2. الانتاج و عناصره

2.1. مفهوم الانتاج

فالقديم عرف  الانتاج  بأنه عمل مادي هدفه خلق الأرزاق بمعنى جعل الأموال صالحة للاستعمال الانساني ، بينما ذهب الكلاسيك بقولهم أن الانتاج ليس مجرد خلق أرزاق ، حيث لا يستطيع الانسان خلق شئ من العدم و انما الخلق عمل ينفرد به الخالق المبدع سبحانه و تعالى ، و عليه يقولون أن الانتاج هو العمل الذي يولد أو يضيف منفعة أو يشبع حاجة انسانية و هو حاصل فكري أو مادي  من صنع الانسان يساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تلبية احتياجات الانسان و رغباته .

و يعرف علم الاقتصاد المعاصر  الانتاج بأنه عملية تحويل مختلف عناصر الانتاج " الأرض ، العمل ، رأس المال ، و التنظيم " الى سلع و خدمات يكون المستهلك على استعداد لدفع ثمنها .[1]

و تهدف العملية الانتاجية بدرجة الأولى لتحقيق منفعة الانسانية و تلبية الحاجات الانسانية و تحقيق الوفرة الكافية منها للمجتمع ، و اضافة لذلك فهي تسعى تعظيم أرباح المنتج و تحقيق تراكم راس المال خاصة في ظل النظام الرأس مالي الذي يعد الربح المحرك الرئيسي للعمية الانتاجية .

من خلال هذه التعاريف نجد أن الانتاج يشكل محور كل نشاط اقتصادي ، سواء كان ذلك في مجال الصناعة أو الزراعة أو الخدمات ، و سواءا كان انتاجا ماديا ملموسا أو انتاجا فكريا ، أو خدماتيا ، و هذا من زوايا متعددة أهمها زاوية المستهلك و زاوية المنتج و المجتمع و هذا ما يشكل دورة الانتاج التي تمر في أغلب الأحيان بثلاث مراحل نختصرها في ما يلي :

-         مرحلة التداول :

و هي عملية انتقال الانتاج من يد الى يد أخرى ، و هدف هذا التداول زيادة قيمة المنتوج ، فولا التداول لفقدت الأشياء قيمتها ، و كسد كل منتج عند منتجه الأمر الذي يؤدي الى انعدام الانتاج .

-         مرحلة التوزيع : تكمن أهمية التوزيع في زيادة الانتاج  كونها العامل الذي يؤدي الى زيادة طلبها و بالتالي تحقيق الهدف من الانتاج .

-         مرحلة الاستهلاك : و هي المرحلة النهائية لكل منتج حيث يتحقق من خلالها العدف الأسمى للانتاج و هو تلبية حاجات الانسانية التي تؤدي الى استمرار الحياة و تقدمها .



[1] محسن حسن المعموري ، مبادئ علم الاقتصاد ، دار اليازوري ، السعودية ، 2018 ، ص 69