5. قانون نيوتن الثالث
ويعرف بقانون رد الفعل فهو ترجمة فعلية الى ان لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه او بمعنى اخر ان كل قوة مبذولة في اتجاه ما يقابلها قوة اخرى مساوية ومضادة في الاتجاه، فاذا ما قام الفرد بدفع الحائط في الاتجاه الافقي فان الحائط سوف يعكس هذا الدفع بنفس المقدار وهذا لا يعني ان القوة في الشكل التخطيطي له يمكن التعبير عنها بمتجهين ولكن يجب ان نعرف ان تأثير القوى ليس على جسم واحد فالشكل التخطيطي للقوة يعني التعامل مع جسم واحد او نظام ميكانيكي تؤثر عليه القوى . (
ان وجود قوتين متساويتين في المقدار ومتضادتين في الاتجاه يشير الى تفاعل بين الجسمين مع بعضهما وفي المجال الرياضي الكثير من الحركات التي تتطلب وجود قوتين متعاكستين ومتساويتين في المقدار وحسب نوع الحركة، حيث يمكن ان يكون الجسمين جزئيين من اجزاء الجسم او الجسم ذاته مع جسم اخر ( كالأرض او خصم اخر مثلا ) او الجسم مع الاداة المستخدمة
وبشكل عام كله حركة يقوم بها الرياضي من ركض او قفز او رمي لا يمكن ان تحدث الا بوجود قوى احدهما القوى الداخلية المتمثلة بالقوى العضلية وردود افعالها العصبية العضلية وقوى الاربطة والاوتار والقوى الخارجية والتي تشمل قوة الجاذبية الارضية والاحتكاك وقوة رد فعل الارض ومقاومه المحيط( هواء او ماء ) والعلاقة بين هذه القوى اثناء اداء القفز او الركض او الرمي تنتج الفعل النهائي لهذه القوى من اجل دفع الجسم القفز او الركض، ولتوضيح ذلك نقول ان في جميع حركات الركض او حركات القفز هي عبارة عن فعل ورد فعل متبادل بين القوى الداخلية (العضلية) والقوة الخارجية( الجذب) ويكون التأكيد على حركة الدفع بالرجلين بشكل الخاص من خلال العضلات العاملة فيها وان يكون الدفع هنا بزاوية وخلف مركز كتلة الجسم ،حيث يمكن ان ينتقل الجسم بسبب هذا الدفع نحو الامام ، ويكون تسلسل الدفع بامتداد الوركين (الفخذ ) والركبة ثم الكاحل ولهذا السبب تتحد السرعة بصورة رئيسية بمستوى قوة العضلات التي تقوم بالانبساط (الامتداد) وخصوصا العضلات ذات الرؤوس الثلاثة الخلفية وهذه الفكرة تعطي اهمالا للمرحلة التي يكون فيها انثناء في هذه المفاصل( المرحلة التي يكون فيها الرجل المرجحة امام مركز ثقل بلحظة الارتكاز ) حيث يعتقد ان هذه المرحلة هي اكثر اهمية في تحقيق السرعة في الركض القصير القصوى من المرحلة التي يكون نقطة الارتكاز خلف مركز ثقل الجسم ولتفسير ذلك من خلال قانون نيوتن الثالث نقول:
ان اللاعب يتمكن من الركض لمسافة قصيرة وبسرعة قصوى من خلال قوى رد الفعل الارضية وفعل القوة الداخلية وعلى ذلك فان هذا التبادل للقوة تمكن العداء من العمل والتأثير على تحقيق السرعة فقط له عندما تكون قدم رجله الدافعة على الارض( في مرحلة الارتكاز، والتوقف اللحظي للسرعة العمودية ، والدفع ) وتكون القوه المسلطة على الارض مساوية ومقابل للقوة التي تدفع اللاعب الى الامام، ويعتمد حجم القوة بشكل رئيسي على القوة العضلية العاملة في مفاصل اللاعب المشاركة بشكل حقيقي في الحركة ولهذا السبب ينبغي النظر في موضوع تدريب القوة مثل تلك الخاصة بتقوية العضلات العاملة بالأداء والعضلات الظهرية والبطنية على وفق ردود الافعال التي تستطيع العضلات تحقيقها من اجل الحصول على ناتج افعال مقابلة لها .
في كثير من الحالات تؤثر اكثر من قوة في نقطة على الجسم في نفس الوقت ، من السهل السيطرة على مثل هذه الحالة من خلال قوانين نيوتن من خلال مفهوم متجهه محصلة القوة ، حيث ان كل قوة لها مقدار واتجاه ،يمكن جمع مجموعة من القوى المؤثرة على جسم بمتجه واحد هو محصلة القوى ،اذن يمكن ان تراعي قوانين نيوتن استخدام هذه المحصلة المنفردة للقوة ،عند توضيح المشكل الكيناتيكية تصبح الاداة المفيدة هي التمثيل البياني الحر للجسم (FBD) ، وهو نموذج للجسم حيث يتضمن جميع القوى المؤثرة عليه.
رسم FBD يبنه الباحثون بوجود كل قوة ويساعدهم على رؤية اتجاه رد فعل القوى التي تؤثر على الجسم في المعادلة .