1. تعريف البيئة

1.2. تعريف البيئة اصطلاحا

إن أول من استخدم المعنى الاصطلاحي للبيئة هو العالم الألماني "إرنست هايكل" في سنة 1866 ، إذ توصل إلى ذلك المعنى باستخدام مصطلح « Ecology » وهو عبارة عن دمج كلمتين يونانيتين ، الأولى "Oikos" والتي تعني المسكن والثانية " Logos" ومعناها العلم ، وعرفه بأنه العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه .

وتبرز البيئة اصطلاحا لاسيما في المجالات التالية :

أ/ البيئة في العلوم الطبيعية : ظهر اهتمام كبير بتحديد المعنى الاصطلاحي للبيئة في مجال العلوم الحيوية والطبيعية ، بحيث اتفق العلماء على أنها تشمل مفهومين متكاملين ، المفهوم الأول البيئة الحيوية وهي كل ما يختص بحياة الإنسان نفسه من تكاثر ووراثة ، كما يشمل علاقة الإنسان بالمخلوقات الحية الحيوانية والنباتية التي يعيش معها . والمفهوم الثاني البيئة الطبيعية وتشمل موارد المياه ، الفضلات والتخلص منها ، الحشرات ، تربة الأرض والمساكن ، الجو ونقاوته أو تلوثه ، والطقس وغير ذلك من الخصائص الطبيعية للوسط . 

ب/ البيئة في العلوم الإنسانية : البيئة الإنسانية تشتمل على البيئة المشيدة أو المستحدثة ، كبيئة السكن ، بيئة العمل ، أي مجموع التركيبات للمجتمع الإنساني بين البيئة الطبيعية والبيئة المشيدة ، وما يعرف بالبيئة الإنسانية ، وتأثير كل منهما في الآخر ومدى إمكانية التوافق بينهما[1].

ج/ البيئة في الفقة الإسلامي : يقدم الإسلام الكثير من التعاليم والأحكام البيئية ، وكثيرا من القيم والتوجيهات الأخلاقية ، والأفكار الخلاقة في مجال حماية البيئة ومسؤولية المحافظة على توازن عناصرها وتنميتها[2]. فقد سبق الإسلام في تشريعاته المواثيق الحديثة المنظمة للنظام البيئي ، وحمايته من التلوث والفساد ، وقد التزم المنهج الإسلامي في هذا الميدان بمبدأين أساسيين يحددان مسؤولية الإنسان اتجاه البيئة التي يعيش فيها ، وهو درء المفاسد حتى لا تقع بالبلاد والعباد وتسبب الأذى للفرد والمجتمع والبيئة ، وبذل كل الجهود التي من شأنها تحقيق الخير للبيئة .

        ومن أهم ما يميز المنهج الإسلامي في مجال حماية البيئة هو الأمر بالتوسط والاعتدال ، والنهي عن الإسراف والتبذير نظرا لمحدودية الموارد ، وفقدان هذا المبدأ يعد من أهم عوامل الخلل والاضطراب في منظومة التوازن البيئي المحكم ، الذي لطالما أكد الإسلام على مراعاته بين مكونات الطبيعة ، لأن هذا التوازن يضمن المحافظة على الحياة واستمرارها ، والإخلال به يقود إلى تدهور نوعية الحياة [3].



[1]  د/ أحمد لحكل ، نفس المرجع ، ص 20 .

[2]  د/ عبد الناصر زياد هياجنة ، القانون البيئي ( النظرية العامة للقانون البيئي مع شرح التشريعات البيئية ) ، الأردن ، دار الثقافة للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 2012 ، ص 255 .

[3]  د/ أحمد لحكل ، نفس المرجع ، ص 20 وما بعدها. وكذا د/ عبد الناصر زياد هياجنة ، نفس المرجع ، ص 256 .