1. الاشكالية

1.2. نشأة المشكلة

    يهتم الباحث في مجال العلوم القانونية  بالظواهر القانونية مثل الدولة ، المجلس الدستوري ، المحكمة العليا ، الأمم المتحدة ، مجلس الأمن ، المحكمة الجنائية الدولية ... إلخ .

    فكل هذه الظواهر وغيرها ، تطرح بالنسبة للباحث إشكالات ناتجة عن الملاحظة ، فملاحظته إلى " مجلس الأمن الدولي " مثلا تطرح بالنسبة إلى الباحث عدة تساؤلات مثل : فعالية المجلس في وقف النزاعات المسلحة ، وملاحظته إلى " المجلس الدستوري " مثلا يطرح مسألة الرقابة على دستورية القوانين وهذا على سبيل المثال .

   إذن ، يمكن القول أن الملاحظة المباشرة للمحيط الخارجي تدفع إلى طرح تساؤلات حول أسباب حدوث  الظاهرة أو الأزمة أو النزاعات أو .... إلخ .

    وفي إطار تحديد الاشكالية يجب أن نحدد للقصد الذي جعلنا نختار موضوعا دون آخر فاختيار موضوع " دور منظمة الأمم المتحدة في حماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات المسلحة " هو من أجل معرفة مدى قدرة هذه المنظمة على القيام بدورها المنوط بها استنادا إلى ميثاقها .

    بعد توضيح القصد من تناول الموضوع المختار لابد من تحديد أهداف البحث والمتمثلة في وصف الظواهر ، تصنيفها ، تفسيرها ، فهمها، أو التركيب بين هذه الاحتمالات .

    ففي المثال السابق ، يمكن أن تهدف إلى تصنيف أجهزة الأمم المتحدة ، فندرس دور الجمعية العامة ونقارن بينهما في مجال حماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات المسلحة .

    وعموما توجد مصادر متعددة للحصول على مشكلة بحثية أو علمية تحتاج إلى تحليل ودراسة ، نذكر منها ما يلي :

-1 محيط العمل والخبرة العلمية : بعض المشكلات البحثية تبرز الباحث من خلال خبرته العلمية اليومية فالخبرات والتجارب تثير لدى الباحث تساؤلات عن بعض الأمور التي لا يجدلها تفسيراً أو  التي تعكس مشكلات للبحث والدراسة .

-2 القراءات والدراسات الناقدة : كثيرا ما نجد في قراءاتنا ودراستنا مواقف مثيرة لا نستطيع فهمها أو تفسيرها، وكثيراً ما نجد بعض القضايا تقدم الينا كمسلمات صحيحة دون ان يقدم الكاتب عليها أي تفسير أو تعليل، والقراءات الناقدة لما تحويه الكتب والدوريات والصحف من أراء وأفكار قد تثير لدى الفرد مجموعة من التساؤلات التي يستطيع أن يدرسها ويبحث فيها.

-3 البحوث السابقة : عادة ما يقدم الباحثون في نهاية أبحاثهم توصيات محددة لمعالجة مشكلة ما أو مجموعة من المشكلات ظهرت لهم أثناء إجراء الأبحاث الأمر الذي يدفع زملاءهم من الباحثين إلى التفكير  فيها ومحاولة دراستها .

-4 تكلفة من جهة ما : أحيانا يكون مصدر المشاكل البحثية تكليف من جهة رسمية أو غير رسمية لمعالجتها وإيجاد حلول لها بعد التشخيص الدقيق والعلمي لأسبابها، وكذلك قد تكلف الجامعة والمؤسسات العلمية في الدراسات العليا بإجراء بحوث ورسائل جامعية تحدد لها إطار عام لمواضيع الاشكاليات مسبقا.