التلوث البيئي كنموذج للأضرار البيئية

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: القانون الإداري للبيئة 2
Livre: التلوث البيئي كنموذج للأضرار البيئية
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 23 November 2024, 10:06

Description

من المعلوم أن التلوث ليس الخطر الوحيد الذي يسبب للبيئة الضرر ، فزيادة عدد البشر أدت إلى عجز موارد الطبيعة عن تلبية حاجات السكان المتزايدة ، مما يؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي ، كما أن الإفراط في الاستثمار الصناعي واستغلال موارد الطبيعة دون الاكتراث لتناقصها وعدم قدرتها على التجدد ، يؤدي أيضا إلى الإخلال بالتوازن البيئي ، وعلى الرغم من ذلك يبقى التلوث من أهم وأخطر الأضرار التي تتعرض لها البيئة[1].



[1]  د/ عارف صالح مخلف ، المرجع السابق ، ص 47 .

1. تعريف التلوث

وجب تحديد تعريف التلوث من مختلف الجوانب على النحو التالي

1.1. - تعريف التلوث لغة

ويراد به التلطيخ والخلط ، إذ يقال لوث ثيابه بالطين بمعنى لطخها ، ويقال لوث الماء بمعنى كدره[1]. وتدل أيضا على الفساد والنجس وفعلها لوث يعني لوث الشيء تلويثا أي دنسه .

        ويستخدم مصطلح ( Pollution) في اللغة العربية والإنكليزية ويراد به الاسم من التلوث ، أو حدوث التلوث ، كتلوث الماء بإضافة مواد ضارة أو تلوث الهواء والتلوث بالضوضاء...[2]



[1]  القامومس المحيط للفيروزابادي ، المصدر السابق ، ص 180 .

[2]  نقلا عن : د/ عارف صالح مخلف ، نفس المرجع ، ص 48 . ولأكثر تفصيل في هذا الموضوع راجع :

- معلم يوسف ، المرجع السابق ، ص 45 .

1.2. تعريف التلوث اصطلاحا

يعرف التلوث في المعاجم المتخصصة في الاصطلاحات البيئية بأنه أي إفساد مباشر للخصائص العضوية أو الحرارية أو البيولوجية والإشعاعية لأي جزء من البيئة ، مثلا بتفريغ أو إطلاق أو إيداع نفايات أو مواد من شأنها التأثير على الاستعمال المفيد ، أو بمعنى آخر ، تسبب وضعا يكون ضارا أو يحتمل الإضرار بالصحة العامة ، أو سلامة الحيوانات والطيور والحشرات والسمك والموارد الحية والنباتات[1] .



[1]  منصور مجاجي ، "المدلول العلمي والمفهوم القانوني للتلوث البيئي" ، مجلة المفكر ، كلية الحقوق والعلوم السياسية ، جامعة محمد خيضر ، بسكرة ، العدد 5 ، ص 102 .

1.3. التعريف القانوني للتلوث

يعد مصطلح التلوث من المصطلحات والألفاظ الحديثة التي دخلت عالم القانون ، لذا يصعب على  المشرعين والفقه القانوني إيراد تعريف جامع مانع له ، بحيث يتم من خلاله معالجة دقيقة لماهية التلوث ، وذلك بسبب تعدد أسبابه وتشابك آثاره وتداخله بحيث تغطي إلى حد كبير جميع مجالات الحياة البشرية .

وعليه سوف يتم التعرض لتعريف التلوث من النواحي القانونية التالية :

- الاتفاقيات الدولية :  العديد منها حرصت على إدراج تعريف التلوث ضمنها بحسب الموضوع الذي تعالجه ، ومن أهمها الاتفاقية الدولية لحماية الغلاف الجوي عبر الحدود (المسافات الطويلة ) المنعقدة في جنيف يوم 13/11/1979 والتي عرفت التلوث في المادة 1/1 منها بأنه : " كل ما ينبعث في الفضاء بواسطة الإنسان ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، من مواد أو طاقة ذات أثر ضار بصحة الإنسان ، أو تسبب أضرارا للموارد البيولوجية أو البيئية ، أو تؤدي إلى إتلاف الممتلكات المادية ، أو تسيء بأي صورة من الصور للاستخدام الأمثل للبيئة ، وبحيث يصدق على هذا الانبعاث عبارة تلوث الهواء "[1].

- تعريف التلوث في القانون الجزائري:  عرفت العديد من التشريعات الوطنية المقارنة الداخلية التلوث باعتباره مشكلة بيئية عويصة تستلزم الدراسة والمعالجة القانونية ، ومن أهمها المشرع الجزائري الذي عرفه بموجب المادة 4 من القانون رقم 03-10 بأنه :

 " التلوث : كل تغيير مباشر أو غير مباشر للبيئة ، يتسبب فيه كل فعل يحدث أو قد يحدث وضعية مضرة بالصحة وسلامة الإنسان والنبات والحيوان والهواء والجو والماء والأرض والممتلكات الجماعية والفردية ".

والمستخلص من هذا التعريف أن المشرع الجزائري ركز على في تعريفه للتلوث على التلوث الذي يحدثه الإنسان متجاهلا التلوث الناجم عن الظواهر و الكوارث الطبيعية ، كما ركز على تبيان التلوث الحال دون الإشارة إلى التلوث الذي قد يسبب ضررا مستقبليا ، بالإضافة إلى أنه لم يشر إشارة واضحة للتلوث الذي يتسبب فيه الشخص المعنوي خاصة وأنه الأخطر والأكثر انتشارا  ومعظم الأضرار البيئية هي نتاج مخلفات هذه الفئة من مصانع بشتى أنشطتها.

- تعريف التلوث لدى الفقه القانوني :

أوضح الدكتور ماجد راغب الحلو أنه يقصد بالتلوث اصطلاحا وجود أي مادة أو طاقة في البيئة الطبيعية بغير كيفيتها ، أو في غير مكانها أو زمانها ، بما من شأنه الإضرار بالكائنات الحية أو بالإنسان في أمنه أو صحته أو راحته [2].

في حين أفاد الأستاذ علي عدنان الفيل بأن تلوث البيئة يشمل البر والبحر وطبقة الهواء التي فوقها ، وهو عبارة عن التغييرات التي تحدث فيها كليا أو جزئيا نتيجة لأنشطة الإنسان . هذه الأنشطة تحدث تغييرات مباشرة وغير مباشرة في المكونات الطبيعية والكيميائية والبيولوجية للبيئة ، مما يتمخض عنه ارتجاج في التوازن الطبيعي الموجود بين العناصر الثلاثة ، الأرض والماء والهواء . كما أن التلوث قد يأخذ طابعا آخر له تأثيره السلبي كذلك على الجهاز العصبي للإنسان وسائر الكائنات الحية ، مثل الزيادة في الضوضاء والضوء[3].



[1]  د/ أحمد محمد حشيش ، المرجع السابق ، ص 110 ، - نقلا عن الهامش- .

[2]  د / ماجد راغب الحلو ، نفس المرجع ، ص 40 وما بعدها.

[3]  علي عدنان الفيل ، المرجع السابق ، ص 20 .

2. عناصر التلوث

إن تحديد التلوث ليس بالأمر اليسير ، إذ غالبا ما تعتبر المادة نفسها ملوثة في نسق إيكولوجي ما ، بينما تكون موردا نافعا في مكان أو نسق إيكولوجي آخر ،  لذلك لا يمكن اعتبار كل تغيير سلبي وخطير تلوث ما لم يؤدي إلى اختلاف توازن البيئة وجعلها غير ملائمة للمعيشة لكل الكائنات الحية الأخرى . لذلك لابد من بيان عناصر التلوث التالية :

2.1. حدوث تغيير بيئي غير مرغوب فيه

يجب أن يؤدي إدخال هذه المواد الملوثة إلى حدوث تغيير بيئي غير مرغوب في الخواص الطبيعية أو الكيميائية أو البيولوجية للوسط البيئي المعني (الماء ، الهواء ، التربة ) وهذا التغيير قد يكون نوعي أو كمي أو في غير أوانه أو مكانه[1] ، على النحو التالي :

- التغيير في الكيف :  قد يشكل التغيير في كيفية الأشياء أو نوعيتها تلوثا ضارا بالبيئة ، فغازات الكربون التي زادت نسبتها في أجواء المدن بصورة واضحة من جراء التقدم الصناعي ، ليست إلا تغييرا كيفيا طرأ على مادة الكربون فحولها إلى الحالة الغازية الضارة . والإشعاع الذري الذي ينبعث من المتفجرات النووية يقوم على أساس انشطار الذرة وتغيير تركيب المادة التي كانت تجمعها[2] .

- التغيير في الكم :  يمكن أن ينشأ عن تغيير كمية بعض المواد الموجودة في الطبيعة في مجال معين نوع من التلوث ، فزيادة كمية ثاني أكسيد الكربون أو نقص كمية الأكسجين في الجو بمقدار معين يعتبر تلوثا ضارا بالإنسان وكثير من الكائنات الحية .

- التغيير في المكان :  يؤدي تغيير مكان بعض المواد الموجودة في الطبيعة إلى تلوث البيئة وإلحاق الضرر والأذى بالناس ، فنقل المواد المشعة والخطرة من مكان إلى آخر قد يترتب عليه إضرار بالبيئة كما في نقل بعض المصانع التي تستخدم لأغراض حربية لا سيما المصانع الكيميائية والنووية والبيولوجية ومنتجاتها[3].

- التغيير في الزمان :   يترتب التلوث أحيانا على تغيير زمان تواجد بعض المواد أو الطاقات في البيئة ، فوجود المياه في الأراضي الزراعية في غير أوقات الري يعد تلوثا ضارا بمزروعاتها.



[1]  د/ عارف صالح مخلف ، المرجع السابق ، ص 51 وما بعدها . وكذا :

[1] Raphael Romi , droit et administration de l’environnement , Paris , LGDJ- Montchrestien . 5e édition , 2004, P10 .

[2]  د / ماجد راغب الحلو ، المرجع السابق ، ص 42 .

[3]  د/ عارف صالح مخلف ، نفس المرجع ، ص 53 .

2.2. إدخال الملوثات في المحيط البيئي

يتحقق التلوث بإدخال مواد ملوثة سواء كانت صلبة أم سائلة أم غازية أو بشكل طاقة كالحرارة والإشعاع في المحيط الحيوي ، إذ تؤدي إلى حدوث اضطرابات واختلال في التوازن الديناميكي بين عناصر البيئة الإحيائية وغير الإحيائية .

3. أنواع التلوث

يقسم الباحثين في مجال البيئة التلوث إلى صور متنوعة بناء على معايير مختلفة يتم التعرض لها على النحو التالي :

3.1. أنواع التلوث بالنظر إلى آثاره على البيئة

التلوث ليس على درجة واحدة من الخطورة و التأثير على البيئة، وعلى النظام البيئي أو على صحة وسلامة الإنسان ، ووفقا لهذا المنظار فللتلوث صور هي :

- التلوث المعقول : ويراد به التلوث الموجود في أغلب المناطق وهو على درجة محددة من درجات التلوث ولا تكاد تخلو منطقة من مناطق العالم منه ، ولا يصاحب هذا التلوث مشاكل بيئية رئيسية أو أخطار واضحة على البيئة والإنسان ، ومن أمثلة ذلك المعامل الصناعية التي لا ينتج عنها تلوث ملحوظ ، والمشاريع الزراعية و المجمعات السكنية الصحية و السياحية التي يمكن إقامتها داخل حدود التصميم الأساسي للمدينة التي يمكن معالجتها بسهولة من خلال وحدات المعالجة .

- التلوث الخطر : وهذا النوع من التلوث يعد أكثر خطورة من النوع الأول ويمثل مرحلة متقدمة تتعدى فيها كمية ونوعية الملوثات خط الأمان البيئي الحرج ، أو نسبة التلوث المسموح بها ، وتبدأ في التأثير السلبي على العناصر البيئية الطبيعية أو البشرية بشتى أشكالها ، وهذه الدرجة من التلوث تبرز بشكل واضح في الدول الصناعية ، ومثالها المصادر الصناعية والزراعية والخدمية ويشترط لوجودها داخل التصميم الأساسي للمدينة وجود وحدات معالجة قادرة على السيطرة على التلوث والحد من نسبة خطره ، وإذا تفاقمت حدة آثار التلوث يجب عندها نقل المصدر خارج حدود المدينة .

- التلوث المدمر : وهو أخطر أنواع التلوث حيث تتعدى فيه الملوثات الحد الخطر لتصل إلى الحد القاتل أو المدمر ، وفيه ينهار النظام الإيكولوجي و يصبح غير قادر على العطاء نظرا لاختلال التوازن البيئي بشكل مزري ،  ولعل حادثة جرنوبل (تشرنوبل) 1986 وكذلك حوادث غرق السفن والبواخر الناقل للنفط ، والغواصات النووية في قاع البحار والمحيطات خير مثال .

3.2. أنواع التلوث بالنظر إلى نطاقه الجغرافي

ويقسم التلوث وفق هذا المعيار إلى :

- التلوث المحلي : ويقصد به التلوث الذي لا تتعدى آثاره الحيز الإقليمي لمكان مصدره ، بمعنى أنه التلوث المحصور سواء من حيث مصدره أو في آثاره في منطقة معينة أو إقليم معين أو مكان محدد كمصنع أو غابة أو بحيرة أو نهر داخلي ، ومثل هذا التلوث إذا ما حصل فإنه يثير مسؤولية الإدارة عن الإخلال بواجب حماية عناصر البيئة .

- التلوث البعيد المدى ( العابر للحدود ): وهذا النوع من التلوث كما عرفته اتفاقية جنيف لسنة 1979 السالفة الذكر بشأن التلوث بعيد المدى ، هو الذي يكون مصدره العضوي موجودا كليا أو جزئيا في منطقة تخضع للاختصاص الوطني لدولة ويحدث آثاره الضارة في منطقة تخضع للاختصاص الوطني لدولة أخرى .

3.3. أنواع التلوث بالنظر إلى طبيعة التلوث

يصنف التلوث استنادا إلى طبيعة أو نوع المادة الملوثة إلى :

- التلوث البيولوجي : وهو أقدم صور التلوث التي عرفها الإنسان ، وينشأ بسبب وجود مواد عضوية أو كائنات حية مرئية أو مجهرية نباتية أو حيوانية  في الوسط  البيئي ، كالماء أو الهواء أو التربة مثل البكتيريا والفطريات وغيرها . وتظهر هذه الكائنات إما على شكل مواد منحلة أو مؤلفة من ذرات ، وإما على شكل أجسام حية تتطور من شكل إلى آخر في دورة متجددة باستمرار.

- التلوث الفيزيائي : ويشمل الضوضاء التي تصدر من المصانع الضخمة والمتعددة وكذلك من الطائرات الكبيرة ووسائل النقل والمواصلات بأنواعها ، فالضوضاء تترك آثارا سلبية على نفسية وفسيولوجية للإنسان ، مثل قلة التركيز ، الإثارة وشدة الغضب ، وسرعة النبض و إفراز بعض الغدد التي تنتج عنها ارتفاع نسبة السكر في الدم ، كما تسبب للإنسان فقدان السمع وبعض الاضطرابات العقلية والنفسية . كما يشمل التلوث الحراري الناتج عن تغير درجات الحرارة بسبب التخلص من مياه التبريد بالمصانع أو بمعامل تكرير البترول [1].

- التلوث الإشعاعي : ويتمثل هذا التلوث بتسرب مواد مشعة إلى أحد مكونات البيئة من ماء وهواء وتربة ، وتنقسم المواد المشعة إلى قسمين : إشعاعات ذات طبيعة موجبة (كهرومغناطيسية ) ومن أنواعها أشعة جاما و أشعة أكس ، ولهذا النوع من المواد المشعة قدرة عالية على اختراق أنسجة الجسم أو مواد أخرى لمسافة بعيدة ، و إشعاعات ذات طبيعة جسيمة كأشعة ألفا وأشعة بيتا ولهذا النوع من المواد المشعة قدرة أقل على اختراق جسم الإنسان من النوع الأول لكنها تؤثر على صحة الإنسان والبيئة .

        ويعد التلوث الإشعاعي أخطر أنواع التلوث لأنه لا يرى و لا يشم و لا يحس  ويتسلل الإشعاع إلى جسم الإنسان بيسر وسهولة دون أية مقاومة ودونما دلالة على وجوده ، ومن غير أن يترك أثرا في بادئ الأمر، ولكن عند دخولها إلى جسم الإنسان تصيبه بأضرار بليغة قد تؤدي بحياته .

- التلوث الكيميائي : لا يقل هذا التلوث عن سابقه خطورة ، و لاسيما بعد انتشار المواد الكيميائية وتنوعها في شتى أرجاء العالم واتحادها مع بعضها مكونة مواد أكثر سمية ، ومن أهم المواد الكيميائية السامة والضارة بالبيئة والإنسان مركبات الزئبق ومركبات الكادميوم والزرنيخ والغازات المتصاعدة من الحرائق وعوادم السيارات و المبيدات بأنواعها المختلفة ، وغيرها من الجسيمات الصغيرة والعوالق التي تنفثها المعامل والمصانع التي تؤثر على البيئة وعناصرها الطبيعية من ماء وهواء وتربة .



[1]  د/ إسماعيل نجم الدين زنكنه ، المرجع السابق ، ص 80 .

3.4. أنواع التلوث بالنظر إلى مصدره

يقسم التلوث البيئي وفق هذا المعيار إلى نوعين هما :

- التلوث الطبيعي :  وهو التلوث الذي يعد من الظواهر الطبيعية التي تحدث بين الفينة والأخرى كالزلازل والبراكين والصواعق وغيرها ، كما تسهم بعض الظواهر المناخية كالرياح والأمطار في إحداث بعض صور التلوث البيئي ، علما أن هذا التلوث مصادره طبيعية لا دخل للإنسان فيها ، ومن ثم بصعب مراقبته أو التنبؤ به  أو السيطرة عليه تماما، لكن هذا لا يعفي السلطات الإدارية المعنية بحماية البيئة من اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيراته السلبية الإنسان وبقية الأحياء[1] .

- التلوث الصناعي : وهو الذي ينتج بفعل نشاط الإنسان أثناء ممارسته لأوجه حياته المختلفة ، وهذا التلوث يجد مصدره في أنشطة الإنسان الصناعية والزراعية والخدمية والترفيهية وغيرها من استخداماته المتزايدة لمظاهر التقنية الحديثة ومبتكراتها المختلفة ، وغني عن البيان أن الأنشطة الصناعية هي المسؤولة تماما عن تفاقم مشكلة التلوث في الوقت الحاضر[2].



[1]  د/ عارف صالح مخلف ، المرجع السابق ، ص 57 .

[2]  لأكثر تفاصيل راجع : د/ عارف صالح مخلف ، المرجع السابق ، ص 58 وما بعدها .

3.5. أنواع التلوث من حيث موضوعه

بحيث تتعدد أنواع التلوث بحسب نوع البيئة التي يحدث فيها ، وهي تتخذ الصور التالية :

- تلوث الهواء : يقصد بتلوث الهواء إدخال أية مادة في الغلاف الجوي بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالكمية التي تترك أثرا على الغلاف الجوي وتركيبه ، بحيث ينتج عن ذلك إلحاق أضرار على الكائنات الحية وغير الحية والأنظمة البيئية والموارد الطبيعية.

        والهواء يتلوث عادة بالمواد الصلبة التي تعلق فيه مثل الدخان وعوادم السيارات وحبوب اللقاح والأتربة ، أو يكون تلوثه بسبب الغازات السامة ...

- تلوث الماء : هو كل تغيير في الصفات الطبيعية للماء يجعله مصدرا حقيقيا أو محتملا للمضايقة أو للأضرار بالاستعمالات المشروعة للمياه ، وذلك عن طريق إضافة مواد غريبة تسبب عكارة الماء ، أو تكسبه رائحة أولونا أو طعما. وقد يتلوث الماء بالميكروبات وذلك بإضافة فضلات آدمية أو حيوانية أوقد يتلوث بإضافة مواد كيميائية سامة أو تسربها .

        ومن ثم يمكن القول أن المقصود بتلوث الماء هو تغيير في طبيعته وخواصه وفي مصادره الطبيعية المختلفة ، ويرى العالم Goldman أن تلوث الماء مفهوم نسبي حيث لا توجد مادة في حالة نقاء تام ، فالماء مركب كيميائي ثابت التكوين وبهذا المفهوم لا تكون المياه الطبيعية نقية قط ، وتختلف نسبة تلوث الماء على نوعية الاستعمالات المقصودة منه[1] .

- تلوث التربة :  يرتبط هذا النوع من التلوث أساسا بتلوث التربة الزراعية ، حيث تتسبب الكوارث الطبيعية في تلوث التربة والأراضي الزراعية مثل البراكين والزلازل ، لكن المسبب الرئيس في تلوثها يتمثل في الإنسان من خلال ممارساته الخاطئة ، وسعيه المفرط في ازدياد الإنتاج الزراعي للأراضي من خلال استخدام شتى أنواع الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية [2].



[1] د/ عارف صالح مخلف ، المرجع السابق ، ص 64 .

[2]  لمزيد من التوضيح راجع كلا من :

-  Agathe Van Lang , Op.cit , p 411.

- Raphael Romi Op.cit , p 495.