صياغة الاشكالية والتساؤلات لفرعية

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: منهجية إعداد مذكرة
Livre: صياغة الاشكالية والتساؤلات لفرعية
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 4 May 2024, 03:46

1. الاشكالية

 سنقوم بدراسة هذه الجزئية من خلال التطرق لتعريفها وكيفية نشأتها وصياغتها.

 

1.1. تعريف الاشكالية

    مشكلة البحث عبارة عن عرض هدف البحث في شكل سؤال يتضمن إمكانية التقصي بهدف إيجاد إجابة، بمعنى آخر هي الموضوع الذي ينوي الباحث معالجته، فهي تعبر عن التصور القبلي للموضوع وكيفية حله والإجابة عنه، وذلك بتقديم تفسيرات وإجابات وهناك من يعرف مشكلة البحث على أنها عبارة عن موضوع يحيطه الغموض ، أو ظاهرة تحتاج إلى تفسير .

    وعليه يمكن تعريف الاشكالية بأنها الظاهرة المدروسة (المشكلة)، أو الحالة المرضية في مجتمع ما، نبحث لها عن حل مناسب، أو هي صياغة مشكلة البحث، وتحديدها بضبط معالمها ووضعها في مجراها الفكري مما يسمح بالبحث عنه علميا، ويضاف للمشكلة تساؤل معين، الذي يعتمد على طريقة مناسبة للبحث عن حل للمشكلة، هذا التساؤل يطلق عنه منهجيا اسم الاشكال.

فالإشكالية = المشكلة أو الظاهرة + إشكال أو تساؤل.

    وغالبا ما تكون الاشكالية لها علاقة وثيقة أو مباشرة مع العنوان، ولتسهيل مشكلة صياغة الاشكالية نضيف تساؤل معين للعنوان لتصبح اشكالية بدون تعقيدات .

   والاشكالية عبارة عن تساؤل أو بعض التساؤلات تدور في ذهن الباحث حول قضية غامضة تحتاج إلى تفسير يسعى الباحث إلى إيجاد إجابات شافية ووافية لها، وقد تكون المشكلة البحثية عبارة عن حدث خارج عن المألوف يحتاج إلى تفسير وإيضاح، كما وقد تكون المشكلة أزمة إنسانية أو إدارية أو صناعية، أو هي موقف محير أو معقد يتم تحويله أو ترجمته إلى سؤال أو إلى عدد من الأسئلة التي تساعد على توجيه المراحل التالية.

     وهنا نضع بين أيدي الباحثين بعض الأسئلة التي تسبق عنوان البحث لتسهيل عملية صياغة الاشكالية :

•ما مدى.... • ماهو دور...... • ما هو أثر..... • ما تأثير..... •كيف تؤثر..... •ما مساهمة..... •ما هو واقع.....•ماهي أهمية..... •ما علاقة....... •كيف يتم تقييم..... 

نشير هنا أنه من غير الممكن أن يضع الباحث تساؤل للإشكالية يتم الاجابة عليه بنعم أو لا ( سؤال مغلق)، كما يتجنب الباحث طرح أكثر من سؤال في الاشكالية، أو اضافة متغير هو غير موجود في عنوان البحث، حتى لا يتشعب الموضوع .

 

1.2. نشأة المشكلة

    يهتم الباحث في مجال العلوم القانونية  بالظواهر القانونية مثل الدولة ، المجلس الدستوري ، المحكمة العليا ، الأمم المتحدة ، مجلس الأمن ، المحكمة الجنائية الدولية ... إلخ .

    فكل هذه الظواهر وغيرها ، تطرح بالنسبة للباحث إشكالات ناتجة عن الملاحظة ، فملاحظته إلى " مجلس الأمن الدولي " مثلا تطرح بالنسبة إلى الباحث عدة تساؤلات مثل : فعالية المجلس في وقف النزاعات المسلحة ، وملاحظته إلى " المجلس الدستوري " مثلا يطرح مسألة الرقابة على دستورية القوانين وهذا على سبيل المثال .

   إذن ، يمكن القول أن الملاحظة المباشرة للمحيط الخارجي تدفع إلى طرح تساؤلات حول أسباب حدوث  الظاهرة أو الأزمة أو النزاعات أو .... إلخ .

    وفي إطار تحديد الاشكالية يجب أن نحدد للقصد الذي جعلنا نختار موضوعا دون آخر فاختيار موضوع " دور منظمة الأمم المتحدة في حماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات المسلحة " هو من أجل معرفة مدى قدرة هذه المنظمة على القيام بدورها المنوط بها استنادا إلى ميثاقها .

    بعد توضيح القصد من تناول الموضوع المختار لابد من تحديد أهداف البحث والمتمثلة في وصف الظواهر ، تصنيفها ، تفسيرها ، فهمها، أو التركيب بين هذه الاحتمالات .

    ففي المثال السابق ، يمكن أن تهدف إلى تصنيف أجهزة الأمم المتحدة ، فندرس دور الجمعية العامة ونقارن بينهما في مجال حماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات المسلحة .

    وعموما توجد مصادر متعددة للحصول على مشكلة بحثية أو علمية تحتاج إلى تحليل ودراسة ، نذكر منها ما يلي :

-1 محيط العمل والخبرة العلمية : بعض المشكلات البحثية تبرز الباحث من خلال خبرته العلمية اليومية فالخبرات والتجارب تثير لدى الباحث تساؤلات عن بعض الأمور التي لا يجدلها تفسيراً أو  التي تعكس مشكلات للبحث والدراسة .

-2 القراءات والدراسات الناقدة : كثيرا ما نجد في قراءاتنا ودراستنا مواقف مثيرة لا نستطيع فهمها أو تفسيرها، وكثيراً ما نجد بعض القضايا تقدم الينا كمسلمات صحيحة دون ان يقدم الكاتب عليها أي تفسير أو تعليل، والقراءات الناقدة لما تحويه الكتب والدوريات والصحف من أراء وأفكار قد تثير لدى الفرد مجموعة من التساؤلات التي يستطيع أن يدرسها ويبحث فيها.

-3 البحوث السابقة : عادة ما يقدم الباحثون في نهاية أبحاثهم توصيات محددة لمعالجة مشكلة ما أو مجموعة من المشكلات ظهرت لهم أثناء إجراء الأبحاث الأمر الذي يدفع زملاءهم من الباحثين إلى التفكير  فيها ومحاولة دراستها .

-4 تكلفة من جهة ما : أحيانا يكون مصدر المشاكل البحثية تكليف من جهة رسمية أو غير رسمية لمعالجتها وإيجاد حلول لها بعد التشخيص الدقيق والعلمي لأسبابها، وكذلك قد تكلف الجامعة والمؤسسات العلمية في الدراسات العليا بإجراء بحوث ورسائل جامعية تحدد لها إطار عام لمواضيع الاشكاليات مسبقا.

1.3. صياغة الاشكالية

 

    تكون صياغة المشكلة في هيئة سؤال ، تتضمن علاقة بين متغيرين ـأو أكثر، المدرسي ، فمثلا عنوان مذكرة: دور القانون في تحقيق العدل بين الافراد، فهذه مشكلة تستوجب البحث عن  هذا الدور، بإضافة إشكال معين أي تساؤل فتصبح الاشكالية كالتالي : ما هو دور القانون في تحقيق العدل بين الافراد؟ فهنا نحن أمام متغيرين اثنين، متغير مستقل (القانون، الفصل الأول، ومتغير تابع، الفصل الثاني).

    ولابد في مجال البحث العلمي حول الإشكالية أن نتطرق إلى تدقيق الإشكال أو المشكلة ، فلا شك أن اختيار موضوع البحث في حد ذاته يثير تساؤلات حول ما نريد معرفته واستعراض الأدبيات يمكن أن يفتح منافذ أخرى  في هذا الشأن .

   ولتدقيق مشكلة البحث هناك أربعة أسئلة رئيسية نطرحها من أجل تدقيق المشكلة هي :

-لماذا نهتم بهذا الموضوع ؟

- ما الذي نطمح بلوغه ؟

-ماذا نعرف إلى حد الآن ؟

-أي سؤال بحث سنطرح ؟

وكمثال : نأخذ موضوع " دور الأمم المتحدة في حماية حقوق الإنسان أثناء النزاعات .

 

2. التساؤلات الفرعية وصياغتها

   تعتبر الأسئلة الفرعية تجزئة لسؤال الإشكالية المطروحة، وليست إشكاليات متعددة تضاف إلى الاشكالية الرئيسية، ويتم تجزئة الاشكالية الى أسئلة خاصة بكل متغير على حدة، كأن يطرح الباحث سؤالين عن المتغير المستقل، ثم سؤالين عن المتغير التابع، ثم سؤال أو سؤالين عن المؤسسة محل الدراسة، وغالبا تتم الاجابة عن سؤالي المتغير المستقل في الفصل الأول، وتتم الاجابة على سؤالي المتغير التابع في الفصل الثاني، في حين تتم الاجابة على سؤالي المؤسسة محل الدراسة في الفصل الثالث، في النهاية الاجابة على كل الأسئلة الفرعية سيتوصل الباحث بالضرورة إلى الاجابة على الاشكالية المطروحة.

  وعليه تصاغ التساؤلات الفرعية في شكل مطات حيث تعبر كل مطة عن مضمون فصل سواءا شملت تساؤل واحد أو عدة تساؤلات متتالية، ويشترط أن تساوي المطات عدد التقسيم الرئيسي الذي سيعتمده الطالب في بحثه (أبواب، فصول، مباحث).