5. رابعا: تقسيم العقود من حيث مدى امكانية تحديد قيمة الالتزامات الناشئة عنها

 تنقسم العقود من هذه الجهة إلى عقود محددة القيمة و عقود احتمالية :
أ- العقود المحددة القيمة: و تكون العقود كذلك متى كان باستطاعة الأطراف التعرف على الالتزامات التي تثقل كاهل كل منهما وقت إبرام العقد حيث يعرف كل طرف ما سيأخذ وما سيعطي وقت إبرام العقد ولا يقتضي التعادل في أداءاتهما.

ب- العقود الاحتمالية: وفيه لا يستطيع أي من الطرفين أن يحدد مقدار التزاماته وقت ابرام العقد لتوقف الالتزام على أمر مستقبلي غير محقق الوقوع كالبيع بثمن يكون على شكل إيراد مرتب مدى حياة البائع.

أهمية التقسيم:

إن تقسيم العقود إلى احتمالية و محددة له أهمية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية أكثر من الناحية القانونية لأنها تتعلق بمقدار القيمة المعطاة و القيمة المأخوذة أما الأهمية القانونية فتظهر في أمرين احدهما عنصر الغبن والآخر عنصر الاحتمال:
أـ عنصر الاحتمال : هذا العنصر هو أساس العقود الاحتمالية فإذا تخلف هذا العنصر بطل العقد الاحتمالي كمن يبيع منزله مقابل إيراد مرتب مدى الحياة لشخص ثالث ثم اتضح أن هذا الأخير توفي قبل إبرام العقد بيوم، أما العقد المحدد المدة فينعدم فيه عنصر الاحتمال.
ب ـ عنصر الغبن : لاعتباره اختلال في التعادل بين الاداءات المتقابلة من حيث القيمة فانه يؤثر على العقود المحددة من ثمة يجوز أن يطعن المتضرر في هذه العقود بالغبن متى تحققت شروطه غير أن الغبن لا اثر له في العقود الاحتمالية لان اداءات الطرفين غير محددة القيمة عند التعاقد ومن ثم لا يمكن تقدير إذا ما كان هنالك غبن أم لا، ومن ثمة لا يطعن بالغبن الا في العقود محددة المدة .