1. منهج البحث في علم اجتماع السكان

 

المحاضرة (01) أدوات ومفاهيم أساسية في دراسة السكان

تمهيد:

أدوات وتقنيات الدراسة السكانية هي الأساليب والأدوات المستخدمة لجمع وتحليل وتفسير البيانات المتعلقة بالسكان أو مجموعة الأفراد. تشمل بعض الأدوات والتقنيات الشائعة المسوحات والتعدادات وأخذ العينات والتحليل الإحصائي وتصور البيانات والنمذجة الديموغرافية.

 يتم استخدام هذه الأدوات من قبل الباحثين وصانعي السياسات وأصحاب المصلحة الآخرين لفهم خصائص السكان وسلوكياتهم واتجاهاتهم، ولإبلاغ القرارات والسياسات التي تؤثر عليهم.

مصادر البيانات والمعلومات السكانية:

 أن الدراسات الديموغرافية تتمحور حول البيانات، وكلما كانت هذه البيانات دقيقة ومتوفرة كلما كانت الدراسات الديموغرافية ذات نتائج دقيقة، حيث تساعد هذه البيانات في مجالات رئيسية:

ü   تساعد على توجيه الساسة والمخططين نحو وضع خطط تنموية مستقبلية.

ü   معرفة اتجاهات النمو من اجل وضع برامج التنمية المبنية عليها.

ü   معرفة العلاقات المتداخلة بين الديموغرافيا والعوامل التنموية الاجتماعية والاقتصادية.

مجموعات المعلومات والبيانات السكانية: تنقسم المعلومات والبيانات السكانية إلى أربع مجموعات، هي:

أ. خصائص السكان الأساسية المواليد والوفيات والهجرة، وحجم السكان، وتوزيع السكان.

ب خصائص السكان الاجتماعية: العمر، والنوع.

ج. خصائص الحالات الاجتماعية الزواج والطلاق والترمل، والدخل، والتعليم، والمهنة، والبطالة، والصحة والمرض والجريمة، والملكية... إلخ.

د. المكونات البنائية: التحضر والتصنيع والطبقة الاجتماعية، والأسرة.

v  ويمكن ان تقسم مصادر البيانات السكانية الى نوعين:

أ- المصادر الرئيسية للبيانات السكانية والديموغرافية.

v  التعداد السكاني:

تعرف الامم المتحدة التعداد (العملية الكلية لجمع وأعداد وتنسيق ونشر البيانات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية داخل حدود جغرافية معينة عند لحظة زمنية محددة وعلى فترات زمنية متساوية).

ويعد التعداد المصدر الرئيسي في جميع بلدان العالم للمعلومات والبيانات الخاصة بالسكان ومن الجدير بالذكر أن أقدم التعدادات والسجلات الاحصائية وجدت في بابل حوالي 4000 ق.م، وفي الصين 3000 ق.م ومصر القديمة 2500 ق.م.

أهم الامور التي يجب توافرها في التعداد السكاني:

-1 يجب ان يكون بصفة رسمية ويتم تحت أشراف الحكومة ، وفق تشريع او قانون معين ، وذلك لأنه عملية ضخمه تحتاج الى: (تقرير نظام العد، تحديد موعد لإجراء التعداد. تحديد نوع ونمط الاستمارة. تجهيز الخرائط التفصيلية وقوائم المساكن والمباني. تدريب العدادين والكوادر البشرية. تخطيط برامج ادخال البيانات وتدريب الكوادر على فرز ونشر واستخدام الحاسوب).

2- يتم التعداد بشكل دوري (كل 5 او 10 سنوات)، كما يجب ان يحدد اليوم الذي يقوم به التعداد وقد يكون

من الصعب اتمام التعداد في يوم واحد وهذا يعد من المشاكل.

-3 ان يتم فرز المعلومات ونشرها، اذ يمكن ان تعد هذه النتائج وثيقة رسمية بالنسبة للدولة.

4- أن يكون نظام العد اما العد الفعلي (حيث يعد الافراد حسب مكان تواجدهم وقت التعداد) أو العد النظري او القانوني (فهو عد الافراد حسب مكان اقامتهم الفعلي والمعتاد).

مجالات التعداد السكاني:

ü     التعرف على التركيب العمري للسكان.

ü   التعرف على خصائص السكان من حيث الحالة التعليمية، والاجتماعية، والمهنية، والصحية.

ü   التعرف على معدلات المواليد والوفيات.

ü    تحديد أعداد المقيمين داخل الدولة وخارجها.

ü   التعرف على اتجاهات الهجرة والتحضر في الدولة.

ü   التعرف على خصائص الوحدات السكنية من حيث عدد الغرف، ونوع الملكية.

ü   التعرف على خصائص البنية التحتية للمباني الكهرباء والمياه والصرف الصحي، والاتصالات).

ü   يستخدم لغرض التخطيط ووضع الاستراتيجيات العامة للدولة.

ü   يستخدم لأغراض البحث العلمي.

ü   يستخدم لأغراض أعمال التجارة والصناعة، والعمالة.

ü   يستخدم لتحديد الدوائر الانتخابية.

v  السجلات الحيوية:

يعرف التسجيل الحيوي (بأنه نظام التسجيل الذي يشمل التسجيل الرسمي والتقرير الاحصائي لجمع واعداد وتحليل وعرض وتوزيع الاحصاءات المتعلقة بالأحداث الحيوية التي تتضمن المواليد الاحياء، الوفيات، وفيات الاجنة، الزواج، الطلاق، التبني، الاعتراف الشرعي، الانفصال الرسمي. وأقدم السجلات كانت للمواليد والوفيات في القرن السادس عشر في انجلترا عام 1538، حيث كانت تصدر اسبوعياً بسبب انتشار مرض الطاعون وتحسب بها اعداد الوفيات.

أما مسؤولية التسجيل تقع على رب الاسرة والاهل والاقارب ثم الجهات المحلية كالمختار والطبيب والقابلة مثلا، وكلما كان التسجيل مستمر وبدقة كان البلد يتمتع بنظام تسجيل دقيق وبالتالي احصاءات صحيحة ومنظمة.

أهداف التسجيل الحيوي:

-       تعريف الأفراد بهويتهم القانونية، وضمان حصولهم على حقوقهم، والخدمات العامة، والحماية الاجتماعية.

-       إعداد إحصائيات عن التغيرات السكانية، والمؤشرات الصحية.

-       توفير المعلومات الإحصائية الضرورية التي تهم صناع القرار، التي تعينهم على صياغة السياسات والتخطيط والتنفيذ.

-       يساعد في فهم معدلات انتشار وتوزيع السكان، وأسباب الوفاة، وتحديد الأولويات الصحية.

ويتضمن التسجيل الحيوي العناصر التالية:

§    المواليد الاحياء: حيث يتضمن كل المعلومات اثناء الولادة من نوع المولود وساعة الولادة والمكان ومعلومات تخص الوالدين ومكان الاقامة وغيرها.

§    الوفاة: وتتضمن بيانات عن المتوفي والعمر والنوع وسبب الوفاة ومكان الاقامة والحالة الزوجية والديانة وبيانات عن حادثة الوفاة والمكان والتاريخ والسبب…. الخ.

§    وفيات الاجنة: وبياناتها مشابهة لتلك التي تجمع لدى المولود الحي بالإضافة عن بيانات عن حادثة وفاة الجنين.

§    الزواج: بيانات عن مكان الزواج وتأريخه وبيانات عن الزوجين من العمر ومكان الاقامة والمهنة والشهادة وعدد مرات الزواج السابق.

§    الطلاق: هي نفس بيانات الحالة (الزواج) بالإضافة لذكر سبب الطلاق وتاريخ الزواج.

وهناك بيانات اخرى حسب اختلاف نظم التسجيل في البلدان عن احداث حيوية مثل: الانفصال بين الزوجين

دون طلاق، تبني الاطفال، الاعتراف بالأطفال غير الشرعيين.

v  التسجيل بالعينة والمسوحات السكانية :

تستخدم المسوحات والعينة في حالة عدم توفر بيانات التعدادات السكانية وخصوصا في الفترة بين التعدادين او هناك حاجة للحصول على معلومات سكانية تفصيلية قد لا تتوافر في مصادر أخرى وكما انها اقل كلفة ولا تحتاج الى تكاليف كبيرة، وتستخدم العينات في الوقت الحاضر بشكل كبير وتعطي العينة نتائج دقيقة إذا كانت عمليتها قائمة على أسس احصائية صحيحة وتشمل المجتمع بشكل صحيح حيث تحتاج الى خطوتين اساسيتين وهي:

-       تحديد إطار المعاينة كتحديد قوائم أعداد السكان وأعداد جميع الوحدات السكنية مثلا.

-        ثم اختبار نوع المعاينة مثل، عينة عشوائية او المنظمة او الطبقية.

v  سجلات الهجرة:

 هي سجلات مدنية استحدثت وفق تشريعات قانونية لتسجيل حركة الهجرة الداخلية داخل الدولة وعبر حدودها لأهميتها كأحد العناصر الهامة المؤثرة في نمو السكان وتوزيعهم، وما لها من تأثير ديمغرافي واقتصادي واجتماعي. وتكون لتسجيلات الهجرة من المنافذ الحدودية وتتعلق بالمغادرين والقادمين للبلد غبر لكن أنها مازالت غير مكتملة التسجيل وكثيراً ما تكون مضللة وغير دقيقة.

اما البيانات الخاصة بالهجرة الخارجية فتستمد عادة من سجلات الموانئ البحرية والجوية ومن دوائر الهجرة والإقامة.

ب- مصادر أخرى للبيانات السكانية والديموغرافية.

وهناك مصادر أخرى عديدة للحصول على البيانات السكانية والديموغرافية، قد تكون محلية او على مستوى دولي، غير انها اقل اهمية من التعدادات والسجلات الحيوية، مثل: الكتاب السنوي الاحصائي للدولة، الكتاب الاحصائي السنوي التابع لأي وزارة مثلاً للتربية والتعليم، التقارير السنوية حسب المنظمات الدولية والعالمية والمحلية، مثل: النشرات السكانية التابعة لمنظمة الامم المتحدة واصدارات منظمة الصحة العالمية من الكتب السنوية للإحصاءات الحياتية واحصاءات الامراض وغيرها وهذه تابعة لمنظمة الامم المتحدة وهناك منظمات أخرى لها إحصاءات معتمدة دوليا مثل منظمة العمل الدولية والمنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم وغيرها .