2. شروط اختيار موضوع بحث علمي
لاختيار موضوع بحثي لابد من مراعات الشروط التالية:
أولا: يجب أن يكون موضوع البحث ذا قيمة علمية ويتسم بالجدية والحداثة
يتعين على الباحث أن يختار موضوعا ذا قيمة علمية نظرية وتطبيقية وفقا لمقاييس ومعايير موضوعية انطلاقا من طبيعة التخصص ومن مجموع المزايا والفوائد التي تحقق نتائج بحثه والكشف عن الحقائق العلمية المرتبطة به .
ولذلك يتعين أن يكوف موضوع البحث متسما بالحداثة والجدية، والحداثة تقتضي بأن يكون الموضوع جديدا ولم يتعرض
له باحث آخر من قبل، ولكن لا يشترط بأن تكون المشاكل المثارة جديدة بل يكفي أف تكون الحلول المقدمة هي الجديدة .
وتقع على الباحث مهمة التأكد من أن موضوع بحثه لم يسبق أن كان موضوع رسالة جامعية أو مؤلف آخر، وهذا يفرض على الباحث أن يلم منذ البداية بمحتويات المكتبة، غير أن المهمة قد تصطدم بصعوبة الإهتداء إلى كل المواضيع التي كانت محل دراسات سابقة .
ومن المعايير التي تساعد على تجنب التكرار في المواضيع:
-أن يتعلق البحث بمشكلة حديثة، كأن يكون منصبا على مؤسسة جديدة أو اتجاه تشريعي حديث.
-الابتعاد عن النظريات العامة لفروع القانون إلا إذا كانت منطلقا لدراسة جديدة.
-الإطلاع على فهارس الرسائا الجامعية والبيبيوغرافيات، وكذلك تباد الآراء مع الزملاء والأساتذة والقانونيين العاملين
للتأكد من عدم وجود دراسات في نفس الموضوع.
ثانيا: يجب أن يكون موضوع البحث محددا ومتصفا بالأهمية
يجب على الطلبة الانتعاد على الموضوعات العامة الكبيرة لصعوبة السيطرة عليها، وغالبا ما ينتهي بالباحث إلى التوقف في مراحله اللاحقة.
وعموما ينبغي على الباحث تجنب المواضيع التالية:
-الموضوع الواسع جدا لأن وقت الباحث محدود.
-الموضوع الضيق جدا لأنه لا يغطي الصفحات اللازمة للمذكرة.
-الموضوع المستهلك لأن لا يقدم الجديد.
- الموضوع الخلافي لصعوبة الترجيح بين الأفكار.
والمقصود بتحديد موضوع البحث هو حصره في جزئية معينة تدخل أصلا ضم موضوع أكثر شمولا، وهذا الموضوع
يدخل بدوره في موضوع أعم وأشمل ثم تعميق البحث تماما حول الجزئية التي تم تحديدها.
ثالثا: يجب أن يكون موضوع البحث مما يمكن تغطيته بالمراجع والوثائق العلمية.
إن مسألة توفر المراجع والوثائق والمصادر العلمية المرتبطة بموضوع البحث مهمة وأساسية ، وعليه فإن الموضوع الذي تنعدم المراجع أو تقل فيه يعتبر في نظر البعض موضوعا لا يصلح للبحث العلمي لأن إمكانية استكماله ضعيفة جدا وقد
تكوف مستحيلة، وبالتالي يتعين على الباحث أن يقوم برصد أولي للمصادر والمراجع المرتبطة بموضوع البحث، وأن يتأكد من توفر المراجع الكافية. ومن ثم فإن الخطوة الأولى في اختيار موضوع البحث هي الإطلاع وتجميع المعمومات والمصادر والمراجع والوثائق .