2. الانتاج و عناصره
2.2. عناصر الانتاج
تمثل عناصر الانتاج كل ما یساهم في العملیة الانتاجیة، فكما رأينا في محور تطور الفكر الاقتصادي تنقسم عناصر الإنتاج إلى ثلاثة عناصر اساسية و الأرض، العمل ورأس المال، و بتطور و تقد الفكر الاقتصادي ظهر عنصر التنظيم و فيما يلي سنتناول هذه العناصر بنوع من التفصيل
- الأرض أو الطبيعة :
يطلق لفظ الطبيعة على الموارد الطبيعية لم يكن لانسان دخل في انتاجها و يسميها البعض الأرض ، و هي التي سخرها الله للإنسان قبل وجوده و عرفها الانسان منذ وجوده عليها فأمدته بضروريات الحياة و زودته بما يحتاجه فكانت المصدر الرئسي للانتاج .
و من المعلوم ان التجاريين حيدوا الأرض كمصدر الانتاج الثروة أما الطبيعيين فاعتبرو الأرض المنتج الوحيد للثروة ، اما ابن خلدون فانه يعتبر الطبيعة عنصرا منتجا يساهم بشكل كبير في العملية الانتاجية و اكتشف قوانين الريع بانواعه و اكد على ضرورة العمل لاستخدام منافع الطبيعة ، و قد أكد آدم السميث فيما بعد ما توصل اليه ابن خلدون قائلا : " ان الطبيعة الزراعة تشارك أيضا في خلق القيمة و تعمل مع الانسان ، و رغم أن عملها لا يتطلب أية نفقات الا أن منتجاتها تمتلك قيمة تماما مثل ما تمتلك منتجات أكثر العمال أجرا" .
- العمل :
يقصد بالعمل الجهود الجسمية و العقلية التي يجريها الانسان على الأشياء لينشئ بها منفعة جديدة لم تكن موجودة من قبل و ينقسم بحسب الفكر الرأسمالي الى
1- العمل الجسمي : الذي تقوم اليد بأكبر نصيب من مظاهره و لذلك يسمى أحيانا العمل اليدوي .
2- العمل العقلي : و من أهم مضاهره في الانتاج العمليات الاختراعية .
3- العمل الاداري أو التنظيمي : و هو الذي يشرف على الأعمال الانتاجية المباشرة فينظمها و ينسقها و يضع ملا منها حيث يحقق الغاية المقصودة من أقرب سبيل .
رأس المال :
لرأس المال أهمية كبيرة في العملية الانتاجية و لكن لا يمكن وجوده دون وجود الطبيعة و العمل البشري و يطلق رأس المال على كل ثروة أنتجها العمل الانساني و استخدمت في انتاج ثروات أخرى أو في الحصول على دخل .
و هناك عدة تقسيمات لرأس المال نذكر منها : فينقسم باعتبار نوعه الى :
1 مصنوعات انسانية تستخدم في العملية الانتاجية أو في الحصول على دخل : ابرة الخياط ، قلم كاتب عمومي ، امواس الحلاقة ......الخ
1- مواد أولية انتجها العمل الانساني و استخدمت في انتاج ثروات أخرى أو في الحصول على دخل : كالغلال التي يبذرها الزراع في حقله ، القطن الذي يستخدم لصنع الأقمشة ... و ما الى ذلك .
2- نقود و الأوراق المالية تسخدم في الانتاج و في الحصول على دخل كأسهم الشركات و سنداتها ، المال الذي يودع بفائدة و النقود التي تقرض برح و فائدة .
و ينقسم رأس المال بعتبار ثباته و دوامه الى :
1- راس المال الثابت و هو الذي يستخدم أكثر من مرة في العملية الانتاجية أو في الحصول على دخل .
2- رأس المال المتداول : و هو الذي يستخدم مرة واحدة في العملية الانتاجية كالقطن الذي يصنع الأقمشة و الأجور التي تدفع للعمال .
و تجدر الاشارة الى أن الفكر الرأسمالي يعتمد تقسيم الرباعي لعناصر الانتاج ( الأرض ، العمل ،رأس المال ، التنظيم ) اكثر شهرة فيه ، و نجد رواد المدرسة الكلاسكية يعتمدون على التقسيم الثلاثي (الأرض ، العمل ،رأس المال) ، أما الاقتصاديون المعاصرين فيعتمدون على التقسيم الثنائي حيث يعتبرون التنظيم نوعا راقيا من أنواع العمل يدخل ضمن العمل العقلي و يجدون أن الأرض و راس المال يصعب التميز بينهما فيدخلون الأرض ضمن رأس المال و يصبح تقسيمهم يضم ( رأس المال ، العمل ).
أما بالنسبة لنظام الاشتراكي فهو يعد العمل عنصر الانتاج الوحيد لأنه هو الذي يقوم بالعمليات التي يترتب عليها ايجاد منفعة و هو محور النشاط الانساني كله ، ان هذا التأصيل النظري لهذا النظام لا ينفي الوجود الضمني لعناصر الانتاج الأخرى به فمثلا التخطيط الذي تقوم به الدولة الاشتراكية ماهو الا مظهر من مظاهر التنظيم ، و حصول على ريع الأرض ايضا ، والفوائد المقبوضة من روؤس الأموال المودعة بالبنوك بالدول الاشتراكية عبارة عن رأس مال و غيرها من مظاهر تواجد عناصر الانتاج الأخرى بالنظام الاشتراكي . [1]