2. المقاربات المنهجية
2.6. أهم المناهج الكيفية المستخدمة في بحوث الإعلام
1-المنهج الإثنوغرافي: هو المنهج الذي يقوم على أساس وصف وتحليل وتفسير لثقافة مجتمع أو مجموعة من الأفراد، وهو يركز على الأفعال والمعتقدات ونمط الحياة لهؤلاء الأفراد أو المجتمعات أو النظام.
خصائص البحث الإثنوغرافي: هناك مجموعة من الخصائص التي يمتاز بها البحث الإثنوغرافي، أهمها:
1-جمع الأدلة مباشرة من الميدان، وعن طريق مشاركة حياة الأفراد والأحداث، والمواقف في سياقها الطبيعي، كما يتم جمع الأدلة عن طريق المقابلات الرسمية وغير الرسمية مع أفراد المجتمع المدروس.
2-يبدأ الباحث بأسئلة بحثية أولية عامة، وعادة ما يقوم بإعادة صياغتها أثناء عملية جمع البيانات.
3-يوثق الباحث الإثنوغرافي وجهات نظر المبحوثين في الدراسة، وذلك من خلال معايشتهم وحوارهم المستمر مع المشاركين.
4-يجمع الباحثون الإثنوغرافيون معلومات كثيرة، باستخدام أساليب متعددة في صورة الملاحظة، المقابلة، حفظ المذكرات، اليوميات، وتحليل الوثائق المتوافرة، والتصوير الفوتوغرافي وتسجيل الفيديو...وغيرها، ويتم تحليل كل ذلك بطرق التحليل النوعي.
إجراء البحوث الإثنوغرافية: عموما خطوات إجراء البحوث الإثنوغرافية، هي نفس خطوات البحث النوعي، وهي كالتالي:
*المرحلة الأولى: هي تحديد المشكلة أو الظاهرة التي ينبغي استكشافها، حيث الهدف هو محاولة فهم العالم كما تراه المجموعة موضع الدراسة.
*المرحلة الثانية: تحديد واختيار الموقع الميداني، أي مكان إجراء الدراسة أين سيتم جمع المعلومات والبيانات.
*المرحلة الثالثة: بعد الخطوات السابقة يتعين على الباحث الحصول على منفذ (الدخول)، وتقرير ما الذي سيدرسه، ويستخدم الباحث الإثنوغرافي التعيين القصدي الهادف (العينات القصدية)، فيختار الأعضاء المبحوثين الذين لديهم مدة طويلة في المجموعة ولديهم معلومات وفيرة عن نشاطاتها وأنماط اتصالاتها، وباستخدام المعلومات المحصل عليها يقرر ما هي السلوكيات التي سيراقبها، ومتى وأين وأي المفردات سيختار للمقابلات المكثفة، وأي الوثائق الرئيسية التي يمكن أن تكون ذات الصلة والتي سيقوم بتحليلها.
*المرحلة الرابعة: بعد المعينة يبدأ العمل الميداني، وجمع البيانات بواسطة تقنيات جمع المعطيات المختلفة (الملاحظة، المقابلة...).
*المرحلة الخامسة: وهنا يقوم الباحث بتحليل البيانات التي تم الحصول عليها، وذلك باتباع طرق التحليل النوعي المتعارف عليها.
*المرحلة السادسة: إعداد التقرير المكتوب، الذي يبدأ عموما ببيان الغرض أو السؤال البحثي الموجه، ويكون متبوعا بالدليل والأمثلة التي توضح المواضيع الرئيسية للبيانات وتفسيرات الباحث لها مع ذكر النتائج والاستنتاجات الرئيسية المستخلصة من الدراسة أو البحث.
2-المنهج المقارن: يقصد بالمنهج المقارن في علم الاجتماع، طريقة المقارنة بين مجتمعات مختلفة، أو جماعات داخل المجتمع الواحد أو نظم اجتماعية للكسف عن أوجه الشبه والاختلاف بين الظواهر الاجتماعية وإبراز أسبابها وفقا لبعض المحاكاة التي تجعل هذه الظواهر قابلة للمقارنة كالنواحي التاريخية والإثنوغرافية والإحصائية، ويمكن الوصول عن طريق هذه الدراسة إلى صياغة النظريات الاجتماعية.
*استخدام المنهج المقارن في دراسة جمهور وسائل الإعلام:
يوظف المنهج المقارن في دراسة جمهور وسائل الإعلام لأغراض مختلفة وفق طبيعة الدراسة والأهداف المرجوة من تحقيقها، فيما يلي أهم المجالات التي يتم استخدام المنهج المقارن فيها في دراسة جمهور وسائل الإعلام والمستخدمين، وهي:
المقارنة بين عادات وأنماط التعرض والاستخدام.
المقارنة بين أنماط السلوك الاتصالي.
المقارنة بين السمات السوسيولوجية والديمغرافية لجمهور وسائل الإعلام وعلاقتها بأنماط التعرض أو الإشباعات المحققة.
المقارنة بين نتائج الدراسة الميدانية المتحصل عليها بناء على البيانات المتحصل عليها من اتجاهات أو سلوكات أو آراء عينة جمهور المتعرضين للوسائل الإعلامية المختلفة.
3-منهج دراسة الحالة: يعرف بأنه المنهج الذي يهتم بدراسة جميع الجوانب المتعلقة بدراسة الظواهر والحالات الفردية بموقف واحد، وهو بتعبير آخر دراسة متعمقة لجميع البيانات المجمعة عن وحدة سواء كانت فردا أو مؤسسة أو فريقا.
ويتميز منهج دراسة الحالة بالعمق أكثر ما يتميز بالاتساع في دراسته للأفراد والمجتمعات، كما يتميز بالتركيز على الجوانب الفريدة والمميزة لعينة صغيرة جدا من أفراد المجتمع، وهو يمثل أحد طرق وأساليب التحليل أكثر من كونه معبرا عن إجراءات محددة، كما يعبر عن اتجاه كلي أو شمولي لفهم الظاهرة موضع الدراسة.