3. المغرب الأوسط:

3.3. ارتباطه بالحواضر والعواصم السياسية:

بالاعتماد على النص الجغرافي تتحدد لنا ملامح من حدود الاطار الجغرافي للمغرب الأوسط والتي تتباين من مرحلة لأخرى، فحسب الجغرافي الأصطخري الذي توفي خلال القرن 04هـ/10م تكون مدينة تاهرت معلم أساس؛ فهو يقسم بلاد الغرب الاسلامي إلى قسمين شرقي وغربي، الشرقي: هو "برقة وافريقية وتاهرت وطنجة... وأمّا الغربي فهو الأندلس". وعلى ذات النسق فصّل المقدسي (ت387هـ/997م) في جغرافية بلاد المغرب الأوسط الذي تكون تيهرت حسبه ممثّلة للمغرب الأوسط، على اعتبار أنّه ذكر أقاليم المغرب الكبرى بداية ببرقة ثم افريقية ثم تاهرت ثم سجلماسة ثم فاس فالسوس الأقصى.

تشير الدراسة التاريخية إلى أنّ رواية الإدريسي (ت 548هـ/1154م)، ربما تعد أكثر دقة، حيث اعتمد المعيار السياسي هو الآخر كأساس لتحديد الاطار الجغرافي للمغرب الأوسط، لكنه فصل بين المغارب الثلاثة: الأدنى (افريقية) والأقصى والأوسط، وتتضح ملامح حدود كل إقليم عن غيره في عصره بشكل أكثر وضوحا. فهو يذكر أنّ مدينة بجاية في وقته هي قاعدة المغرب الأوسط، وأنّ حدود المغرب الأوسط من جهة الغرب هي مدينة تلمسان قفل بلاد المغرب. أمّا حدّه من الشرق، فيذكر الجغرافي ابن سعيد المغربي (ت685ه/1287م) أنّه يمتد إلى ما وراء مدينة عنابة (بونة).

أما ابن خلدون (ت808هـ/1405م) فيذكر أن المغرب الأوسط كان في الأغلب ديار زناتة حيث "كان لمغراوة وبني يفرن... ثمّ صار من بعدهم لبني ومانو وبني يلومي"، أمّا في عصره فصار "لبني عبد الواد وتوجين من بني مادين وقاعدته لهذا العهد تلمسان".