1. مقدمة

يهدف القانون الدولي الانساني الى التوفيق بين مقتضيات الحرب و الانسانية لان الحرب كانت و لا تزال هي الاصل في العلاقات الدولية– فقد ذكرت مؤسسة كار نجي للسلام اجرتها سنة 1940 عن الفترة الممتدة من 1496 الى 1861 وصل معدل الحرب الى 13 سنة حرب مقابل سنة واحدة للسلام.

و في عصرنا الحالي و منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية شهد العالم اكثر من مائة حرب منها ستة في المنطقة العربية رغم ان ميثاق الامم المتحدة يسعى الى فض النزاعات بالطرق السلمية

و اذا كانت اسباب الحرب متنوعة بحيث لا يمكن تفهمها الا بالرجوع الى مظاهر الحياة الانسانية التي تعتبر دوافع القتال المرتبط بالتنافس الاقتصادي و السياسي ،فان القانون الدولي الانساني ينظر الى الحرب بانها مستنقع الاجرام الدولي لكونها ضد القيم الانسانية و الحياة و لو كانت مشروعة و دفاعية ، لذلك رات البشرية انه لا مفر من بناء الحصون الدفاع عن السلام و ترشيد الحرب و تقنينها و جعلها اكثر انسانية من خلال قواعد تحد من حق المتحاربين في استخدام ما يرونه من وسائل و طرق و كذلك اقرار قواعد تحمي ضحايا النزاعات المسلحة.

هذه القواعد التي تهدف الى أنسنة الحرب يطلق عليها القانون الدولي الانساني و هي قواعد ذات منشأ عرفي تعارفت على معظمها العديد من الدول أرستها لمواجهة الام الحروب التي تقوم بها و ترشيدها و ان كانت هذه القواعد مطبقة في نطاق زمني ضيق الا انها كانت مصدرا اساسيا لعملية التدوين  التي قام بها المجتمع الدولي في الربع الاخير من القرن التاسع عشر.