4. حقوق الانسان في الاسلام

1. أهم الحقوق والحريات التى ورد النص عليها فى الشريعة الإسلامية

- حق الحياة:

لقوله تعالى "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" (المائدة: 32). ولا تسلب هذه القدسية إلا بسلطان الشريعة وبالإجراءات التي تقرها.

2- حق الحرية:

لقوله صلى الله عليه وسلم "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة" (رواه الشيخان). وهي مستمرة ليس لأحد أن يعتدي عليها: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" من كلمة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

3- حق المساواة:

الناس جميعا سواسية أمام الشريعة: "لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى" من خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا تمايز بين الأفراد في تطبيقها عليهم: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي).

4- حقوق العدالة:

من حق كل فرد أن يتحاكم إلى الشريعة، وأن يحاكم إليها دون سواها: "فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول" (النساء: 59)، لا تجريم إلا بنص شرعي: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" (الإسراء: 15)

5- حق الحماية من تعسف السلطة:

لكل فرد الحق في حمايته من تعسف السلطات معه: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا" (الأحزاب: 58).

6- حق الحماية من التعذيب:

لا يجوز تعذيب المجرم فضلا عن المتهم: "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" (رواه الخمسة)،

7- حق الفرد في حماية عرضه وسمعته:

لقوله تعالى "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا" (الحجرات: 12)، "ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابذوا بالألقاب" (الحجرات: 11).

08- حق المشاركة في الحياة العامة- الحقوق السياسية-:

من حق كل فرد في الأمة أن يساهم في الشؤون التي تتصل بالمصلحة العامة إعمالا لمبدأ الشورى: "وأمرهم شورى بينهم" (الشورى: 38).

09- الحقوق الاقتصادية:

لا يجوز لأحد أن يحرم آخر أو يعتدي على حقه في الانتفاع بها: "وما كان عطاء ربك محظورا" (الإسراء: 20).
كما ان الملكية الخاصة و العامة مشروعة، وتوظف لمصلحة الأمة: "...كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم" (الحشر: 7).

10- حقوق  العامل:

للعامل الحق في أن يجد الحماية التي تحول دون غبنه واستغلال ظروفه قال الله تعالى: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه حقه" (رواه البخاري (حديث قدسي)).

الحق في الكرامة الانسانية- حق و مبدأ-:

       تعد الكرامة الانسانية حقا و مبدا جوهريا يجمع بين جميع الحقوق و كل حق يحفظ للإنسان كرامته التي وهبه الله إياها، يعد ضمانه واجبا شرعيا و تعبديا وبالتالي يعد الحق في الكرامة اشمل واوسع الحقوق.

يقول الله عز وجل {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ وَحَمَلْنَـٰهُمْفِىٱلْبَرّوَٱلْبَحْرِوَرَزَقْنَـٰهُمْ مّنَ ٱلطَّيّبَـٰتِوَفَضَّلْنَـٰهُمْعَلَىٰ كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء:70]. والتأكيد بقوله تعالى{ وَفَضَّلْنَـٰهُمْعَلَىٰ كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } يدل على عظم هذا التفضيل[1].p

2. ضمانات حقوق الإنسان فى الإسلام

لم تكتف الشريعة الإسلامية بتقرير حقوق الإنسان فقط بل جاءت بوسائل لحماية هذه الحقوق وضمان تنفيذها وقدحددت الشريعة ثلاث جهات تتولى القيام بهذا الدور وهي : الأفراد وجماعة المسلمين والدولة[1] .

 1- بالنسبة لدور الفرد المسلم: ان مجرد قيام المسلم بأداء أمور دينه فيه تكريس وضمان وحماية لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية لأن هذه الحقوق جزء من العقيدة وليست مجرد ، أفكار اخلاقية، او التزامات قانونية،  يشجع الناس على القيام بها فالمسلم ينهاه الدين عن قتل النفس والاعتداء على أموال الناس وأعراضهم و التجسس وتتبع عورات الناس.

    2- بالنسبة لدور الجماعة: في حماية حقوق الإنسان فيتمثل في ان يقوم المسلمون بواجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    3- أما دور الدولة الإسلامية: في حماية حقوق الإنسان فيتجسد بوجود ثلاثة أنظمة قضائية تحمي الحقـوق والحريات: نظام القضاء العادى ، ونظام ولاية المظالم ، ونظام الحسبة .

          أ-القضاء العادى : يتميز هذا النوع من القضاء بالعدالة المطلقة دون النظر إلى صفة أى فرد من الأفراد العاديين

          ب-ولاية المظالم- القضاء الاداري- :    يقصد بالمظالم ظلم أصحاب النفوذ في الدولة لأفراد المجتمع أو هو ظلم الولاة والحكام  وممثلي الدولة للرعية..[2]

ج -نظام الحسبة : تقوم الحسبة على أساس الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر وفرضها الله سبحانه وتعالى لقوله فى كتابه الكريم ) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِوَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِوَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ( سورة آل عمران – الآية (104) ، كما قال تعالى ) لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ( سورة النساء – الآية (114).[3]