4. الانفعالات و الآداء:

إن الانفعالات المختلفة ذات تأثير كبير على الفرد وأدائه وتعامله مع المواقف والمظاهر والاشكال، فالانفعال المعتدل يزيد الخيال خصوبة، وينشط التفكير كما ينشط الحركة ويزيد الرغبة الى مواصلة العمل، أما الانفعالات الثائرة الهائجة فلها أثر ضار على الوظائف العقلية، فالانفعال العنيف يؤثر على الادراك ويعطل التفكير المنظم والقدرة على مواجهة الامور الصعبة و حلها. كذلك يضعف التذكر والتعلم والارادة مما يجعل الفرد يفقد السيطرة فيندفع الى تصرف ذي سلوك صبياني أو غير مهذب، وكلنا يعرف أن كثيرا من الطلبة يعجزون عن تذكر الاجوبة الصحيحة في رهبة الامتحان لكنهم يتذكرونها بعد خروجهم منه ان الانفعال الشديد هو العدو اللدود للتفكير الهادئ المنظم. ذلك ان الانفعال يركز على ذهن المفكر ويجعله منصرفا الى فكرة واحدة لا تتجاوز موضوع انفعاله، كما أن الانفعال يحجب عنه رؤية كثير من الحقائق، ولا يتيح له الهدوء والتأمل اللازمين للتفكير السليم الذي يقتضي النظر الى الموقف من نواحي مختلفة وتحليله للعناصر وميزة كل عنصر.