3. حواضر المغرب الأوسط عامل جذب:

بما تشهده من حراك ثقافي وعلمي، وما تحوزه من مقومات سياسية وادارية وجغرافية وثقافية وبشرية وأمنية. فقد كانت تيهرت والقلعة الحمادية وتلمسان مقصدا لكل راغب في العلم، فكانت تيهرت مستقرا لأهل العلم سكنها مسلمون ومسيحيون ويهود، وسكنها من أصحاب المذاهب: سنيون و شيعة  صفرية ومعتزلة وجموع الإباضين، وبالفعل فقد كانت تيهرت بهذه الصورة وبهذا الشكل عاصمة ليس فقط للإباضين والخوارج، بل كانت عاصمة ومنطقة جذب لكل الخارجين عن الدولة العباسية، لما عُرف عن ابن رستم من عدل وحسن السيرة بين رعيته.

    وهذا يبين بصورة واضحة مدى الاستقطاب الكبير الذي شهدته احواضر المغرب الأوسط، حيث أصبحت في مدة قصيرة تحوي أجناسا مختلفة، إضافة إلى المهاجرين المشرقيين الذين كانت لهم مكانة هامة سواء من ناحية عدد الأفراد أو الدور الاقتصادي لكثير منهم، ضف إلى ذلك العنصر العربي ومعظمهم جاءوا من إفريقيا.