التطور التاريخي لحقوق الانسان

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: حقوق الإنسان
Livre: التطور التاريخي لحقوق الانسان
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Thursday 2 May 2024, 02:47

1. حقوق الانسان في الحظارات القديمة –البدائية-

1-الحقوق فطرية قبل التدوين

إّن وجود حقوق الانسان كانت منذ ظهور البشريةلانها فطرية، مع ذلك فان تطبيقها كقواعد  قانونية كان عرفيا غير مكتوب.

2-مساهمة الحضارات

وقد ساهمتالحضارات القديمة: الفرعونية و البابلية، وعند اليونان والرومان[1]و  الديانات السماوية القديمة -الديانة اليهوديـة او الديانة المسيحية - و أفكار ونظريات الفلاسفة والمفكرين القدامى، في بداية تشكل و بلورة هذه  الحقوق[2]غير ان هذه المرحلة عرفت بتسلط الحكام والانظمة.



 

2. حقوق الانسان في العصور الوسطى

    ان الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان من طرف الانظمة الحاكمة  وما تعرضت له تلك الحقوق والشعوب من سلب ونهب قد عجل بالعديد من الثورات التي انتزعت بها مواثيق ونصوص مكتوبة تتضمن  الحقوق والحريات الاساسية[1].

1– حقوق الانسان في بريطانيا:

     في بريطانيا تجسدت حقوق لشعب البريطاني في وثائق متعددة منها: العهد الأعظم "Magina-Carta" الصادر عام 1215 وهو اول نص دستوري لانكلترا تضمن الحقوق الاقتصادية لرجال الاقطاع ،-عريضة الحقوق"التماس الحقوق" 1628 تتضمن  حقوقا ذات طابع سياسي تتعلق بوظيفة البرلمان وحصانة اعضائه... - شرعة الحقوق " "  1689 وهو نص تاريخي في بريطانيا العظمى، يمثل اتفاقا مكتوبا بين الشعب والحاكم، انهيت بموجبه السلطة المطلقة للملوك في إنجلترا...[2]

2ثانيا– إعلان الاستقلال الامريكي 1776:

نتيجة لقيام الثورة الامريكية ضد الاستعمار البريطاني، صدر إعلان الاستقلال الامريكي-استقلال الولايات الأمريكية الثلاثة عشر عن بريطانيا- في 14جويلية 1776 وهو الاعلان الذي صاغه توماس جيفرسون، وأكد فيه ان السلطة مصدرها ارادة الشعب وان للشعوب الحق في تقرير مصيرها، في اطار مكافحة الاستعمار والثورة على الطغيان...غير ان الإعلان اكد ايضا الحقوق الطبيعية والأساسية للإنسان منها، المساواة، الحق في الحياة والحرية ...[3]

3– اعلان حقوق الانسان والمواطن في فرنسا 1789:

وهذا الاعلان يعتبره الفقه الغربي القانون الحقيقي للحريات والحقوق الفردية وانه" باكورة اعلانات الحقوق والحريات".[4]يحتوي اعلانحقوق الانسان والمواطن الفرنسي الصادر في 26 اوت 1789على مقدمة وسبعة عشرة مادة تضمنت الحقوق الطبيعية للانسان وهي الحياة والحرية والمساواة.. وهو يعبر عن أربعة مبادئ أساسية: - يولد الناس ويظلون أحراراً متساويين في الحقوق- حرية الرأي والتعبير- حق المواطنين في إدارة بلادهم - التوازن بين حقوق الأفراد من جهة والمصلحة العامة من جهة أخرى[5].



 

3. حقوق الانسان في عصر التنظيم الدولي-العصر الحديث-

1- حقوق الانسان بعد الحرب العالمية الاولي

لقد كانت الانتهاكات و المجازر التي ارتكبت في حق الاقليات احد اسباب قيام الحرب العالمية الاولي

     لذلك بعد تأسيس عصبة الأمم عقب نهاية الحرب العالمية الاولى حاولت هذه المنظمة حماية حقوق المظطهدين ووضع بعض الضمانات المتواضعة للشعوب[1]. حيث جاء في معاهدات الصلح لعام 1919 نظاما  دوليا لحماية حقوق الاقليات .كذلك تضمنت معاهدات الصلح التي جاءت بعد الحرب العالمية الاولى دستور منظمة العمل الدولية و الذى يهدف بشكل خاص لحماية حقوق العامل.    لقد شكلت  حقوق الأقليات والعمال النواة الاولى لتدويل حقوق الانسان في عهد العصبة، او كما يقول الأستاذ احمد محيوا "تم فتح ثغرة في القلعة المسماة بالسيادة"[2].

2-حقوق الانسان بعد الحرب العالمية الثانية

ولكن كان علينا أن ننتظر المجازر الوحشية التي شهدتها الحرب العالمية الثانية، فهنا أصبح المجتمع الدولي اقل استعدادا لغض النظر عن معاملة الدولة لمواطنيها معاملة قاسية، بحجة أن هذا شان من الشؤون الداخلية للدول، حيت ثبت ان انتهاك حقوق الإنسان يمس بالسلم والامن الدوليين مثلما يهدد الأمن الداخلي للدول، وعليه جاء ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945كأول وثيقة دولية، تشير صراحة إلي مسئولية المجتمع الدولي ككل في إقرار وحماية حقوق الإنسان. وبذلك اعطى الميثاق اشارة الانطلاق لصدور المواثيق الدولية لحقوق الإنسانومؤسساتها[3]

4. حقوق الانسان في الاسلام

1. أهم الحقوق والحريات التى ورد النص عليها فى الشريعة الإسلامية

- حق الحياة:

لقوله تعالى "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" (المائدة: 32). ولا تسلب هذه القدسية إلا بسلطان الشريعة وبالإجراءات التي تقرها.

2- حق الحرية:

لقوله صلى الله عليه وسلم "ما من مولود إلا ويولد على الفطرة" (رواه الشيخان). وهي مستمرة ليس لأحد أن يعتدي عليها: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" من كلمة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه.

3- حق المساواة:

الناس جميعا سواسية أمام الشريعة: "لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى" من خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا تمايز بين الأفراد في تطبيقها عليهم: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" (رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي).

4- حقوق العدالة:

من حق كل فرد أن يتحاكم إلى الشريعة، وأن يحاكم إليها دون سواها: "فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول" (النساء: 59)، لا تجريم إلا بنص شرعي: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" (الإسراء: 15)

5- حق الحماية من تعسف السلطة:

لكل فرد الحق في حمايته من تعسف السلطات معه: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا" (الأحزاب: 58).

6- حق الحماية من التعذيب:

لا يجوز تعذيب المجرم فضلا عن المتهم: "إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا" (رواه الخمسة)،

7- حق الفرد في حماية عرضه وسمعته:

لقوله تعالى "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا" (الحجرات: 12)، "ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابذوا بالألقاب" (الحجرات: 11).

08- حق المشاركة في الحياة العامة- الحقوق السياسية-:

من حق كل فرد في الأمة أن يساهم في الشؤون التي تتصل بالمصلحة العامة إعمالا لمبدأ الشورى: "وأمرهم شورى بينهم" (الشورى: 38).

09- الحقوق الاقتصادية:

لا يجوز لأحد أن يحرم آخر أو يعتدي على حقه في الانتفاع بها: "وما كان عطاء ربك محظورا" (الإسراء: 20).
كما ان الملكية الخاصة و العامة مشروعة، وتوظف لمصلحة الأمة: "...كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم" (الحشر: 7).

10- حقوق  العامل:

للعامل الحق في أن يجد الحماية التي تحول دون غبنه واستغلال ظروفه قال الله تعالى: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه حقه" (رواه البخاري (حديث قدسي)).

الحق في الكرامة الانسانية- حق و مبدأ-:

       تعد الكرامة الانسانية حقا و مبدا جوهريا يجمع بين جميع الحقوق و كل حق يحفظ للإنسان كرامته التي وهبه الله إياها، يعد ضمانه واجبا شرعيا و تعبديا وبالتالي يعد الحق في الكرامة اشمل واوسع الحقوق.

يقول الله عز وجل {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءادَمَ وَحَمَلْنَـٰهُمْفِىٱلْبَرّوَٱلْبَحْرِوَرَزَقْنَـٰهُمْ مّنَ ٱلطَّيّبَـٰتِوَفَضَّلْنَـٰهُمْعَلَىٰ كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء:70]. والتأكيد بقوله تعالى{ وَفَضَّلْنَـٰهُمْعَلَىٰ كَثِيرٍ مّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } يدل على عظم هذا التفضيل[1].p

2. ضمانات حقوق الإنسان فى الإسلام

لم تكتف الشريعة الإسلامية بتقرير حقوق الإنسان فقط بل جاءت بوسائل لحماية هذه الحقوق وضمان تنفيذها وقدحددت الشريعة ثلاث جهات تتولى القيام بهذا الدور وهي : الأفراد وجماعة المسلمين والدولة[1] .

 1- بالنسبة لدور الفرد المسلم: ان مجرد قيام المسلم بأداء أمور دينه فيه تكريس وضمان وحماية لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية لأن هذه الحقوق جزء من العقيدة وليست مجرد ، أفكار اخلاقية، او التزامات قانونية،  يشجع الناس على القيام بها فالمسلم ينهاه الدين عن قتل النفس والاعتداء على أموال الناس وأعراضهم و التجسس وتتبع عورات الناس.

    2- بالنسبة لدور الجماعة: في حماية حقوق الإنسان فيتمثل في ان يقوم المسلمون بواجبهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    3- أما دور الدولة الإسلامية: في حماية حقوق الإنسان فيتجسد بوجود ثلاثة أنظمة قضائية تحمي الحقـوق والحريات: نظام القضاء العادى ، ونظام ولاية المظالم ، ونظام الحسبة .

          أ-القضاء العادى : يتميز هذا النوع من القضاء بالعدالة المطلقة دون النظر إلى صفة أى فرد من الأفراد العاديين

          ب-ولاية المظالم- القضاء الاداري- :    يقصد بالمظالم ظلم أصحاب النفوذ في الدولة لأفراد المجتمع أو هو ظلم الولاة والحكام  وممثلي الدولة للرعية..[2]

ج -نظام الحسبة : تقوم الحسبة على أساس الأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر وفرضها الله سبحانه وتعالى لقوله فى كتابه الكريم ) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِوَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِوَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِوَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ( سورة آل عمران – الآية (104) ، كما قال تعالى ) لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ( سورة النساء – الآية (114).[3]