1/1 الاستراتيجية لغة: اشتقت كلمة استراتيجية من الكلمة اللاتينية "stretegos" والتي تعني قيادة القوات وهو فن ممارسة واعداد الخطط العسكرية للجيوش.
1/2 اصطلاحا:
حيث يراها كلاوزوفيتس بأنها تظرية استخدام المعارك كوسيلة للوصول إلى الهدف النهائي من الحرب، لقد وضع هذا التعريف الاستراتيجية في ضوء مفهومها الاساسي عن الحرب من حيث أنها "استمرار السياسة بوسائل أخرى" أي أنه كان يرى بأن الاستراتيجية هي النظرية التي تدار بها المعارك في صورتها العامة لتحقيق الهدف السياسي للحرب.
أما lidl hart فيعلق على تعريف كلاوزوفيتس بأنه يدخل الاستراتيجية في مجال السياسة و أنه يخلط بين الاستراتيجية العسكرية و الاستراتيجية العليا فيقول" أنها فن توزيع واستخدام مختلف الوسائل العسكرية لتحقيق هدف السياسة ، ويعتقد ان الهدف من الاستراتيجية ليس البحث عن المعركة بل البحث عن وضع استراتيجي ملائم يخلق ظروفا ملائمة لمعركة هادفة .
أما andre bauver الاستراتيجي الفرنسي المعاصر فيقول هي :" فن حوار الارادات التي تستخدم القوة لحل خلافاتها " على أساس أنه يعتقد أن هناك وسائل أخرى في ظروف معينة تؤدي إلى تحقيق هدف الاستراتيجية دون استخدام القوة العسكرية بصورة مباشرة.
أما عن التفكير الاستراتيجي الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية فيعرفها على أنها " فن وعلم استخدام القوات المسلحة للدولة بغرض تحقيق أهداف السياسة القومية عن طريق القوة أو التهديد باستخدامها" .
أما الفكر العسكري السوفييتي على لسان المارشال sokolovsky إنها" نظام المعلومات العلمية عن القواعد القياسية للحرب كصراع مسلح يخدم مصالح طبقية معينة ، وهي كذلك ميدان النشاط العملي للقيادة السياسية العسكرية العليا و القيادة و الذي يهدف إلى فن تجهيز الدولة و القوات المسلحة للحرب و ادارة الصراع المسلح في ظروف تاريخية معينة .
أما ماوتسي تونغ فيرى بأنه حيثما كانت حرب يوجد وضع كلي للحرب و أن دراسة القوانين الموجهة للحرب و التي تتحكم في وضع الحرب الكلي هي مهمة علم الاستراتيجية.
لايعتبر مضمون الاستراتيجية ثابتا وبدون تغيير لكنه يتطور ويتغير تبعا لتغير الظروف المحيطة بالصراع وحجم الامكانات المادية و المعنوية الموضوعة تحت تصرف الاستراتيجيين.
1/3 مفهوم الاستراتيجية العليا:
تعني استخدام جميع أوجه القوة للدولة أو مجموعة الدول لتحقيق أهداف الحرب أو السلم
وهي فن و علم وتطوير و استخدام القوى السياسية –الدبلوماسية- الاقتصادية-المعنوية –العسكرية للدولة لتحقيق السلام و الامن الدائمين
1/4الاستراتيجية العسكرية:
هي فن وعلم استخدام القوات المسلحة للدولة لتحقيق الاهداف السياسية –العسكرية سواء باستخدام القوة المسلحة أو التهديد باستخدامها.
وهي دراسة نظرية وتطبيقية عن طبيعة الحروب الحديثة وطرق وأشكال ادارتها و إعداد واستخدام القوات المسلحة لتحقيق الاهداف السياسية العسكرية وتحتل مركزا رئيسيا ضمن فن الحرب.
1/5 مباديء الاستراتيجية:
لقد كشف استقراء التاريخ العسكري عن وجود مجموعة من القواعد العامة تتحكم في لعبة الاستراتيجية نلخصها في المباديء التالية:
المحافظة على حرية العمل الاقتصاد في القوى، المبادأة ، تحقيق المفاجأة، الحشد، خفة الحركة، بساطة الخطط الاستراتيجية، تحقيق التفاوت.
وترتبط الاستراتيجية بفن العمليات والتكتيك باعتبارهما أداتها في تنفيذ مخططاتها في مختلف ساحات القتال وترتبط بالسياسة لكونها تستهدف تحقيق أهداف سياسية وليس العكس وترتبط أيضا بالظروف الاقتصادية التي يجري في ظلها الصراع، ذلك أن طاقات الصناعة وحجم الموارد البشرية و الاقتصادية المختلفة وطرق المواصلات وقدرات النقل كلها عوامل تؤثر على طبيعة الاستراتيجية المطبقة.
المبادأة: تعتبر المبادأة عنصرا حيويا في تقرير مصير الصراع المسلح حيث تفقد الخصم قدرته على الرد المنطقي للاجراءات التي تتخذ ضده و كذلك التقليل من مقاومة الخصم للقيام بأعمال مضادة و التي قد تؤجل ولا تحسم نتيجة الصراع.
الاعمال الهجومية هي التي تمكن من الحصول على عنصر المبادأة الاستراتيجية وتدمير مجموعات القوات المسلحة المعادية مثل الحرب العربية الاسرائيلية 1973 لما قامت اسرائيل بتدمير الطائرات العربية في المطارات.
المفاجأة: من أقدم مبادئ الصراع و أبرز ما في المفاجأة الاستراتيجية هو اخفاء نية الهجوم وذلك بإخفاء الاجراءات التحضيرية مع تجهيز خطة صراع استراتيجي للمعاونة على تظليل العدو.
الحشد: يرتكز هذا المبدأعلى أهمية الاختيار السليم للاتجاهات التي تحشد فيها القوات مجهودها الرئيسي أثناء تنفيذ المهام الاستراتيجية.
خفة الحركة: تعني القدرة على التحرك واجراء المناورة بما يمكن القوات القائمة بالهجوم من الحركة دون توقف حتى تحقيق المهام المختلفة و الاهداف الموضوعة، كما تحقق الاستخدام الجيد للأرض وتعني في الدفاع القدرة على المناورة بالقوات و الوسائل لتدمير العدو المخترق.يعتبر الاستخدام للقوات العسكرية الخاصة (مضلي بحري صاعقة) من أهم مظاهر خفة الحركة.
الاقتصاد في القوى: الاستخدام الامثل للامكانيات المتاحة دون اسراف ودون اخلال بكفاءة الأداء ، ويتحقق هذا المبدأبدراسة متأنية ودقيقة لامكانت العدو و تحديد المهام بصورة واقعية ، بالاضافة إلى الاستخدام الماهر للعوامل الفنية و التكتيكية بامكانات متيسرة مع الاستفادة من التطور التكنلوجي لوسائل الصراع المسلح و الاختيار الامثل لاتجاه الضربات الرئيسية و الثانوية.