1. تعريف التلوث

1.3. التعريف القانوني للتلوث

يعد مصطلح التلوث من المصطلحات والألفاظ الحديثة التي دخلت عالم القانون ، لذا يصعب على  المشرعين والفقه القانوني إيراد تعريف جامع مانع له ، بحيث يتم من خلاله معالجة دقيقة لماهية التلوث ، وذلك بسبب تعدد أسبابه وتشابك آثاره وتداخله بحيث تغطي إلى حد كبير جميع مجالات الحياة البشرية .

وعليه سوف يتم التعرض لتعريف التلوث من النواحي القانونية التالية :

- الاتفاقيات الدولية :  العديد منها حرصت على إدراج تعريف التلوث ضمنها بحسب الموضوع الذي تعالجه ، ومن أهمها الاتفاقية الدولية لحماية الغلاف الجوي عبر الحدود (المسافات الطويلة ) المنعقدة في جنيف يوم 13/11/1979 والتي عرفت التلوث في المادة 1/1 منها بأنه : " كل ما ينبعث في الفضاء بواسطة الإنسان ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، من مواد أو طاقة ذات أثر ضار بصحة الإنسان ، أو تسبب أضرارا للموارد البيولوجية أو البيئية ، أو تؤدي إلى إتلاف الممتلكات المادية ، أو تسيء بأي صورة من الصور للاستخدام الأمثل للبيئة ، وبحيث يصدق على هذا الانبعاث عبارة تلوث الهواء "[1].

- تعريف التلوث في القانون الجزائري:  عرفت العديد من التشريعات الوطنية المقارنة الداخلية التلوث باعتباره مشكلة بيئية عويصة تستلزم الدراسة والمعالجة القانونية ، ومن أهمها المشرع الجزائري الذي عرفه بموجب المادة 4 من القانون رقم 03-10 بأنه :

 " التلوث : كل تغيير مباشر أو غير مباشر للبيئة ، يتسبب فيه كل فعل يحدث أو قد يحدث وضعية مضرة بالصحة وسلامة الإنسان والنبات والحيوان والهواء والجو والماء والأرض والممتلكات الجماعية والفردية ".

والمستخلص من هذا التعريف أن المشرع الجزائري ركز على في تعريفه للتلوث على التلوث الذي يحدثه الإنسان متجاهلا التلوث الناجم عن الظواهر و الكوارث الطبيعية ، كما ركز على تبيان التلوث الحال دون الإشارة إلى التلوث الذي قد يسبب ضررا مستقبليا ، بالإضافة إلى أنه لم يشر إشارة واضحة للتلوث الذي يتسبب فيه الشخص المعنوي خاصة وأنه الأخطر والأكثر انتشارا  ومعظم الأضرار البيئية هي نتاج مخلفات هذه الفئة من مصانع بشتى أنشطتها.

- تعريف التلوث لدى الفقه القانوني :

أوضح الدكتور ماجد راغب الحلو أنه يقصد بالتلوث اصطلاحا وجود أي مادة أو طاقة في البيئة الطبيعية بغير كيفيتها ، أو في غير مكانها أو زمانها ، بما من شأنه الإضرار بالكائنات الحية أو بالإنسان في أمنه أو صحته أو راحته [2].

في حين أفاد الأستاذ علي عدنان الفيل بأن تلوث البيئة يشمل البر والبحر وطبقة الهواء التي فوقها ، وهو عبارة عن التغييرات التي تحدث فيها كليا أو جزئيا نتيجة لأنشطة الإنسان . هذه الأنشطة تحدث تغييرات مباشرة وغير مباشرة في المكونات الطبيعية والكيميائية والبيولوجية للبيئة ، مما يتمخض عنه ارتجاج في التوازن الطبيعي الموجود بين العناصر الثلاثة ، الأرض والماء والهواء . كما أن التلوث قد يأخذ طابعا آخر له تأثيره السلبي كذلك على الجهاز العصبي للإنسان وسائر الكائنات الحية ، مثل الزيادة في الضوضاء والضوء[3].



[1]  د/ أحمد محمد حشيش ، المرجع السابق ، ص 110 ، - نقلا عن الهامش- .

[2]  د / ماجد راغب الحلو ، نفس المرجع ، ص 40 وما بعدها.

[3]  علي عدنان الفيل ، المرجع السابق ، ص 20 .