2. العوامل المساعدة على تحليل الوثيقة التاريخية

إن تجسيد الخطوات السابقة عند معالجة أي وثيقة تاريخية لا يمكن تحقيقه إلا إذا توفرت عوامل أخرى مساعدة ذلك لأن الوثيقة التاريخية تبقى صامتة غير مفيدة ما لم تفكك رموزها وتترجم بأسلوب بسيط يسلط الأضواء على الجوانب الخفية فيها ومن بين العوامل التي تبسط مضمونها جملة من الشــروط لا بد من توفرها في دارس الوثيقة ليتمكن من التعامل معها والاستفادة منها ومن بينها مايلي:

1.ضرورة الإلمام بالفترة التاريخية المراد دراستها: ومعنى هذا أن يكون للدارس رصيد من المعلومات يساعده على رصد الحقائق ومعالجتها معالجة نزيهة وموضوعية، ويتحقق ذلك من خلال القراءة المستفيضة للمادة التاريخية.

2. اكتساب القدرة على التحليل واستنباط المعلومات ومقارنة الأحداث والتركيز عند المعالجة دون الاعتماد على الأسلوب الوصفي والسرد الأدبي.

3. معرفة اللغة معرفة جيدة: وذلك يتوقف على تحكم الدارس في اللغة و إلمامه بفنونها حتى يحيط بالأبعاد التي يرمي إليها النص المراد تحليله.

4.دراسة علم الآثار والحفريات: لما لها من صلة وثيقة بالتاريخ.

5. التعرف على قراءة الحروف القديمة: لقراءة المخطوطات والنقوش التي تعود إلى حضارات ضاربة في أعماق التاريخ البشري.

6. الاطلاع على المدارس الأدبية: معرفة مراحل تطورها والوقوف عند أغراضها نظرا لصلة التاريخ بالأدب في كثير من الحالات سواء تعلق الأمر بالدراسات النثرية أو القصائد الشعرية، كما نرى ذلك في تاريخ الجزائر من خلال مقالات الشيخ البشير الإبراهيمي وقصائد الشاعر محمد العيد آل خليفة و غيرهما.