2. خصائص الحكاية على لسان الحيوان

 إنّ فن الكتابة على لسان الحيوانات هو من الفنون الأدبية القديمة في التاريخ، ولهذا الفن اسم شائع هو "الخرافة" لأنّ العمل قائم على حديث الحيوانات ونحو ذلك، وهذا من الأمور التي لا تحدث في الواقع إطلاقًا، وقد وضع الباحثون خصائص لتمييز هذا الفن والمحافظة على أصالته، ومن تلك الخصائص ما يأتي:[١] قِصَر القصة في أغلب الأحيان نظرًا لما تحمله من عبرة وأخلاق. عدم اقتصارها على النثر وإنّما قد تكون في الشعر أيضًا. محدوديّة أحداثها واقتصارها في الغالب على حدث واحد غير قابل للتفريع. شخصيّاتها هي الحيوانات التي تؤدّي دور البشر وتكون البطولة لها مع الحفاظ على خصائصها الحيوانية. ضرورة مشابهة الحيوانات للإنسان في كثير من التصرفات لما في ذلك من إثارة ذهن المتلقي كي يعتقد أنّ الحيوان هو إنسان في الحقيقة. نَقل الحكاية لرسالة أخلاقية محددة تمثّل المعنى العام للقصة التي تدور حوله، وغالبًا ما يُصرِّح الكتّاب بالموعظة الأخلاقية في نهاية القصة مثل قصص كليلة ودمنة. مُعالجة القصة الحيوانية الخرافية لمضامين إنسانية عامة ولكن بطريقة الرمز والتلميح. الحيوية في تأويلها لأنّها قيلت لكي تكون مناسبة لجميع الأعمار. السهولة في السرد والحوار ما يجعل القصة سهلة التذكّر كذلك. القدرة على كسر الحواجز والسفر إلى مختَلف الآداب العالمية؛ لأنّها قيلت لتكون أدبًا يعرفه الجميع من دون أن يكون حكرًا على أدب بعينه، وهذا ما يفسّر وجود كثير من الخرافات العالمية في الأدب العربي.