للتقويم التربوي وظائف متعددّة تختلف باختلاف أنواعها، واختلاف الفترة التي يُنجز فيها، لذا يمكن أن تختلف وظائف التقويم باختلاف أنواعه؛ تقويم تشخيصي (تشخيص التعلم)، تقويم تكويني (التقويم من أجل التعلم)، وتقويم تجميعي (تقويم التعلم).
في التسعينيات من القرن الماضي تم تحديد الأغراض الرئيسية للتقويم التربوي في تدعيم التعلم (التكويني)؛ وللمساعدة على التقدم أو الشهادة أو الانتقال (تجميعي)؛ وللمساءلة التربوية (تلخيصي). وفي الآونة الأخيرة بدأ البعض في التشكيك في التمييز الصارخ بين الأغراض التكوينية والتجميعية بحجة أنه يمكن استخدام النتائج التجميعية بعدة طرق بما فيها بعض الاستخدامات التكوينية. ويتم تقويم تحصيل الطلاب لتحقيق مجموعة متنوعة من الأغراض، حيث يمكن أن يتم تقويم الطلاب لثلاثة أسباب أو أهداف رئيسية؛ لتعزيز تعلم الطلاب، والمصادقة على الانجازات أو التحصيل أو تقديم الشهادة وتقديم بيانات يمكن استخدامها لضمان أو مراقبة الجودة (York, 2008).
- تعزيز التعلم: وذلك لتحفيز الطلاب، وتشخيص نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم، وتقديم تغذية راجعة، وتقوية العمل المنجز حتى اللحظة، ومساعدة الطلاب على تطوير قدرتهم على التقويم الذاتي، وتحديد مستوى الانجاز في نهاية وحدة تدريسية.
- المصادقة على الانجازات: من خلال تحديد مستوى الانجاز في نهاية البرنامج الدراسي، وتحديد نجاح أو فشل الطالب، وتقويم أو تصنيف الطالب (بالرجوع إلى المعايير أو المحكات)، والحصول على تراخيص للممارسة المهنية، وإثبات المطابقة مع اللوائح الخارجية (مثل تلك الخاصة بهيئة مهنية أو قانونية)، والاختيار المهني أو اختيار نشاط تعليمي إضافي، والتنبؤ بالأداء المستقبلي.
- مراقبة أو ضمان الجودة: تقويم مدى تحقيق أهداف البرنامج، وإصدار حكم فاعلية بيئة التعلم، وتقديم تغذية راجعة للمعلمين فيما يتعلق بفاعليتهم الشخصية (أو الذاتية)، ومراقبة مستويات التحصيل بمرور الوقت، وضمان من قبل الأطراف المعنية بأن البرنامج أو الوحدة الدراسية ملائمة من حيث المستوى، وحماية المهنة والجمهور ذات الصلة بالتقويم.
حدّد علام (2019) خمسة أغراض للتقويم في العملية التعليمية، تمثلت في التشخيص، واستثارة الدافعية للتعلم، وتعزيز التقويم الذاتي، ومصدر للتعلّم، وزيادة فاعلية التدريس.
- التشخيص: يسمح التقويم بتوضيح موقع الطالب بالنسبة للمنهج الدراسي، وبالنسبة لأقرانه، وكيفية تقدّمه نحو أهداف التعلّم، وتحديد جوانب القوة والضعف قبل وأثناء وبعد عملية التعلم مما يسمح بتقديم أساليب علاجية مناسبة.
- استثارة الدافعية للتعلم: فالتقويم يزيد من دافعية الطلاب ويحفّزهم على التعلم والرغبة في التفوق والتحسين الذاتي والتعمق في المادة الدراسية، فالاختبارات ونتائج التقويم يمكن أن تحفّز الطلاب على استثمار قدراتهم الكامنة من أجل تعلّم المادة الدراسية.
- تعزيز التقويم الذاتي: تسمح نتائج التقويم على تدريب الطالب على كيفية تقويم أعماله بنفسه دون مساعدة الآخرين، وتصحيح أخطائه بسرعة، وتجنب الاجابات غير الملائمة، مما يُحسّن من أدائه باستمرار.
- مصدر للتعلم: يساعد التقويم على حث الطلاب على مراجعة دروسهم، وتدقيق أعمالهم، والتفاعل مع زملائهم مما يجعل تعلمهم أكثر عمقاً، ويستطيعون معرفة جوانب القوة والضعف فيما تعلموه، وتصحيح أخطائهم.
- زيادة فاعلية التدريس: يُعدّ التقويم مؤشراً للمعلم عن فاعلية تدريسه، والجوانب التي تحتاج إلى تحسين، وذلك بتقديم أمثلة توضيحية وتطبيقات إضافية ومتنوعة، وتنظيم المادة التعليمية، وتعديل أساليب تدريسه بما يتوافق مع احتياجات الطلاب.