أنواع النظم الانتخابية
أولاً: نظم الأغلبية:
تقوم نظم الأغلبية على مبدأ مفاده فوز المرشحين أو الأحزاب لا يكتمل إلا من خلال حصوله على أكبر عدد من الأصوات أو ما يسمى بالأغلبية البسيطة، أو من خلال حصوله على أكثر من نصف الأصوات أي الأغلبية المطلقة. وينبثق من هذا الصنف العديد من النظم الفرعية التي تندرج تحته
نظام الفائز الأول:
يقوم هذا النظام على استخدام الدوائر الانتخابية الفردية، إي يمنح للناخب فرصة اختيار مرشح واحد فقط من مجموع المرشحين. وأبرز الدول التي تعتمد على هذا النظام نجد بريطانيا، كندا، الهند والولايات المتحدة الأمريكية. وبعد فرز الأصوات يتم الإعلان عن الفائر الذي تحصل عللا أكبر عدد من أصوات الناخبين أي باعتماده على الأغلبية البسيطة. إلا أن هذا النظام له إيجابيات وسلبيات يمكن تحديدها في مايلي:
مزايا نظام الفائر الأول:
- يساعد على تبسيط العملية الانتخابية للناخبين، حيث يحدد لهم قائمة الأفراد المرشحين أو الأحزاب المتنافسة. ومن هنا يختار الناخب بينهم ويصوت لصالح فرد أو حزب.
- يمكن هذا النظام من تواجد معارضة قوية داخل البرلمان، وذلك من خلال مراقبة أعمال ونشاطات الحكومة.
- كما يساعد على تماسك عمل الحكومة إذا ما نال حزبها على الأغلبية البرلمانية التي تعطيها مرونة في العمل من خلال الانسجام بين السلطة التنفيذية والتشريعية، فهي لا تجد صعوبة أو معارضة لأعمالها من البرلمان.
- يعمل هذا النظام لصالح الأحزاب التي لها قاعدة شعبية واسعة. وهذا ما يؤدي إلى توحيد المجتمع بين هذه الأحزاب.
- ساعد هذا النظام على ربط الصلة بين الناخب والمنتخب، فهو يسهل التواصل الدائم بينهما ما يساعد على التطلع لمشاكل المواطنين وانشغالاتهم والعمل على إيجاد حلول لها من خلال إيصالها لأعلى مستويات السلطة.
- بالإضافة إلى سهولة هذا النظام ويسير الفهم، فهو لا يحتاج إلى ثقافة عالية أو مستوى كبير حتى يسهل على الناخبين الاختيار بين المرشحين.
عيوب نظام الفائر الأول:
- يلغي ويضيق على الأحزاب الصغيرة ويحد من وصولها إلى السلطة.
- لا يتواءم النظام مع المجتمعات التي تتكون من أقليات عرقية أو إثنية، فهو يحرمها من التمثيل، وبالتالي قد يهدد هذا النظام أركان الدولة ويجعلها أكثر عرضة للصراعات الإثنية كروندا والبوراندي مثلا.
- كما أنه يقلل من فرص تمثيل المرأة ويحد من إمكانية التوصل إلى مناصب سيادية في الدولة، لأن الأحزاب المتنافسة لا تقد مرشحيها إلا من الشخصيات النافذة والتي لها صيت في المجتمع، وغالبا ما تكون هذه الفئة من الجنس الذكوري والدليل على ذلك النموذج الأمريكي.
نظام الكتلة:
يعتمد هذا النظام على استخدام الأغلبية النسبية في دوائر انتخابية تعددية. ويتمتع الناخبون بعدد من الأصوات يساوي عدد المقاعد، بحيث يمكنهم التصويت لصالح عدد من المرشحين على ورقة الاقتراع بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية حيث لا يتجاوز عدد أصواته عدد المقاعد المخصصة للدائر الانتخابية التي ينتمي إليها. ويفوز في الانتخابات المرشحون الذين تحصلوا على أعلى عدد من الأصواتويتم الاعتماد على هذا النظام، في البلدان التي تفتقر تركيات وأحزاب سياسية قوية.
تم الاعتماد على هذا النظام في عدة دول، مثل الكويت، لبنان، فلسطين، لاووس، المالديف، سوريا، وكذلك اعتمدته الأردن سنة 1989، ومنغوليا سنة 1992 وكل من الفلبين وتايلاندا حتى سنة 1997، إلا أن هذه البلدان سرعان ما قامت بتغيير هذا النظام نظرا لتضارب نتائجه.
مزايا نظام الكتلة:
- يتيح للناخب حرية أكبر في اختيار مرشحيهم.
- يعمل على تقسيم البلد إلى دوائر انتخابية متعادلة نسبيا مما يضمن العدالة في التمثيل بين الدوائر.
عيوب نظام الكتلة:
- يؤدي إلى انقسام الحزب وتجزئه نظرا لتنافس مرشحين الحزب الواحد فيما بينهم لينالوا رضا الناخبين، بدلا من التمسك بالإرادة الجماعية للحزب.
- له انعكاسات غير متوقعة وغير مرغوبة على نتائج الانتخابات. فعندما يقوم الناخبون بالاقتراع بمجمل أصواتهم لصالح مرشحي أحد الأحزاب، قد يؤدي ذلك إلى تضخم الاختلالات الناتجة عن نظام الفائر الأول فيما يتعلق بالتناسب بين عدد الأصوات وما تفضي إليه من مقاعد.
Last modified: Sunday, 24 December 2023, 6:47 AM