4. المراقبة والاستطلاع

أصل قيام البعثات الدبلوماسية الدائمة لم يكن فقط الحاجة المستمرة للتمثيل أوالتفاوض أوالحماية، بل أن تبقى الدولة المعتمدة على اطلاع مستمر بالأحداث السياسية والاقتصادية الحاصلة في الدول المعتمد لديها، وذلك من خلال قيام البعثة بتحليل المعلومات المجمعة لديها عن الحوادث والتعليق عليها بعد تقييمها، بالإضافة للدراسة عن قرب للسياسة الخارجية والداخلية للدولة المعتمد لديها.

ظهرت هذه الوظيفة منذ العصر البيزنطي حيث تحول الدبلوماسي الخطيب إلى الدبلوماسي المراقب الذي يراقب أوضاع وأحوال البلد الموفد إليه ويرفع التقارير بهذا الشأن إلى دولته، ومنذ ذلك الحين أخذت هذه الوظيفة تتطور مع تطور العمل الدبلوماسي، ومع الانتقال من مرحلة الدبلوماسية المؤقتة إلى مرحلة الدبلوماسية الدائمة زادت هذه الوظيفة أهمية خاصة بعد معاهدة وستفاليا 1648 حيث أصبحت وظيفة البعثة الدبلوماسية هي مراقبة ميزان القوى في الدول حتى وصل الأمر إلى الاعتقاد بأن هذه الوظيفة هي وظيفة تجسس تقوم على وسائل مشروعة، ومع الانتقال الى مرحلة الدبلوماسية العلنية تطورت هذه الوظيفة لتصبح من الوظائف الأساسية في عمل البعثة الدبلوماسية.

ملاحظة

يلجأ الممثل الدبلوماسي في جمع المعلومات إلى الطرق المشروعة كما نصت المادة 03 في الفقرة (د) من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية 1961  كالاطلاع على الصحف المحلية وما تنشره وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وإجراء المقابلات مع الشخصيات الاجتماعية والسياسية في الدولة المعتمد لديها، وعدم اللجوء إلى التجسس والرشوة وما إلى ذلك من الأساليب غير المشروعة.

والمهمة الإعلامية والاستطلاعية يمكن أن تتم بشكل عكسي، فالبعثة الدبلوماسية يجب أن تسهل للدولة المعتمد لديها دائما وبقدر الإمكان الحصول على أي معلومات تطلبها منها عن دولتها.