1. المطلب الأول ــ دور المنظمات الدولية غير الحكومية في حماية البيئة.
تلعب المنظمات الدولية غير الحكومية أدوار مختلفة في تطوير القانون الدولي البيئي وحماية البيئة العالمية، ومعالجة القضايا التي تؤثر على العديد من الدول، وتجدر الإشارة إلى أن المنظمات غير الحكومية كان لها دور هام في خلق الإتفاقيات الدولية، كاتفاقية التجارة الدولية بالأنواع المهددة بالإنقراض من الحيوانات والنباتات البرية(cites) والتي تم توقيعها في واشنطن سنة 1973 وبدأ العمل بها عام 1975، حيث التمس مجلس (ساتيسcites) المساعدة من المنظمات غير الحكومية في إدارة الإتفاقية، في حين يعطيها كذلك الحق في المشاركة في الاجتماعات، ويجب على الهيئات أو الوكالات المؤهلة تقنيا لحماية البيئة وحفظ وإدارة النباتات البرية، أن تكون قد أبلغت الأمانة العامة عن رغبتها في حضور الاجتماع عن طريق ممثل لها، ما لم يُعارَض طلبها من طرف 3/1 ثلث الأعضاء(1)،و تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من هذه المنظمات، غير أننا سنكتفي بالتعرض لبعض منها فقط .
الفرع الأول ــ منظمــة السلام الأخضر. ( Green Peace)
منظمة السلام الأخضر أنشأت سنة 1971 في كندا، وهي منظمة عالمية مستقلة تُعنى بشؤون البيئة، تنظم المنظمة حملاتها البيئية في المجالات الآتية: الدفاع عن البحار والمحيطات، حماية الغابات، معارضة التكنولوجيا النووية، إيقاف التغير المناخي، معارضة إستعمال الملوثات، تشجيع التجارة المستدامة، بالإضافة إلى معارضة الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.
وتعمل المنظمة على تغيير السياسات الحكومية الصناعية التي تهدد العالم الطبيعي، حظيت المنظمة بمساندة عالمية بالنظر لجهودها في الحفاظ على التنوع البيولوجي وإنقاذ الحيتان، ومعارضتها قتل صغار الفقمة قبالة سواحل نيو فاوند لاند ، ومعارضتها للتجارب النووية الفرنسية جنوب المحيط الهادي سنة 1985، وفي أحدث تقرير لها لسنة 2011 نشرت المنظمة تقريرها الذي تتهم فيه العديد من شركات تصنيع الألبسة العصرية والرياضية بتصريف مخلفاتها السامة في أنهار الصين، حيث تناول التقرير مشاكل تلوث المياه الناتجة عن تصريف المواد السامة الصناعية(2).
الفرع الثاني ــ الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعية ومواردها .
هو منظمة بيئية تأسست في الخامس أكتوبر عام 1948، وتعتبر من أكبر شركات العالم من حيث معلومات البيئة، يقع مقرها في جنيف وتضم العديد من الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والأشخاص المتطوعين، يقوم عملها على البحث العلمي وتوحيد الجهود لمكافحة التغيرات السلبية التي تطرأ على النظام البيئي، ويتكون الإتحاد من ستة لجان تقوم بتقييم حالة الموارد الطبيعية وهي لجنة التربية والمواصلات، لجنة البيئة، الاقتصاد والسياسات، اللجنة العالمية للمناطق المحمية، إضافة إلى الأمانة العامة للإتحاد. أما المجالات التي حازت على اهتمام الاتحاد كأولويات هي التنوع البيولوجي، تغير المناخ، الطاقة المستدامة رفاهية الإنسان، الاقتصاد الأخضر(3) .
الفرع الثالث ــ منظمة أصدقاء الأرض.
تعتبر هذه المنظمة شبكة عالمية لمنظمات بيئية تأسست سنة 1969، تعمل المنظمة على المشاكل البيئية الحالية والعاجلة، وكذا القضايا البيئية والاجتماعية في عصرنا، وتستمد قوتها من خلال العمل مع الشركاء المحليين والمجتمعات والسكان المحليين من أجل وضع برامج دولية مستدامة، وتحقيق العدالة الاجتماعية العالمية.
وتدور برامج المنظمة حول العدالة والطاقة، على اعتبار أن العالم يواجه تحديات تغير المناخ وأزمة الطاقة العالمية وغيرها، إضافة إلى برنامج السيادة الغذائية، حيث يشكل وجود أكثر من 860 مليون جائع تحديا بسبب أزمة المناخ التي تهدد الإنتاج الفلاحي، إذ تقوم منظمة أصدقاء الأرض بتدعيم المزارعين الصغار، ثم برنامج التنوع البيولوجي للغابات، حيث أنه نتيجة لتحرير التجارة ازدادت المزارع الكبيرة التي تخصيص منتجاتها للصناعة وتصدير الأخشاب، وأخيرا برنامج العدالة الاقتصادية إذ تعتبر حاليا التجارة والإستثمار وتحكم الشركات الكبرى من أهم معالم الاقتصاد، ويعمل أصدقاء الأرض على رفع التحدي للحد من تأثير هذه الشركات، والعمل بطريقة خلاَّقة وتضمن تنمية مستدامة(4).
(1)SarahC.schreck- The Role OfNongovernmental Organizations In International Environmental Law- year 2006 – page 259.
(3)www.iucn.org – InternationalUnionFor Conservation Of Nature.
(4)www.foe.org–Friends Of the Earth Internationalمنظمة أصدقاء الأرض