2. الحروب المعاصرة والإشكاليات البيوإتيقية

2.4. موقف الأديان من استخدام الأسلحة النووية

الدين كدين وليس كايديولوجيات اتفقوا بتحريم وتجريم أسلحة الدمار الشامل هو أنها تدمر الكون وتهدده.

يجب أن نفرق بين الأديان المنزلة كأديان وممارسات الطوائف المصلحية والراديكالية فيها وغالبا ما كانت هذه الطوائف سببا للسباق نحو التسلح وإقامة جرائم كبرى في التاريخ وإلى يومنا هذا، فالخوارج بشتى تسمياتهم كانوا وراء كل الجرائم التي حدثت في الحضارة الاسلامية من مقتل السادة الصحابة رضي الله عنهم إلى اليوم، وكانت أهدافهم الكبرى تسلطية سياسية خارجة على كل معتقد ديني سليم، فهدفهم الأكبر الحكم والوصول إلى سدته بأي طريقة كانت، ولو على جماجم الأبرياء وقد فسرها مالك بن نبي بالقابلية للاستعمار وخاصة في إنسان ما بعد الموحدين الذين انتقلت عقليته من حضاري بناء إلى إنسان مستمتع ومستهلك يرضى بالعدو وبسلطانه من دون أن يعتبر أي قيمة معينة في التاريخ. تاريخ سليمان القانوني وما يحدث في ليبيا.

أما عند المسيحيين فإن ما حدث بين الكاثوليك والأرثدوكس  السلطان الشرقية والغربية خير مثال على ذلك: إضافة إلى مجازر الحرب الصليبية البابوية التي تصدرتها مملكة الفرنجة (فرنسا حاليا) أما الصهاينة بمشروعهم بأرض الميعاد وإحياء مملكة سيدنا سليمان عليه السلام فإنهم ينتحلون كل الطرق والسبل وخلق توتر في العالم من أجل الظفر بمقاصدهم الاجرامية وكانوا وراء كل حروب العالم حرب الطائف، الحرب الباردة والصراع الشيعي السني...

-       الأديان كدعات للسلام في العالم:

يوجد في النص القرآني ما يبرر الدعوة إلى السلام العالمي قال تعالى:" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ" (أل عمران: 63) وهذه الآية داعية إلى حفظ كرامة كرامة بني آدم كلهم لقوله تعالى:" ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" (الاسراء: 70) الكرم ليس خاص بالمسلمين، وفي الفقه الاسلامي المسالم نفس حقوق المسلم، كما ان النبي عليه الصلاة والسلام سعى إلى احترام المواثيق والعهود وكان يعطي لهم تنازلات مهمة، وخاصة في صلح الحديبية وفي وصايا سيدنا أبو بكر للولات قيم ايكولوجية وبيولوجية، نهاهم عن الاغتصاب والسرقة وكذلك معاملة سيدنا عمر للذميين في بيت المقدس وكانت بشارته مكتوبة في الانجيل.

واستخدم المعاصرون كثيرا من هذه النصوص واستندوا إلى مرجعيات صوفية أخرى داعية إلى المحبة الإنسانية وأهمها صلح الأمير عبد القادر في الشام وكذلك فلسفة محي الدين بن عربي في النونية:

“لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي .. إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صارَ قلـبي قابلاً كلَ صُـورةٍ .. فـمرعىً لغـــــزلانٍ ودَيرٌ لرُهبـَــــانِ
ِوبيتٌ لأوثــانٍ وكعـــبةُ طـائـــفٍ .. وألـواحُ تـوراةٍ ومصـحفُ قــــــرآن
أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ .. ركـائـبهُ ، فالحبُّ ديـني وإيـمَاني”

تعتبر شخصية بنديكت 16 أكبر شخصية داخلة للسلام في العالم والحد من التسلح والاجرام، وبارك كل أصناف الصلح في العالم ووقف التسلح والحروب في العالم ويمثل تدخل البابا في الحد من الصراع بين الولايات المتحدة المريكية والاتحاد السوفياتي في أزمة خليج الخنازير.