1. نشأة وتطور بحوث الاتصال الجماهيري

نشأة وتطور بحوث الاعلام والاتصال

بدأت ملاحظة ظاهرة التواصل من الفيلسوف أرسطو الذي ابتكر أول نظرية للتواصل والتي تدعى بنظرية الخطابة أو النظرية الخطابية التي ظل علم الاتصال معتمدا عليها لسنين طويلة ونبعت منها الكثير من تطبيقات الاتصال، حيث يرى أرسطو أن ما يجعل القائد يؤثر في مجموعة ما وجعلهم يمتثلون له ما هي إلا فن في التواصل.

تكون نموذج أرسطو من خمسة عناصر أساسية هي:

المتحدث( الخطيب)      الخطاب     المناسبة       الجمهور      التأثير(الديلمي، 2016، ص21، 26)

كما ناقش أفلاطون الدعاية من خلال الخطابة الذي اعتبرها رسالة اتصالية تهدف إلى التأثير في عقول الجماهير والسيطرة على سلوكهم لأغراض مشكوك فيها. (المشاقبة، 2015، ص150)، ظلت هذه النظرية معتمدة من جميع القيادات والدول لا حقا كما اعتبرت من أهم فنون الاتصال، حيث برز علم الاتصال مع بداية القرن العشرين وبدأ مفهوم الاتصال الجماهيري يتطور( الديلمي، 2016، ص24)، بتطور المجتمع من نظام تقليدي مستقر إلى مجتمع يتميز بالتعقيد حيث ينعزل فيه الأفراد اجتماعيا.( العبد ومكاوي، 2007، ص339).

 كما ساهمت أقسام علم الاجتماع وعلم النفس عندما ركزت على الجوانب النفسية والاجتماعية لوسائل الإعلام في التطوير الدراسات والابحاث، حيث اتجه علم النفس إلى دراسة الردود العاطفية لبرامج التلفزيون والاعلانات وموسيقى الراديو.

فقد قام عالما الاجتماع الأمركيان بول لزارسفيلد  P.Lazarsfeld وفرانك ستاتون Staton بدراسة حول مستمعي البرامج الإذاعية المختلفة ، كما قام عالم الاجتماع روبرت ميرتون على بحث تأثير البث الإذاعي والتلفازي على الجمهور، كما كانت هناك عدة دراسة حول استخدام وسائل الإعلام خاصة الراديو والتلفزيون للحملات الدعائية، ومن هنا ظهرت دراسات فن الدعاية والرأي العام منها دراسة عالم النفس كارل هوفلاند الذي قام بدراسة وسائل الاقناع في وسائل الإعلام والتي تؤدي إلى تعديل الجماهير لاتجاهاتها ومعتقداتها.( المفلح، 2015، ص63).

 النظرية في دراسات الاتصال:

 اجتهد العديد من الباحثون في علم الاتصال إلى جملة من التعريفات المحددة لمفهوم النظرية في دراسات الإعلام والاتصال نذكر منها:

" النظرية هي المفاهيم التي يتوصل اليها الباحث بناء على ملاحظته لتجربة أو مجموعة تجارب، أو حدث أو مجموعة أحداث." (العبد الله، 2006، ص14)

في تعريف آخر "النظرية هي مجموعة من البيانات والمعلومات المترابطة على مستوى عال من التجديد، والتي يمكن أن تولد الافتراضات التي يتم اختبارها بالمقاييس العلمية وعلى أساسها يمكن أن توضع التنبؤات عن السلوك".(المشاقبة، 2015، ص144)

والنظرية في مجال الإعلام والاتصال تقوم على:

Ø  تقديم تصورات حول آلية عمل وسائل الإعلام.

Ø  تقديم تصورات حول التغيرات الاجتماعية المحتمل حدوثها بسبب تأثر الجمهور بالوسائل الإعلامية أو الرسائل التي تصل إليه من خلالها.

نظــــــريات الاتــصال الجـــــــــــــــــــــــماهيري

 يقسم بعض الباحثون نظريات الإعلام والاتصال إلى:

Ø  نظريات متعلقة بالجمهور

Ø  نظريات متعقلة بالقائم بالاتصال

Ø  نظريات متعلقة بنوع التأثير

وسنقوم بالتفصيل في هذه النظريات بداية بنظريات التأثير المباشر والقوي لوسائل الإعلام كونها أولى النظريات في هذا المجال.