المقاربة الدستورية هي الاسبق في الظهور، واهم ميزة لها هي انها تهدف الى بناء سلطة عليا من خلال عملية الاندماج. اي (انشاء كيان سياسي دستوري يمتد الى مختلف الدول المشكلة لهذا الاتحاد). وقد تكون له شخصيته الدولية المستقلة عن الدول الاخرى فيكون الكيان فيدرالي، وقد تحتفظ الدول بنوع من سيادتها فيكون الكيان كونفيدرالي

يهدف الاتجاه الدستوري الى ايجاد سلطة سياسية عليا تؤطر عملية الاندماج سواء عن طريق اذابة شخصية الدول الاطراف في دولة واحدة(فيدرالية)، او الابقاء على سيادة الدول ضمن روابط دولية تنشا بموجب معاهدة(كونفيدرالية).و تعتمد هذه المقاربة على متغير محدد في تفسير التكامل وهو القرار الحكومي للدول المتكاملة، كما ينطلق هذا الاتجاه من مسلمات توفر الارادة السياسية وعقلانية السلطة من حيث تقييمها للامور من منظور الربح والخسارة، حيث ان كثيرا من القضايا والمجالات لا يمكن معالجتها مباشرة نظرا لتعقيدها فتلجا الدول عندئذ الى التكامل بهذه الصيغة،، ولكي تنجح عملية الاندماج الدستورية لا بد من توفر شرطين:
       - وجود تيار وحدوي في القيادة السياسية للدول المعنية يرى في الفدرالية ترجمة عملية لافكاره وطموحاته.(وجود رغبة قوية في الوحدات لدى النخب الوحدات السياسية).

-         وجود تيار وحدوي على الصعيد الشعبي يملك ادوات الضغط على القيادات بشكل يفرض عليها اتجاها وحدويا يأخذ الشكل الفدرالي

تنقسم المدرسة او المقاربة الدستورية الى اتجاهين:

الاتجاه الكونفدرالي:

1 - الإتجاه الكونفدرالي: الكونفدرالية هي إتفاق تعاهدي بين دولتين أو أكثر، تحتفظ من خلالها الدول باستقلالها وسيادتها، بحيث تظل عملية صنع القرار والسيادة غير مهددة، فالدول تتعامل فيما بينها بشكل متكافئ ومن دون وجود سلطة أعلى. الهدف من هذا النظام هو زيادة الأرباح الاقتصادية والتقليص من الصراعات والعمل على إدارة الأزمات.  ويعتبر النموذج الفدرالي بمثابة تكامل ما بين حكومي لا يؤدي إلى خلق سلطة فوق قومية لأن الدول الأعضاء تحتفظ بسيادتها التامة في إدارة شؤونها الداخلية والخارجية وفي حقها في التعامل مع الدول الأجنية مباشرة باستثناء بعض المسائل المنصوص عليها بوثيقة الإتحاد.

يرتكز الإتحاد الكونفدرالي على مبدأ المساواة بين الدول الأعضاء ويتولى إدارة شؤونه هيئة مشتركة قد تكون جمعية أو مجلس - هذه الهيئة لديها صفة سياسية وليست تشريعية - تضم ممثلين من الدول الأعضاء على أن يتمتع ك عضو صوت واحد. ويحق لكل دولة الإنسحاب من من الإتحاد متى شاءت دون أن يترتب عليها أثار قانونية، ولا يحق للهيئة العليا مخاطبة أحد مواطني الدول الأعضاء إلا عن طريق الدول التي يتبعها.

هذا النوع من الإتحادات عرفته تجارب تاريخية منها: الولايات المتحدة الإمريكية التي تشكلت كونفدرالية بين عام 1778 - 1787 ، لتتحول بعد ذلك إلى فدرالية، ونفس التجربة عرفتها سويسرا التي بقيت كونفدرالية حتى سنة 1948 تاريخ صدور الدستور الذي تحولت بموجبه إلى فدرالية، الإتحاد بين دول إمريكا الوسطى مابين 1847-1823.

2- الإتجاه الفدرالي :

عبارة عن دولة مركبة تنشأ عن اتحاد عدة دول، ويتميز بتنازل الدول الداخلة فيه عن بعض اختصاصاتها لصالح الدولة الفيدرالية وخصوصا في مجال الشؤون الخارجية والدفاع والامن والجنسية والشؤون الاقتصادية. وتجتمع الدول ىعلى اساس وحدة اللغة والتاريخ ووجود مصالح مشتركة ...

ومن بين أهم شروط قيام الاتحادات الفيدرالية ان تكون ايديولوجياتها او انظمتها السياسية متشابهة لأنه من الصعب بناء اتحاد سياسي فدرالي في حالة اختلاف الانظمة.

والفدرالية كمدخل للتكامل والإندماج تحدث عادة نتيجة قرار سياسي واع ومقصود للقيادات السياسية في الدول الأعضاء، ومن بين النماذج الوم أ، البرازيل، سويسرا، الارجنتين، المانيا، نيجيريا.

يستمد الطرح الفدرالي مفهومه من التنظيم الحكومي الذي يفيد بأن السلطات والمسؤوليات الحكومية تتقاسمها الحكومة الفدرالية من جهة وحكومات الوحدات المكونة لإتحاد الفدرالي من جهة أخرى، تستمد كافة المستويات الحكومية سلطتها من الدستور، وهذا الأخير يستمد شرعيته من موافقة الشعب عليها من خلال إنتخابات حرة نزيهة.

Modifié le: mercredi 11 décembre 2024, 15:56