2. موقع الدولة الرستمية في الحراك الفكري والثقافي والعوامل التي ساعدت على ذلك الحراك:

2.4. وجود الفقهاء:

أسهم الفقهاء والعلماء الذين استقطبتهم مدينة تاهرت أو أنجبتهم في تفعيل حركية النشاط الفكري بالمدينة والدولة الرستمية. ومن العلماء السنيين المالكيين ابراهيم بن عبد الرحمن التونسي، وقاسم بن عبد الرحمن، وزكريا بن بكر، وكذلك وابن الصغير المالكي. فيلاحظ من خلال دراسة تاريخ المدينة التاهرتية وجود العديد من العلماء و الفقهاء و حتى المؤرخين بها ، واستقرراهم بها ليس من الإباضية فحسب بل من مذاهب آخرى فضلت المكوث بتاهرت و إكمال دورها العلمي بها ، منهم "ابن الصغير" مؤرخ الدولة الرستمية الذي عاصر آخر أيان الرستميين وذكر أنه رأى الإمام اليقظان بن الأفلح ، وعموما لا نملك معلومات كثيرة عليه باستثناء بعض الإشارات والاستنتاجات التي أوردها في كتابه حول شخصيته مثلا قوله " ولحقت أنا بعض أيامه " وهذا مايعبر عن معاصرته للجزء الأخير للدولة ، فالظاهر حسبنا ذكر الأستاذ "إبراهيم بحاز" أنه جاء غريبا إلي تيهرت واستوطنها، أما مذهبه العقائدي فمن خلال الكتاب يمكن لنا أن نستنتج أنه كان شيعيا، إضافة إلى إشاراته إلى خطب على بن أبي طالب في العديد من المواقع في مؤلفه، اما مايخص مؤلف فقد ألفه سنة 290ه حسبما يرى ذلك مترجم الكتاب "موتيلانسكي" وأن "ابن الصغير في مؤلف إعتمد على الواية الشفوية بشكل أكبر في الكتاب وكذلك المشاهدة التي بدأت قبل فترة أبي اليقظان، وهذا ما يعطي للكتاب على صغر حجمه أهمية كبيرة في تاريخ الأئمة الرستميين وتاريخ مدينة تاهرت.