السلام عليكم

السلام عليكم

par BOUABDALLAH CHAHD,
Nombre de réponses : 0


        شهد العالم في العقود الأخيرة تحولاً جذرياً في بنية المجتمعات نتيجة التقدم الكبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. هذا التحول أدى إلى نشوء ما يُعرف بمجتمع المعلومات، وهو المجتمع الذي أصبحت فيه المعلومات والمعرفة المحرك الرئيسي لكل مجالات الحياة. في هذا النوع من المجتمعات، لم تعد الثروة تقتصر على الموارد المادية، بل أصبحت تُقاس بامتلاك المعرفة والقدرة على استخدامها.


       مجتمع المعلومات يتميز بالاعتماد المكثف على المعلومات في العمليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما يتميز بالانتشار الواسع للتقنيات الرقمية التي تتيح للأفراد والمؤسسات إنتاج المعلومات وتخزينها ومعالجتها وتبادلها بسرعة وكفاءة. وبهذا الشكل، تصبح المعلومات مورداً استراتيجياً لا يقل أهمية عن الطاقة أو رأس المال، بل يتفوق عليه في بعض الأحيان.


       تلعب المعلومات في هذا المجتمع دوراً محورياً في عدة مجالات. فهي تمثل المحرك الأساسي للاقتصاد، حيث تُستخدم في تطوير المنتجات والخدمات، وتحسين أساليب الإدارة واتخاذ القرار، مما يؤدي إلى بروز اقتصاد المعرفة القائم على الإبداع والابتكار. كما تسهم المعلومات في تحسين جودة حياة الأفراد من خلال تسهيل الوصول إلى المعرفة والخدمات، بما في ذلك التعليم والصحة والعمل. كذلك تساعد في تمكين الحكومات من تقديم خدمات أكثر كفاءة وشفافية، وتعزز المشاركة المجتمعية من خلال إتاحة المعلومات للمواطنين.

      في مجتمع المعلومات، يصبح التعلم عملية مستمرة، حيث توفر البيئة الرقمية مصادر تعليمية متنوعة في متناول الجميع. كما تتيح المعلومات فرصاً واسعة للتواصل العالمي والتبادل الثقافي، مما يعزز التفاهم بين الشعوب ويقلل من الفجوات الحضارية.

    إن بناء مجتمع معلوماتي فعّال يتطلب تمكين الأفراد من الوصول الحر إلى المعلومات، وتطوير قدراتهم على تحليلها واستخدامها بطريقة نقدية وهادفة. فالمجتمعات التي تنجح في هذا المسعى هي التي تضمن مستقبلاً أكثر عدلاً وتقدماً .