1. المقاربات النظرية
1.3. مساهمات بعض الباحثين في بحوث التلقي
*مساهمات بعض الباحثين في بحوث التلقي
*مساهمات ستيوارت هال في بحوث التلقي: ركز الباحث هنا على دور المواقع الاجتماعية في تفسير النصوص عن طريق وسائل الإعلام عند مختلف الفئات الاجتماعية، ولقد اعتبر هال التلقي ظاهرة مركبة ذات ثلاثة أبعاد نتيجة لقيام الجمهور بفك الرموز التي يتلقاها، وتتمثل هذه الأبعاد في:
أ-الموقف المهيمن: فالمتلقي في هذا الموقف يدمج الرسالة بدون مقاومة في إطار المفردات التي يختارها المرسل، بعبارة أخرى يمثل هذا الموقف وجهات النظر الغالبة، أي أن الذوق العام الغالب على النظام الاجتماعي والفضاء المهني هو المرجعية التأويلية للجمهور، وبمعنى آخر الجمهور يكيف ويخضع مواقفه لما هو سائد في المجتمع.
ب-الموقف المعارض: يقوم المتلقي في هذا الموقف بفك رموز الرسالة التي استقبلها بطريقة معارضة لما كان ينوي المرسل أرساله، أي يقوم المتلقي بقراءة الرسالة بناء على إطار مرجعي ورؤية مختلفة للبيئة التي ينتمي إليها، وهذا يحدث خاصة عندما تكون اتجاهات الفرد معارضة للخطاب الإعلامي، مثال: تلقي خطاب الأحزاب السياسية من طرف أفراد جمهور لا ينتمي إليها.
ج-الموقف المفاوض: ويتم في هذا الموقف فك رموز الرسالة عن طريق دمج عدد ملائم من العناصر المعارضة والملائمة في نفس الوقت، أي يقوم المتلقي بتبني جزء من الدلالات والقيم المهيمنة، لكنه يستمد من واقعه المعيش بعض الحجج المتوافقة معه، وذلك لرفض بعض القيم المهيمنة والتي لا تخدمه، بمعنى أن المتلقي يتقبل الأفكار التي تلائمه وتتماشى مع أهدافه، ويعدل الأفكار التي تعاكس موقفه.
ملاحظة مهمة: إن الدور الأساس الذي تركز عليه قاعدة (التشفير/فك التشفير)، يتمثل في النقاط التالية:
-نفس الرسالة يتم فك شفرتها بطرق مختلفة من طرف الجمهور المتلقي.
-تحتوي الرسالة الإعلامية الواحدة على أكثر من قراءة.
-ترتبط مسألة فهم الرسالة الإعلامية يإشكالية ممارستها.