4. في نقد المدرسة الالمانية و نظريات القوة البرية

في الاخير يمكن الوصول الي جملة من الانتقادات للمدرسة الالمانية في علم الجيوبولتيكاو انعكاسات النظرية و التطبيقية وفق النقد الاتي:

  • نقد ابستمي للنظرية: ان أفكار المجال الحيوي عند راتزل و المفكرين الثلاثة الالمان تمثل مفهوم نظريا برغماتيا و ليس حقيقة جغرافيا ستاتكيا بالتحديد حيث تم تطبيق هاته الفكرة لإضفاء الشرعية على طموحات الإقليمية الألمانية خاصة في الشرق، القائمة حول الأسطورة الألمانية القديمة حول الزحف نحو الشرق و تسخيرها في اطار اللغة العلمية لجيوبوليتكس راتزال.

ان مناقشة النظرية العضوية التي قامت عليها أفكار الجيوبولتيكيين الألمان قبل و بعد الحرب العالمية الثانية،تدعمت بنقد المفهوم الضمني لنظرية الدولة ككائن حي، فتم إقرار مبدأ أن الدولة ليست كائنا واعيا ذو سلوك هادف، فكتب باوندز Poundsفي ذات الموضوع يقول: » إن الدولة بذا ا لا يمكن أن تكون لها سياسة إلا بتطبيقها بواسطة صانعي القرارات، ولا تستطيع الدولة أن تنمو أو تموت أو تولد أو تتدهور إلا من خلال القرارات التي يمليها صناع القرار فيها«

  • نقد في انعكاسات النظرية على الواقع : تعتبر اراء و افكار النظرية للمدرسة الالمانية أحد سبب تأجيج الحرب العالمية الثانية خصوصا افكار هاوهوفر اساسا المطورة من اراء راتزل اججت وقود للقائد الالماني ادولف هتلر في اطار سياسية المجال الحيوي و الرغبة في السيطرة على العالم، فالمدرسة الألمانية بررت توسعات هتلر وتعظيم قدرات ألمانيا العسكرية البرية، على أساس فكرة النمو الواجب للدول كما للكائن الحي، وأن المجال الحيوي هو حتمية التوسع، ولو كان ذلك بالقوة وضد الدول الأخرى .

  • نقد في نتائج و الاثار المترتبة : اسفرت افكار النظرية ذو الصبغة المتطرفة -النازية- الي أكثر الصراعات العسكرية دموية على مر التاريخ - الحرب العالمية الثانية - والذي قُدّر إجمالي عدد ضحاياها بأكثر من 60 مليون قتيل مثلوا في ذلك الوقت أكثر من 2.5% من إجمالي تعداد السكان العالمي، المانيا النازية سابقا فقط وصل عدد الاجمالي للقتلي ب 7 ملايين الي 9 ملايين قتيلا بنسبة 64 بالمئة من ضحايا دول العالم.

  • بناء على ماسبق من انتقادات ، انعكس الامر كله على علم الجيوبولتيكس في تلك الفترة حيث اعتبر انه يشكل مصدر قلل و تهديد نظري يمكن يشعل فتيل حروب أخرى مستقبلية لو تتم إعادة بعث و تبني نفس أفكار المدرسة من طرف شخصيات او أنظمة متطرفة و هذا ما بفسر تضيق الخناق عل هذا الحقل و التوجه نحو نشر القيم الليبرالية الديمقراطية في تلك الفترة.