2. الكامل
Iـ المجامع الأدب
: أولا: الكامل للمبرد:أخذ سـيل التـأليف ينهمـر بعـد الجـاحظ، وبـدأت تخصصـات الأدبـاء والعلمـاء تتحـدد وتتنـوع، ولم يكـن الكاتـب مـنهم يقتصر على تأليف كتاب أو كتابين، بل كان كل منهم في حد ذاته موسوعة في علمه ومن بين هؤلاء كان المبرد
.تعريف الكاتب: ولـد في البصـرة 210هــ هوأبـو العبـاس محمـد بـن يزيـد المـبرد وتـوفي في بغـداد عـام 285هــ، وتتلمـذ للمـازني والسجسـتاني، وكـان مـن أعـلام رجـال العلـم والأدب، وإمـام العربيـة ببغـداد في زمنـه، وكـان ممـثلا لمـذهب البصـرة في النحـو فيمـا ، كان خصمه " ثعلب "ممثلا لمذهب الكوفة .(3)
واسمـه الأصـلي محمـد بـن يزيـد بـن عبـد الأكـبر الأزدي الثمـالي، واختلـف في سـبب تسـميته المـبرد كانت هذه الكلمة بفتح الراء أو بكسرها وفيمـا إذا كـان هـذا اللقـب ذمـا أو مـدحا. اشـتهر بـه في أثـر حادثـة معينـة ذكرهـا أبـوالفرج بن الجوزي في كتابه الألقاب. وقـد خلـف المـبرد ثـروة مـن الكتـب، منهـا مـا نشـر،مثل : كتـاب الكامـل، وكتـاب الفاضـل، وكتـاب المقتضـب، وكتـاب مـا اتفـق لفظه واختلف معناه مـن القـرآن الكـر يم ، وشـرح لاميـة العـرب، وكتـاب المـذكر و المؤنـث، ومنهـا مـا لم ينشـر مثـل كتـاب الروضـة 4 وكتاب التعازي والمراثي. هذا إلى جانب مجموعة أخرى من الكتب ذكرها الفهرست ولكنها لم تصل إلينا .
تعريف الكتاب : هو أشهر كتب المبرد ومـن كتـب الأدب في المائـة الثالثـة ّللهجرة وهـو أحـد أصـول علـم الأدب وأركانه وقـد أبـان المـبرد عـن موضـوع كتابـه ومنهجـه فيـه بقولـه في مقدمتـه :"هذا كتاب ألفناه بجمع ضروبا من الآداب ما بين كلام منثور،وشعر مرصوف ،ومثل سائر،وموعظة بالغة واختيار من خطبة شريفة ورسالة بليغة، والنية فيه أن نفسر كل ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب، أو مستغلق وأن نشرح، ما يعرض، فيه من الإعراب شرحا وافيا،حتى يكون هذا الكتاب بنفسه مكتفيا وعلى أن يرجع إلى أحد في تفسيره،مستغنيا"(حنا الفاخوري، الجامع في تاريخ الأد،ص 588)
وعلى أن المبرد قد كسر كتابه على أبواب فالظاهر أن هذه الأبواب لم توضع فيه على نسق أو نظام،ولم يستقل أي منها بفن واحد،ولا أستثني البابين الذين عقد أولهما "لبعض ما مر للعرب من التشبيه المصيب والمحدثين من بعدهم" وثانيهما ل" اخبار الخوارج"(فقد وضعت الأخبار والمختارات فيهما،على غير نسق أو نظام يؤلف بينها غير فكرة الباب العامة، ويقع في هذه الأبواب أخبار واختيارات جرّها الاستطراد لا صلة بالفكرة التي عقد لها الباب،وقد كانوا يقصدون إلى هذا التنقل والاستطراد قصدا،ليكون في ذلك استراحة للقارئ وانتقال ينفي الملل....كما صرح المبرد في هذا الكتاب ، حنا الفاخوري: الجامع في تاريخ الأدب،ص588)