المحاضرة السادسة:

تقنية الملاحظة

OBSERVATION


 1-  تمهيد:

       تعد الملاحظة أداة من أدوات جمع المعلومات يستخدمها المختصون في التوجيه و الإرشاد النفسي والمدرسي، كونها تمدنا بمعلومات عينية على الحالات وعلى الظواهر محل الدراسة بدون أي تحريف او تزييف فهي عملية مراقبة  لمجال محدد من مجالات السلوك، في مواقف متعددة  داخل الوسط المدرسي.
2- المقصود بالملاحظة:

المقصود بها رصد لقطاع معين من قطاعات السلوك،  وتشمل ملاحظة السلوك في مواقف الحياة اليومية الطبيعية، ومواقف التفاعل الاجتماعي بكافة أنواعها في اللعب والعمل والراحة، والرحلات والحفلات، وفي مواقف الإحباط والمسئولية الاجتماعية والقيادة والتبعية والمناسبات الاجتماعية بحيث يتضمن ذلك عينات سلوكية لها مغزى في حياة العميل. وتقوم الملاحظة العلمية المنظمة على ملاحظات السلوك وتسجيله في صورة لفظية لتحقيق الأهداف الآتية:

-        تسجيل الحقائق التي تثبت أو تنفي فروضا خاصة بسلوك العميل.

-        تسجيل التغيرات التي تحدث في سلوك العميل نتيجة للنمو.

-       تحديد العوامل التي تحرك العميل سلوكيا في مواقف وخبرات معينة،

-       دراسة التفاعل الاجتماعي للعميل في مواقفه الطبيعية.

-       تفسير السلوك الملاحظ.

-       إصدار توصيات بشأن السلوك الملاحظ.

أ‌-     يقصد بها في مجال البحث العلمي بأنها عبارة عن أسلوب علمي مخطط له بعناية في ضوء طبيعة البحث وأهدافه، وطبيعة الظاهرة أثناء حدوثها بشكل موضوعي،و إدراك الحالة التي عليها بهدف تطوير نظرية ما واختبارها،(أبو اسعد2011ص213 )

ب‌-   يعرفها وتكينز عام 1994 Watkins بأنها وسيلة مهمة من الوسائل التي يستخدمها المرشد النفسي لفهم سلوك المسترشد، وفهم دلالات هذا السلوك في إطار كلي متكامل.

من هذا المنطلق يمكن تعريف الملاحظة الإرشادية العلمية بأنها أداة علمية منظمة لدراسة سلوك المسترشد في المواقف التي يصعب على المرشد استعمال أدوات أخرى وذلك بهدف مقارنة هذا السلوك مع سلوكيات أخرى مختلفة، أو مع سلك أشخاص آخرين في فترة زمنية معينة، على أن يتم ذلك بدقة علمية أي من تسجيل منظم وتحليل ما يتم التوصل إليه،وتفسيره للوصول إلى اتخاذ قرارات صائبة.(الزغبي،2015، ص180).

            تستعمل من طرف الموجهين والمرشدين في المدارس لمتابعة سلوك المتعلمين بصفة عامة والمسترشدين بصفة خاصة بغرض ملاحظة السلوك اليومي في مواقف وظروف وأزمنة مختلفة(حيث تكون في الساحات والأروقة وأوقات الدخول والخروج وأوقات اللعب وأوقات الفراغ.

وتعمل الملاحظة على ما يلي:

-       تسجيل المعلومات عن الوضع الحالي في جانب أو عدة جوانب من سلوك المتعلم أو المسترشد.

-       تسجيل التغيرات الكمية والنوعية التي تظهر في سلوك المتعلم والمسترشد.

-        تحديد المتغيرات والعوامل المؤدية إلى هذا السلوك.

-       تحديد علاقة سلوك المسترشد الدال على المشكلة بأنماط سلوكية أخرى (ابو أسعد،2011، ،ص215)

3-أنواع الملاحظة:من أنواع الملاحظة ما يلي:
3- 1 الملاحظة المباشرة: حيث يكون الملاحظون أمام المتعلم او العميل وجها لوجه في المواقف ذاتها.
3-2 الملاحظة غير المباشرة: مثل التي تحدث دون اتصال مباشر بين الملاحظين والعملاء، ودون أن يدرك العملاء أنهم موضع ملاحظة. ويتم ذلك في أماكن خاصة مجهزة لذلك.
3-3الملاحظة العرضية أو الصدفية: وهي عفوية غير مقصودة، وتأتي بالصدفة، وتكون سطحية وغير دقيقة وغير علمية وليس لها قيمة علمية، ومن أمثلتها الملاحظات العابرة لسلوك العميل في المدرسة أو دار العبادة، وعلى الرغم من هذا فإنها تعطي بعض المعلومات وتستثير بعض الأسئلة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى فهم أكثر.
3-4الملاحظة الدورية: وهذه تتم في فترات زمنية محددة، وتسجيل حسب تسلسلها الزمني كل صباح أو كل أسبوع أو كل شهر ... وهكذا.
3-5الملاحظة المقيدة: وتكون مقيدة بمجال أو موقف معين، ومقيدة ببنود أو فقرات معينة مثل ملاحظة الأطفال في مواقف اللعب أو الإحباط أو أثناء التفاعل الاجتماعي مع الكبار.
4- إجراءات الملاحظة:
يتم إجراء الملاحظة في خطوات أبرزها ما يلي:
4-1الإعداد:

           ويتضمن ذلك التخطيط المحكم بها، والتحديد المسبق للسلوك الذي سوف يلاحظ وأبعاده، وتحديد المعلومات المطلوبة بالضبط, وهدف الملاحظة بصفة عامة. ويتضمن الإعداد كذلك تجهيز الأدوات اللازمة للتسجيل، وتحديد الزمان والمكان الذي تتم فيه الملاحظة.
      4-2-الزمان:

 ويحدد الزمان الذي سوف يتم ملاحظة السلوكيات المختلفة من مثل زمن ظهور وتواتر حركات الشخص او المتعلم وطريقة الحديث والتعبيرات غير اللفظية، والمظهر العام وطريقة التعامل مع الأشخاص والأشياء، والصحة العامة والصحة النفسية ونمو الشخصية من جميع جوانبها.)الحريري وسمير الامامي،2011،ص208 (.

 

4-3 المكان:

وتتم الملاحظة في العمل التوجيهي والإرشادي المدرسي، في الأماكن التي يكون فيها السلوك تلقائيا وغير مصطنع، كالفصل أو الفناء او في رحلة أو حتى في الشارع.

4-4 إعداد دليل الملاحظة: ويفيد دليل الملاحظة في تحديد عينات السلوك التي تلاحظ. ويستخدم بعض الملاحظين "قائمة مراجعة" Check list كدليل يشمل موضوعات الملاحظة الهامة.
    4-5 اختيار عينات سلوكية ممثلة للملاحظة:

 قد تكون الملاحظة تلقائية للسلوك ولكن في حالة الملاحظة المنظمة،يجب اختيار عينات متنوعة ومتعددة وشاملة وممثلة لأكبر عدد من مواقف الحياة المختلفة في أوقات مختلفة وفي مناسبات مختلفة وفي مواقف فردية ومواقف جماعية ... وهكذا، بحيث تعطي صورة متكاملة وواضحة لسلوك العميل، فمن من أمثلة الملاحظة "كراسة الملاحظة" لتقدير سمات الشخصية ومميزات السلوك الاجتماعي.

 الملاحظ أن مسترشدا قد يكون خجولا في موقف ورائدا أو خطيبا في موقف آخر، وأن نجما اجتماعيا أو قائدا في موقف اجتماعي قد يكون معزولا أو مرفوضا في موقف اجتماعي آخر ... وهكذا وهنا يجب مراعاة انتفاء عينات السلوك ذات الدلالة والتي تؤدي إلى إعطاء صورة أوضح لشخصية العميل، كذلك يجب الاهتمام بتكامل الموقف بحيث يكون السلوك الملاحظ موقفا له بداية ونهاية محدودتان. (حامد زهران،1980،ص176)

4-6-تحديد الهدف من الملاحظة:

عن تحديد أهداف الملاحظة يتم تحديد ما ينبغي أن يلاحظ:

-       هل المطلوب ملاحظته علاقة السلوك الملاحظ بأنماط السلوك الأخرى للمتعلم او المسترشد؟

-       أم المطلوب ملاحظة مدى تأثير الآخرين في سلوك المسترشد؟ أم المطلوب الطريقتان معا؟

-       أم المطلوب تحديد دوافع السلوك وتواتره ومستواه وشكله او مضمونه؟ ابو أسعد،2011 ،ص215)

5-كيف تجري عملية الملاحظة؟:

تجري عملية الملاحظة بحيث يتم ملاحظة عميل واحد في الوقت الواحد. وفي حال ملاحظة سلوك الجماعة يحسن استخدام الأفلام والشرائط التسجيلية، ويحسن تعدد الملاحظين ضمانا للموضوعية والدقة مع اتفاقهم جميعا على السلوك الذي يلاحظ ومعاني السمات السلوكية التي تلاحظ، حتى إذا أغفل أحدهم أمرا لم يغفله غيره، على أن يكتفي بالقدر من المعلومات الذي يكون موضع اتفاق بين الملاحظين.
5-1- التسجيل:

 يجب أن تسجل معلومات  الملاحظة، ولكن يجب التعود على الملاحظة بدون الحاجة الماسة إلى الكتابة أثناءها، والتعود على تذكر السلوك الهام، ثم الإسراع بتسجيل وتلخيص الملاحظة بعد إتمامها مباشرة، بحيث تكون الملاحظات محددة ومركزة، كذلك يجب الاهتمام بتسجيل بعض النصوص كلما أمكن ذلك مما يجعل تسجيل الملاحظة حيا، ويجب أيضا تسجيل تاريخ كل ملاحظة ومكانها وزمانها وأسماء من قاموا بها.

-يجب تحديد فئات السلوك الملاحظ قصد التسجيل .

- يجب رصد تواتر السلوك وتكراره.

- يجب رصد فترات ظهور السلوك.

- ضبط مواقف شدة السلوك وحدته ومواقف أفوله.
5-2- التفسير:

 يجب أن يكون التفسير في ضوء الخلفية الثقافية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية للعميل ومجموع خبراته السابقة التي يجب البحث عنها وبوسائل جمع المعلومات الأخرى. كذلك يجب أن يكون التفسير في ضوء الإطار المرجعي للعميل نفسه. أي مراعاة السياق الذي يظهر فيه السلوك. (حامد زهران،1980،ص177)

أ‌-        نماذج من الملاحظة في العمل التوجيهي:

أ‌-        لملاحظة في أوقات الراحة وأثناء الدخول والخروج.

ب‌-    حركة التلاميذ في الساحات والأروقة داخل المؤسسات التعليمية.

6-1 الهدف منها:

-       التعرف على جماعات الشلل clics  les جماعات الرفقة.

-       التعرف على القيادات داخل أوساط التلاميذ.

-       التعرف على بناء الجماعات في الوسط المدرسي.

-       التعرف على التغيرات السلوكية لدى المتعلمين.

-       التعرف على العلاقات الثنائية التي قد تؤدي الى الانحراف وتعاطي المخدرات.....

ب‌-    أنواع الملاحظة في الوسط المدرسي:

7-1 ملاحظة مباشرة:

عن طريق المشاهدة العينية اليومية لكل صغيرة وكبيرة في أماكن تواجد المعلمين، الساحات، الملعب، الأروقة، أوقات الدخول والخروج وقد تكون حتى من وراء الزجاج مثلا.

7-2 ملاحظة غير مباشرة:

تكون بأعين أخرى كالأساتذة والمساعدين التربويين والأولياء، و حتى أعوان الحراسة.

ملحوظة:

إن التواجد اليومي لمستشار التوجيه والإرشاد المدرسي في أماكن تواجد التلاميذ يسمح له بالاحتكاك بهم ومعرفة مشاكلهم، كما أن هذا الوضع  يمكنه من خلق قنوات التواصل معهم، وعليه فالموجه والمرشد المدرسي لا يكتفي بالجلوس في مكتبه وينتظر إرسال التلاميذ إليه لأن في هذه الحالة تصبح المسألة إدارية أكثر منها مسىألة فنية وقائية بل يتجه للعمل مع التلاميذ أي أين يتواجدون ويتحركون أي  يسعى لخلق علاقات مباشرة وجها لوجه معهم.

Modifié le: Thursday 25 May 2023, 19:39