تعريف الملاحظة:

ـ لغة: في اللغة" المُلاحَظَةُ مُفاعلة من اللَّحْظ وهو النظر بشِقِّ العين الذي يلي الصدغ " (ابن منظور [7/458)

 ـ اصطلاحا:

  يعرف بدري الملاحظة على أنها: " انتباه مقصود ومنظم ومضبوط للظاهرة أو الحوادث أو الأمور، بغية اكتشاف أسبابها وقوانينها ([ص17])

أما عبيدات فيقول:" هي وسيلة يستخدمها الإنسان العادي في اكتسابه لخبراته ومعلوماته , حيث نجمع خبراتنا من خلال ما نشاهده أو نسمعه عنه ,ولكن الباحث حيث يلاحظ فإنه يتبع منهجا معينا يجعل من ملاحظته أساسا لمعرفة واعية أو فهم دقيق لظاهرة معينة " ([ص135]

 وتعرف أيضا على انها: تلك العملية المقصودة التي توجه الانتباه والحواس والعقل إلى مجموعة خاصة من الظواهر والوقائع لإدراك ما بينها من علاقات وروابط.

   هي مشاهدة الظواهر قصد عزلها وتفكيك مكوناتها الأساسية، للوقوف على طبيعتها وعلاقاتها، والكشف عن التفاعلات بين .عناصرها وعواملها.

    نستخلص أن الملاحظة العلمية هي عملية مشاهدة مباشرة أو غير مباشرة لسلوكات يقوم بها أفراد العينة في وضعية حقيقية قصد جمع البيانات حول الظاهرة أو المشكلة المراد دراستها بطريق علمية لاختبار فرضيات البحث .

متطلبات المحلاظة:

 حتى يجري الباحث ملاحظة علمية يتطلب منه التدرب على:

ـ عمليات الإنتباه.  ـ الإدراك.   ـ والتصور.

أنواع الملاحظة:

للملاحظة أنواع من اهمها:

     1 ـ الملاحظة العرضية، العادية او البسيطة في بعض المراجع:

   ـ وهي لا تخضع لأية قاعدة علمية.

   ـ ولا تهدف الى الكشف عن حقيقة علمية محددة.

  ـ  بل تدخل في نطاق المعرفة الحسية والتي تنحصر في بعض المواقف الحياتية العملية المحدودة. كالتي يقوم بها أي  انسان أو باحث وعالم في حياته اليومية عند ملاحظته لنفسه  والاخرين او يلاحظ الاشياء اثناء ممارسته لنشاطه الحياتي العملي او المهني.

 لذلك فإن الملاحظة العرضية يمكن أن يقوم بها اي شخص .

غير أنها قد تتحول في بعض الأحيان الى ملاحظة مقصودة، فيصل الباحث عن طريقها الى تقرير حقائق علمية لها أهمية كبيرة.

 الملاحظة المنظمة:

 هذه الملاحظة تدخل في نطاق مشروع محدد للعالم او الباحث الذي يحصرها في مجال دراسة ظاهرة أو اشكالية معينة ومحددة بشكل دقيق.

  ويمكن أن تكون بسيطة أو طبيعية، إذا ارتكزت على مراقبة سلوك الفرد في حياته اليومية، ولها ثلاث انواع :
    أ ـ مٌلاحِظ دون أن يكون ملاحَظ.
   ب ـ  الملاحظة بالمشاركة: حيث يشارك الباحث في حياة الفرد.
    ج ـ الملاحظة الإكلينيكية: حيث تتم في الظروف البيئة التي يحددها الباحث.

     ففي علم نفس النمو مثلا يقوم الباحث بملاحظة ألعاب الطفل في فترات مختلفة ليتبين ما يعتري هذه الالعاب من تغيرات.

   ويستعمل علم النفس الصناعي و علم النفس الاجتماعي اساسا, هذا النوع من الملاحظة, ملاحظة سلوك الزبائن او سلوك العمال تجاه منتوج معين.

الملاحظة الذاتية: وهي التي يعتمد فيها الباحثين على الوثائق التي وضعها المفحوص بنفسه، كالرسائل، والسيرة الذاتية أو الإنشائية ويحاول ان يفسرها ويفهمها.

ـ إن الملاحظة الذاتية، تعني ملاحظة المفحوص لنفسه .   

وفي هذه الحالة فإننا لا نلاحظ سلوك المفحوص بكيفية مباشرة بل نعتمد على خبرته وتجربته الشخصية وملاحظاته الذاتية وما سيحكيه لنا عن أحواله في المقابلة او الاستمارة. 

خصائص الملاحظة:

ـ  أنها تجعل الباحث يعيش السلوك الفعلي والحي للمفحوصين كما هو في الظروف الطبيعية.

ـ انها تمكن الباحث من معرفة الظروف المحيطة بمختلف سلوكات المفحوصين الطبيعية والاصطناعية، وبالتالي تمكنه من فهم الأبعاد المختلفة لمشكلاته او للظاهرة المدروسة.

ـ انها تزودنا بالمعلومات المُتوقعة وغير المتوقعة في الظاهرة المدروسة.

ـ " درجة الثقة في المعلومات التي يحصل عليها الباحث بواسطة الملاحظة أكبر منها في بقية أداوت البحث " ([العساف ،ص ]  علما أن المعلومات تستقى من سلوكات طبيعية وغير مصطنعة.

صعوبات الملاحظة:

ـ انها تحتاج إلى وقت وجهد أكبر لتطبيقها.

 ـ  قد يصعب على الباحث تسجيل بعض الملاحظات لتركيز انتباهه على جوانب وإهماله لجوانب اخرى.

 ـ من الصعب الالمام بكل عناصر المشهد الملاحظة في لحظة واحدة لصعوبة الانتباه لكل ما يحدث.

صعوبة الإدراك الحسي :

    تعتبر الملاحظة عملية إدراك حسي لسلوك أو حدث أو موقف. لذلك فهناك أخطاء أصلها العملية الادراكية. لأنه كما يقول جوته " إننا لا نرى إلا ما نعرفه ".

   فقد لا يلاحظ الفرد من الظواهر سوى ما يتصل باهتماماته، وما قد يتفق مع اتجاهاته وأغراضه.

   شروط الملاحظة العلمية:

 1ـ الموضوعية أي الابتعاد عن الذاتية: حيث يتطلب من الملاحظ ان يبتعد عن أهوائه وميوله وأفكاره لكي يلاحظ الظواهر أو السلوك كما تظهر فعليا في الواقع .
2ـ كلية الملاحظة: أي عدم إهمال أي عنصر من عناصر الموقف الملاحظ .
3ـ  استخدام الأدوات العلمية: بعد التأكد من سلامتها وكفاءتها مثل الشبكة والاستمارة أو المسجل الصوتي والمرئي حسب طبيعة الموضوع .

 4ـ الروح العلمية والصفات العقلية: من حيث التحلي بروح النقد و التدقيق العلمي.

  مع الإيمان بالمبادئ العلمية وتجنب التهاون واللامبالاة أو السطحية.

الفرق بين الملاحظة والمقابلة:

ـ من حيث حقيقة السلوك:

    ـ تظهر الملاحظة حقيقة السلوك الملاحظ أما المقابلة قد لا تظهر ذلك  لأنها تعتمد على السلوك اللفظي الذي يتعمد في أحيان كثيرة إلى إخفاء الحقائق أو تزييفها.

      ـ من حيث الجهد:

       في المقابلة يبذل المفحوص جهدا كبيرا في سرد الوقائع  التي ترتبط به أو بغيره. بينما في الملاحظة يختلف الأمر كلية حيث لا تحتاج من المفحوص أي مجهود.

   و الملاحظة في بعض المواقف أفضل من المقابلة ولاسيما في

المواقف الانفعالية، إذ أن المفحوص في حالة المقابلة قد لا يتذكر كل ما

حدث له نتيجة لشدة انفعاله، أما في موقف الملاحظة فان الأمر يختلف

حيث يُلاحظ الموقف بكل جوانبه وملابساته.

خطوات إجراء الملاحظة:

 1ـ  التحديد الدقيق والواضح لأهداف الملاحظة وفقا لأهداف البحث .

 2 ـ تحديد أنواع السلوك المراد ملاحظته بصورة إجرائية لا لبس فيها ولا غموض بحيث يمكن تسجيله بسهولة  .

3 ـ  إعداد الأداة المناسبة للملاحظة( شبكة ملاحظات أو أداة تصوير فييو)      

4ـ تطبيق الأداة المعدة لجمع البيانات.

Modifié le: Sunday 7 April 2024, 16:33