3. حقوق الانسان في عصر التنظيم الدولي-العصر الحديث-

1- حقوق الانسان بعد الحرب العالمية الاولي

لقد كانت الانتهاكات و المجازر التي ارتكبت في حق الاقليات احد اسباب قيام الحرب العالمية الاولي

     لذلك بعد تأسيس عصبة الأمم عقب نهاية الحرب العالمية الاولى حاولت هذه المنظمة حماية حقوق المظطهدين ووضع بعض الضمانات المتواضعة للشعوب[1]. حيث جاء في معاهدات الصلح لعام 1919 نظاما  دوليا لحماية حقوق الاقليات .كذلك تضمنت معاهدات الصلح التي جاءت بعد الحرب العالمية الاولى دستور منظمة العمل الدولية و الذى يهدف بشكل خاص لحماية حقوق العامل.    لقد شكلت  حقوق الأقليات والعمال النواة الاولى لتدويل حقوق الانسان في عهد العصبة، او كما يقول الأستاذ احمد محيوا "تم فتح ثغرة في القلعة المسماة بالسيادة"[2].

2-حقوق الانسان بعد الحرب العالمية الثانية

ولكن كان علينا أن ننتظر المجازر الوحشية التي شهدتها الحرب العالمية الثانية، فهنا أصبح المجتمع الدولي اقل استعدادا لغض النظر عن معاملة الدولة لمواطنيها معاملة قاسية، بحجة أن هذا شان من الشؤون الداخلية للدول، حيت ثبت ان انتهاك حقوق الإنسان يمس بالسلم والامن الدوليين مثلما يهدد الأمن الداخلي للدول، وعليه جاء ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945كأول وثيقة دولية، تشير صراحة إلي مسئولية المجتمع الدولي ككل في إقرار وحماية حقوق الإنسان. وبذلك اعطى الميثاق اشارة الانطلاق لصدور المواثيق الدولية لحقوق الإنسانومؤسساتها[3]