.

د‌-      النواحي العامة: مثل حاجات العميل، وهدف حياته، وأسلوب حياته، وحيل دفاعه النفسي، ومفهومه عن ذاته.

ذ‌-      المشكلة: تحديدها وأسبابها وأعراضها وتاريخها ومدى خطورتها، والمحاولات السابقة لحلها، ومشاعر واتجاهات العميل نحوها، والتغيرات التي طرأت عليها.

ر‌-       الملخص العام: ويشمل خلاصات المعلومات المهمة المرتبطة بالمشكلة.

ز‌-       التفسير: ويجب أن يكون دقيقا وعلميا ومعتدلا غير درامي أو كاريكاتيري، مع تجنب التعميمات غير المدعومة، ويستلزم ذلك دراسة البيئة المادية والاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها العميل.

س‌-  التشخيص: ويحدد فرض التشخيص، أي افتراض لتشخيص قابل للتأكد أو الرفض.

ش‌-  التوصيات: وتشمل الاقتراحات الخاصة بطريقة العلاج العاجل والآجل، وقد تشمل الحاجة إلى معلومات أخرى بوسائل معينة، أو الإحالة إلى أخصائي معين ... إلخ.

ص‌- المتابعة: وهذه ضرورة لتقدير مدى الإفادة من معلومات دراسة الحالة. حامد زهران

9-الحالات التي تتضح فيها استخدام دراسة الحالة:

أ‌-        حالات التأخر الدراسي: مثل حالات الرسوب المتكرر، حالات الرسوب في أكثر من نصف المواد، حالات الرجوع للدراسة بعد فترة من الانقطاع.

ب‌-    حالات سوء التكيف الاجتماعي من مثل: عدم التوافق مع أنظمة المدرسة أو العمل مع الزملاء، المشاكسة المستمرة.

ت‌-    حالات الاعاقة، مثل عدم سلامة الحواس (السمع، البصر، النطق العرج الشلل، الربو...

ث‌-    الحالات النفسية: مثل الخجل، القلق، الاكتئاب الانطواء الخوف المرضين الوسواس، توهم المرض.... (متولي، 2016،ص28)

Modifié le: Sunday 28 May 2023, 22:24