تستخدم في الكتابات ذات الصلة بالتقويم التربوي مصطلحات كثيرة للدلالة أحياناً على التقويم في حدّ ذاته أو للدلالة على معاني أخرى ذات صلة قريبة منه، مثل: القياس، الاختبار، التقييم، الامتحان. سوف نقدّم تعريفات لكل منها وإبراز اختلافاتها عن مصطلح التقويم.

1. القياس:

يشير القياس الوصف الرقمي للسمات أو الخواص في شكل أرقام، وتستخدم قواعد وإجراءات لتعيين تلك الأرقام(Hubley & Zumbo, 2013) . وتسمح عملية إعطاء الأرقام بتحويل المفاهيم من مفاهيم مجردة إلى مؤشرات ملموسة، فالقياس وفقاً لـBertrand & Blais (2003)  يشير إلى العملية التي تسمح لنا بالانتقال من المفاهيم المجردة إلى المؤشرات الملموسة، فالقياس هو مجموعة من العمليات التي تسمح بالحصول عن طريق أداة أو مجموعة أدوات على بيانات لتصنيف موضوع محدّد في فئة أو خاصية معينة.

فالقياس عملية كمية تركز أساسا على عدّ السلوك المطلوب أو تحديد درجة حدوثه أو حصر المواصفات كميا بصيغة درجة أو علامة أو مقدار ومهمات حسابية محددة تتلاءم مع قرارات التحصيل المطلوبة (حمدان، 2000). فالقياس هو تعيين الأعداد لنتائج الاختبار أو  أنواع أخرى من التقويم وفقا لقاعدة معينة (حساب عدد الاجابات الصحيحة أو منح العلامات لجوانب معينة من المقال).

ويرى البعض أن التقويم والقياس مفهومان مترادفان، ويمكن استخدامهما بالمعنى نفسه، إلاّ أن هذا الاعتقاد خاطئ على اعتبار أن التقويم أشمل من القياس لأن عملية القياس تتعلق بإجراءات دقيقة تؤدي بطريقة منفصلة، وتتوقف على أسلوب التكميم (تعيين عدد) فقط، أما التقويم فهو تقدير كمي وكيفي للسلوك أو التحصيل، ويشمل حكماً بقيمة هذا السلوك، كما أنه عملية علاجية أيضا تُجرى بعد اتخاذ القرار. وبالتالي فالقياس يهتم بوصف السلوك كمياً وهو ما يجعله يعتمد على الأرقام في إعطاء الدرجة النهائية للموضوع المقاس.

التقويم مصطلح أكثر شمولية وتضمينا من القياس، فالقياس مصطلح محدود بالوصف الكمي لأداء الطلاب، بمعنى أن نتائج القياس يتم التعبير عنها دائما بالأرقام (قام أحمد بحل مشكلتيْن من بين خمسة مشكلات في الرياضيات بشكل صحيح). فلا يتضمن الوصف الكيفي (كان عمل أحمد منظماً) ولا يتضمن الأحكام المتعلقة بأهمية أو قيمة النتائج المحصلة. ومن جهة أخرى التقويم يمكن أن يتضمن كلاً من الوصف الكمي (القياس) والوصف الكيفي (غير القياس) لأداء الطلاب، بالإضافة إلى ذلك يتضمن التقويم دائماً أحكاماً لقيمة تتعلق بالرغبة في النتائج، فالسؤال الذي يُطرح أثناء التفكير في طريقة التقويم المطلوب استخدامها هو "ما التقويم؟" فعلى سبيل المثال؛ التقويم لتدعيم التعلم، وتقديم ملاحظات مفصّلة للمعلم والطالب، يختلف بالضرورة عن التقويم لأغراض المراقبة أو لأغراض المساءلة.

2. الاختبار:

هو نوع خاص من التقويم يتضمن في العادة مجموعة من الأسئلة أو العبارات التي تُطبق خلال فترة زمنية محددة، وفي ظروف متماثلة بالنسبة لكل الطلاب. وأحيانا يتم استخدام مصطلح العملية الاختبارية Testing والتقويم معاً على الرغم أن الاختبارات هي نوع معين من التقويم، وعندما يستخدم على هذا النحو يركز التقويم على مجموعة واسعة من الانجازات والمشاريع التي لا يمكن حصرها من خلال كلمة العملية الاختبارية(Miller et al., 2009) . فالتقويم هو مفهوم شامل يتضمن تقنيات واستراتيجيات واستخدامات مختلفة، فهو أكثر بكثير من مجرد "اختبار" (McMillan, 2018).

الاختبار هو أداة أو إجراء منظم لقياس عينة من السلوك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة بطريقة مقننة، لأن الاختبار هو شكل من أشكال التقويم، والاختبارات تجيب عن السؤال: "ما درجة انجاز الطالب سواء بالمقارنة مع الآخرين أو بالمقارنة بمجال أداء المهمات؟"، فالاختبار هو عملية للحصول على الوصف الرقمي للدرجة التي يمتلك فيها الفرد خاصية معينة، فالقياس يجيب على السؤال "ما مقدار؟".

3.الامتحان:

كلمة امتحان اشتقت من علم يُسمى بعلم الامتحان يهتم بالدراسة المنهجية في مجال التربية، يدرس على سبيل المثال العناصر التي يمكنها أن تلعب دوراً في تذبذب درجات الطلاب (ترتيب الأوراق، المكانة الاجتماعية لأولياء الطالب، ثبات تقديرات المصححين (Raynal & Rieunier, 1997). ويهدف علم الامتحانات إلى التعرف على المؤثرات الذاتية والموضوعية لعملية التقويم، فهو يختلف عن التقويم بحيث يرى  Roegiers (2004) أن التقويم عملية منهجية خاصة يمكن أن تتناول العديد من المواضيع غير أن علم الامتحان عملية تستخدم في مواضيع الامتحانات فقط.

التقويم عملية أشمل من علم الامتحانات، باعتبار أن هذا الأخير يهتم بجزء ضئيل من العملية التعليمية، وفي فترات متقطعة منها، في حين أن التقويم عملية شاملة لكل فترات وعناصر العملية ويوظف لأغراض متعددة. ويكمن الفرق بين التقويم والامتحان في أن الامتحان عملية نهائية وفردية، بينما التقويم عملية مستمرة وجماعية وتعاونية. ويقتصر الامتحان على جانب واحد من جوانب النمو لدى الطالب، وهو الجانب المعرفي، بينما التقويم عملية شاملة لجميع جوانب النمو المعرفي والوجداني والمهاري، فالامتحان عملية تصوير للواقع في مجال معين بينما التقويم عملية تشخيصية ووقائية وعلاجية (Roegiers, 2004).

4. Assessment و Evaluation

وفي العادة يتم في الأدبيات الأجنبية استخدام كلمة Assessment وEvaluation بشكل متبادل، ولكن يعتقد بعض المؤلفين بأن هناك اختلاف بينها، ففي بعض البلدان كالولايات المتحدة يُستخدم مصطلح Evaluation للإشارة إلى تحصيل الطلاب، والذي يوصف في بلدان أخرى كبريطانيا بمصطلح Assessment.

أجرى Scallon (2004) استطلاعاً في  بعض المجلات الأنجلوساكسونية المتخصصة حول معنى كلمة Assessment بأنه يحتمل معنيين؛ فلدى بعض الباحثين يتعلق ببعض المواضيع المحددة كالفرد فقط الذي يُعدّ موضوعاً للاختبار، أما عند البعض الآخر فيتعلق بالتقويم المؤسسي أي تقويم المدرسة الذي يهتم بإصدار أحكام على البرامج والمؤسسات.

وفي هذا السياق يوضح Harlen (2007) بأن كلمةAssessment  تستخدم للإشارة إلى عملية تقديم تقرير وجمع وإصدار الأحكام حول الأدلة المتعلقة بتحقيق الطلاب لأهداف تعلم معينة، ويستخدم كلمة Evaluation  في عملية تقديم تقرير وجمع وإصدار الأحكام حول الأنظمة والبرامج والوسائل والإجراءات والعمليات التربوية. أي أن كلمة Assessment تتعلق بإنجازات الطلاب وأساس لإصدار حكم يتعلق بأهداف التعلم، سواء كان فردياً أو مشتركاً بين جميع الطلاب، في حين أن كلمة Evaluation تتعلق بجوانب أخرى من التعليم، ويجب تحديد أساس إصدار الأحكام وفقًا لذلك. وبالتالي فان عمليات التقويم الدالة على كلمة Assessment وكلمة Evaluation متشابهة وتستخدم بشكل متبادل، ولكن نوع الأدلة وأسس إصدار الأحكام تختلف.

آخر تعديل: Monday، 27 March 2023، 4:15 PM