3. علاقة الديمغرافيا بالإيكولوجيا و الجغرافيا
كما يرتبط علم السكان بعلاقات متميزة بكل من بالإيكولوجيا و الجغرافيا، و من خلال حاجته الماسة إلى إدراك طبيعة المكونيين البيئي و البشري، و الذي يوضحه الشرح التالي:
1-3- علاقتها بالإيكولوجيا : ترتبط الإيكولوجيا الاجتماعية ارتباطا قويا بقضية السكان، و ذلك لأن الزيادة السكانية المتسارعة لها دور كبير في فهم الكثير من المشاكل الايكولوجية المطروحة ، إذ أن تلك الزيادة ترفع من سرعة استنزاف الموارد، و تزيد من حدة الصراع على مساحات الأراضي المزروعة، كما تتسبب في إرتفاع معدلات التلوث، جراء التضخم المسجل في حجم النفايات المنزلية، و تزايد استخدام وسائل النقل مما يؤدي لتصاعد حجم التلثو الهوائي.
2-3 علاقتها بالجغرافيا: تنقسم الجغرافيا إلى حقلين معرفيين، و هما الجغرافيا الطبيعية و التي تركز جل اهتمامها على دراسة مظاهر سطح الأرض الطبيعية ك: السلاسل الجبلية، الأنهار... و الجغرافيا البشرية أو جغرافيا السكان كما يسميها البعض، و التي ظهرت مع حلول القرن العشرين، حيث باتت تهتم بحسب الجغرافي الانجليزي كلارك، بتحليل التباين و الاختلافات المكانية لتوزيع و تركيب و هجرة، و نمو السكان و علاقتها بالبيئة الطبيعية، في حين ترى الجغرافية الفرنسية BEAUJEU GARNIER بأنها تعني بدراسة الحقائق و الخصائص الديمغرافية في بيئتها.
هذا المعنى يجعل منها تهتم أكثر بالجانب التحليلي للظاهرة السكانية، و ذلك بهدف تحديد أثر الإطار المكاني على عملية النمو السكاني، و توضيح مختلف العوامل التي تحكم علاقات السكان داخل الإطار، وذلك من خلال تحديد مراحل هذا النمو و إيضاح مدى ارتباطها بالظروف الجغرافية السائدة، و كيفية تأثيرها في توزيع السكان تركزا و تشتتا، معتمدا في ذلك على التحليل الرقمي الذي توفره الديمغرافيا كأساس وقاعدة لتحليلاته. كما تعد دراسة الهجرة السكانية من أبرز ملامح الارتباط بين العلمين، و ذلك لأن الهجرة ظاهرة ديمغرافية تتحكم فيها مجموعة متنوعة من العوامل، و التي تتطلب في قراءتها و استشعار أهميتها أساسا إحصائيا توفره الديمغرافيا، و في تحليلها أساسا جغرافيا تفسر من خلاله أسباب الوفود و دوافع النزوح. كما تعني العلاقة القائمة بين العلمين بدراسة مستقبل السكان و تخطيط مواردهم، حيث تعد في هذا الإطار الجغرافيا من أقدر التخصصات في مجال التخطيط، و ذلك عن طريق تحديد اتجاه النمو السكاني داخل رقعة إقليم ما، معتمدة في ذلك على دراسة الظروف التي تؤدي إلى توفر عوامل الجذب و الطرد به.