1. مكونات منهجية البحث العلمي

   تعبر منهجية البحث العلمي عن طريقة علمية يتبعها الباحث لدراسة مشكلة موضوع البحث[i]، تعرفها دائرة المعارف البريطانية بأنها مصطلح عام يعبر عن مختلف العمليات التي يقوم عليها أي علم من العلوم، ويتم الاستعانة بها في دراسة الظاهرة الواقعة في مجال اختصاصه. وهذا ما يؤكد وحدة المنهج العلمي باعتباره طريقة للتفكير والبحث تعتمد في تحصيل المعرفة العلمية الصادقة والثابتة والشاملة حول الظاهرة[ii]. وعليه فإن المنهج العلمي أساسي في عملية البحث العلمي، ولا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال. خاصة وأنه يعمل على إبطال تأثير التوجهات القيمية على عملية البحث، ما يعني الوصول إلى نتائج علمية دقيقة وصحيحة.

   يتميز المنهج العلمي بالوحدة بين جميع ميادين العلم، باعتبار أنه طريقة جماعية لاكتساب المعارف القائمة على الاستدلال، وعلى إجراءات معترف بها للتحقيق في الواقع. فهو مسعى جميع الباحثين مهما اختلفت توجهاتهم المعرفية، من خلال سعيهم لهدف واحد يتمثل في التعمق أكثر في المعارف المختلفة[iii].

   وعليه لا يكون البحث علميا إلا إذا كانت المنهجية أو الطريقة المعتمدة فيه علمية وموضوعية من أول خطوة فيه ( التعرف على موضوع البحث) إلى أخر خطوة (اكتشاف الحقائق والعلاقات القائمة بين أبعاد وأجزاء الموضوع والتحقق من صحة ما تم التوصل إليه)[iv].

   وتتكون منهجية البحث العلمي من ثلاث عناصر أساسية وهي:

-       عملية البحث العلمي.

-       القائم بالبحث العلمي( الباحث ).

-       الروح العلمية (العقلية أو التفكير العلمي).

   ومن أجل التعرف على هذه المفاهيم أكثر سنتناولها مفاهيمها مع التركيز على الروح العلمي ومكوناتها كجوهر للنشاط البحثي على أساس أنها تشكل محور هذه الدراسة.